... لقد كانت تعبيرات فؤاد الهمة عن الصحراء، مطبوعة بصراحة أخرست الأحزاب السياسية، فلم تتطرق لها. وربما يتعلق الأمر، باتجاه جديد لقضية الصحراء، عبر عنه أقرب رجل لملك البلاد، ولا يمكن أن يكون وجهة نظر مجرد نائب الرحامنة. "إن وضع الصحراء اليوم يوجد بين يدي المنتظم الدولي (...) الذي لا يعترف بوجود سيادة مغربية فوق الأرض (...) لكنه يعترف بوجود إدارة (...) مغربية للتراب، تطبق القوانين المغربية. إن أي أحد (...) لا تعترف بالمقابل، باستقلال هذه المنطقة (...). "إن الصحراء تحكمها اليوم، اتفاقية مدريد الثلاثية الموقعة عام 1975 التي سلمت بموجبها اسبانيا الاقليم للمغرب. لكن بما أن اسبانيا كانت دولة مستعمرة فهي لم تكن تملك السيادة على الأرض، وبالتالي فما سلمته اسبانيا للمغرب هو الادارة الاقليمية (...) للتراب. والوضع الحالي القائم أن الصحراء مغربية وستظل كذلك" (الجريدة الأولى عدد 18/12/09). الهمة الذي أعلن استعداد المغرب للتفاوض مع المعارضين الصحراويين في الداخل، اشترط فقط أن لا يكون هناك "تهراس"... وكان مفروضا أن تثير هذه التصريحات الواقعية لثاني رجل في الدولة، نقاشا أو ردة فعل لدى الأحزاب، لأنه نسمع لأول مرة منذ المسيرة الخضراء، أننا متواجدون في الصحراء لحد الآن بتفويض من اسبانيا وأن على الأممالمتحدة أن تقرر (...) وهذا المنطق يتعارض مع لغة الخشب التي ينكق بها وزير الخارجية الحالي ومن سبقه من وزراء الخارجية. الأسبوع التي علمت أنه تم استنفار رجال السلطة في المناطق الجنوبية، لاجتماع يوم الأربعاء 23 والخميس 24 من الشهر الحالي، حيث تم استدعاء جميع العمال لاجتماع في العيون لا يعرف محتواه ولا الغرض منه، وإنما يظهر أن هناك أوامر صدرت بتغيير طريقة التعامل مع الصحراء، وربما رفع الحصار المضروب على اميناتو حيدر والتي لاقت صعوبة في استقبال المتعاطفين معها وحتى استقبال طبيبها الاسباني، الذي خرجت شخصيا لادخاله لبيتها وقالت الصحف، أن البوليس قالوا لها أننا لم نعرفه. الاجهزة الاسبانية بجميع وسائلها، تشن حملة في التلفزة الاسبانية من أجل رفع الحصار عن اميناتو حيدر، بينما فؤاد الهمة يتحدث عن الانفتاح وعن حق اميناتو في كل شيء. ويكشف موقف فؤاد الهمة الذي دافع عن اميناتو حيدر وعن حقها، انه قبل أن يطلع على التطورات الأخيرة، كان مصدقا لما قاله رئيس حزبه بيد الله (...) الذي كان ضد تسليم اميناتو حيدر جواز سفرها، وكان بيد الله بالتالي ضد الحل الأخير الذي اشرف عليه فؤاد الهمة. فعندما كان فؤاد بجانب بيد الله في العيون يوم السبت 5 دجنبر، قال أن قرار الطرد قانوني، فرد عليه صديقه بيد الله بأن اميناتو حيدر دمية في يد الجزائر وأنها لو إلتحفت براية البوليزاريو لصفقت لها (...) ليتغير الموقف صدفة، ويصبح فؤاد الهمة هو محامي اميناتو حيدر، ويتمترس بيد الله في صمت رهيب. أكيد أن الموقف الأخير، الذي أعرب عنه فؤاد الهمة سيسيل الكثير من المداد على صفحات الجرائد المحلية والدولية، بعدما وضع وزيري الخارجية والداخلية المغربيين في الصفوف الأخيرة.