كشفت صحيفة 'معاريف' العبرية عن انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قام باعداد خطة هدفها منع الحركات الاسلامية من الوصول للسلطة في العالم العربي. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادر مقربة من ديوانه، ان نتنياهو يعمل حاليا على اقامة صندوق دولي لتشجيع التوجهات الديمقراطية، ويعمل على تحقيق نمو اقتصادي، على اعتبار ان هذه الوسيلة الامثل للحيلولة دون سيطرة الحركات الاسلامية على الحكم في العالم العربي. ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله انّ الخطة التي يعكف على اعدادها تشبه الى حد كبير خطة (مارشال) التي اعدتها الولاياتالمتحدة لتطوير اووربا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ونوهت الصحيفة الى ان نتنياهو اجرى الاسبوع الماضي مباحثات مطولة مع اعضاء في الكونغرس الامريكي زاروا اسرائيل، وضمن جون ماكين مرشح الحزب الجمهور للانتخابات الرئاسية والديمقراطي لمار اليكساندر، حيث شدد نتنياهو على مسامع ماكين واليكساندر على ان اموال الصندوق يجب ان تقدم من قبل متبرعين خاصين. واوضحت الصحيفة ان نتنياهو يدعي انه يخشى من ان تنجح ايران في التاثير الايراني على الدول العربية التي تخلصت من النظم الاستبدادية، او تلك الدول التي قد تتخلص منها في الوقت القريب، ويحث المجتمع الدولي من اجل التجند لارساء اسس الديمقراطية في هذه الدول، على حد تعبيره. واوضحت المصادر عينها ان نتنياهو يتحدث عن تجنيد مصادر تمويل كبيرة جدا تكون قادرة على انتاج ظروف تسمح بنمو اقتصادي وتعزيز مكانة الطبقة الوسطى في العالم العربي، في نفس الوقت يتم الاستثمار في بناء مؤسسات ديمقراطية. وقد كلّف نتنياهو الجنرال عيرن ليرمان، نائب مدير مجلس الامن القومي الاسرائيلي ببحث الخطة مع قادة الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب وقادة الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الكونغرس. واشارت الصحيفة ايضا الى ان نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون قدّم خطة مماثلة، لكنه اقترح ان تقوم الدول العربية الغنية بتمويل هذه المشروع. ونقلت الصحيفة عن ايالون قوله انّه لا يوجد للولايات المتحدة الان اموال تكفي لتمويل هذه الخطة، ويرى ايالون، بحسب الصحيفة، انه يتوجب ان يتم حصر دور الدول الغربية في بلورة الرسائل الديمقراطية في العالم العربي، سيما العمل على بلورة المجتمع المدني، المساواة، استقرار، وذلك من اجل منع صعود الحركات الاسلامية. وكان وزير القضاء الاسرائيلي الاسبق يوسي بيلين قد نشر مقالا في صحيفة (يسرائيل هيوم) اشار فيه الى ان تحول انظمة الحكم العربية للديمقراطية يمثل ضربة قاصمة لاسرائيل، على اعتبار ان الانظمة الديمقراطية العربية ستكون اقل تسامحا مع اسرائيل، علاوة على انها ستبدي استعدادا اقل للتعاون الامني مع اسرائيل من وراء الكواليس. واوضح بيلين ان الانظمة الديكتاتورية بطبعها اكثر برغماتية ونفاقا، حيث انها في الوقت الذي تكتفي بدفع ضريبة كلامية للفلسطينيين، فانها في المقابل ترتبط بتحالفات سرية مع اسرائيل. في نفس السياق حذّر المحلل في صحيفة 'هآرتس'، ارييه شابيط من انّ الثورات التي يشهدها العالم العربي تدلل بشكل لا يقبل التأويل على ان المارد العربي استيقظ من نومه. وفي مقال نشره في الصحيفة امس الخميس، قال انّ الثورات العربية العظيمة تدلل على ان هناك جدول اعمال جديد سيحكم العالم العربي، مشيرا الى ان الجماهير العربية تنسمت الحرية بعد ان تحررت من قيود الخوف. ورثا شافيت حظ الولاياتالمتحدةالامريكية العاثر التي قال انّها خسرت مصر وتونس، بعد ان خسرت تركيا، مدعيا انها بهذا قد اسهمت في القضاء على محور الاعتدال العربي في مواجهة ايران. ونصح المحلل الاسرائيلي ادارة اوباما بان تستميل قلوب العرب عن طريق التدخل العسكري في ليبيا، حتى تقدم سابقة تسمح لها بالتدخل في مناطق اخرى، مثل ايران، معتبرا ان مصير الشرق بات محسوما، مشددا على ان هذه النقطة من العالم سيحسم مصيرها الاسلاميون والقوميون العرب بالاضافة للعثمانيين الجدد ممثلين في اردوغان وحكمه.