سيطر العنف والاعتقالات على أجواء إحياء الذكرى السنوية ال35 ليوم الأرض في غزة أمس، إذ حاولت الشرطة التابعة ل «حماس» منع تنظيم مسيرات في المدينة واستخدمت القوة لتفريق المتظاهرين، كما أعتقلت عدداً منهم. وتظاهر مئات الفلسطينيين بدعوة من «الفصائل الوطنية والإسلامية» عند مدخل بيت لاهيا شمال القطاع رافعين شعارات منها «نعم للثوابت، لا للتفريط بالحقوق». كما تظاهر مئات آخرين انطلاقاً من جامعة الأزهر، مطالبين بإنهاء الانقسام الفلسطيني. وقال عدد من الصحافيين ل «الحياة» إن موظفاً في المكتب الإعلامي الحكومي أبلغهم أول من أمس أن «هناك مسيرة واحدة مرخصة فقط لإحياء يوم الأرض» في إشارة الى المسيرة التي نظمتها «حماس» في شمال القطاع. وقال شهود عيان أن قوات شرطة ورجال أمن بملابس مدنية فرقوا بالقوة مسيرة نظمها طلاب جامعيون وناشطون في «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام»، واعتدوا على الشبان والفتيات المشاركين في المسيرة عندما وصلت الى مفترق الطيران في حي الصبرة وسط غزة. كما اعتدوا على صحافيين، وتم تحطيم معدات وهواتف خليوية. وقال مراسل إذاعة «الوطن» التابعة ل «الجبهة الديموقراطية» أياد طه الذي أصيب خلال الأحداث إن رجال أمن بزي مدني ورجال شرطة ضربوه بالهراوات، قبل أن يسحب أحدهم بخاخاً (اسبريه) ويرشه في وجهه. وأضاف طه، الذي ظهرت هالات سوداء داكنه حول عينه، أنه تم نقله الى مستشفى الشفاء ثم الى عيادة لتلقي العلاج. كما قال صحافي آخر كان برفقة طه إنه الآخر تعرض للضرب خلال التظاهرة. وأشار صحافي آخر الى أنه حاول وزميل له نقل امرأة تعرضت للضرب الى المستشفى بسيارة تحمل شارة الصحافة، إلا أن رجل أمن ادعى أنه من وزارة الداخلية منعهما من ذلك. كما أحتجزت الشرطة عدداً من الناشطين لساعات قبل أن يتم إطلاقهم لاحقاً. ودانت «الجبهة الديموقراطية» فض الأجهزة الأمنية المسيرة الطلابية. واستنكرت «الاعتداء على عدد من الصحافيين والإعلاميين»، كما استنكر حزب الشعب «اعتداء الأجهزة الأمنية في غزة على المسيرة الشبابية». وانتقدت «الجبهة الشعبية» تصريحات القيادي في «حماس» صلاح البردويل الذي اتهم تنظيمات يسارية بتلقي الأموال «خدمة لإسقاط مشروع حكومة حماس، وتعزيز الفوضى، وإبقائها مشتعلة». وقالت الجبهة إن هذه التصريحات تهدف الى تبرير عمليات الاعتقال والملاحقة والقمع الوحشي. الى ذلك، دعا ناشطون في «حماس» وفصائل أخرى صغيرة إلى «التمسك بالحقوق والمحافظة على الثوابت الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية من أجل استعادة الأرض والمقدسات».