قال تعالى :يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. سورة الحجرات الأية 6 ، و ورد في السنة النبوية الشريفة أن خاتم النبيين، و منهي الرسالات السماوية ،و متمم مكارم الأخلاق،و منقذ البشرية جمعاء،محمدا رسول الله صلى الله عليه ،و سلم رأى ليلة الإسراء،و المعراج قوما،في النار ،تفك أفواههم حتى ينشق القفا،و يشرشر-من نزول الدم بكثرة، من شدة قوة الفك - فسأل عمن هولاء القوم ،فقال له رفيقه جبريل عليه السلام، في هذه الرحلة الخالدة : الرجل الذي يكذب الكذبة ،في أمتك، و تبلغ الأفاق،و هذا عذابهم في النار إلى يوم القيامة.تحذر هذه النصوص الشرعية ،العطرة، من آفة الكذب،و تتصدى بإعمالها للمصائب الكبرى التي تترتب عنها،و التي لا يتضرر منها الفرد الواحد، و الأفراد المعدودون ،فحسب ؛و إنما تتضرر منها كل الأمم، على اختلافها ،و تنوعها، بصرف النطر عن درجة قوتها ، أو ضعفها -أضرار الإطاحة بنظام دولة العراق نموذجا -بحكم الجوار القائم بين الدول و المصالح المتبادلة بينها ،و انتمائها، جميعا، أرادت ،أو كرهت إلى قرية مجتمعية واحدة متشابكة، و متداخلة ،تتصدع بتصدع أي جزء منها . و عليه فالمأمول ممن أوتوا العلم الراسخ الواسع، النافع و الحكمة، و أقدروا على التأطير و التقويم ،من ممثلي المجتمعات المدنية في كل مكان عدم لزوم الصمت، وعدم الاكتفاء باتخاذ موقف التفرج، و الترقب،والحيطة ، التنبيه بالتي هي أقوم وأحسن إلى خطر استغلال درجات الإحباط ،و الاستياء، و التذمر من الأوضاع القائمة المضبوطة للدفاع عن مصالح غير مشروعة فقط،عن قصد أو عن غير قصد، أو تصفية حسابات شخصية ،و الزج بالأمم في فتن ،و مآسي، و كوارث، و حروب ، من حيث لا تحتسب، هي في منأى وغنى عنها،و بيان كيف تصلح الأوضاع السيئة المقلقة باقتراح الحلول العملية، و الحرص على الأخذ بها ،و ليس بردود الأفعال المنهي عنها أو استهلاك الأقوال، و الشعارات البالية الرثة.