حدث هذا ليلة القدر المباركة ، و بعد الانتهاء من صلاة التراويح، و في جو مفعم بنفحات الإيمان قام إمام المسجد ليلقي موعظة في الناس .. بدأ الرجل يتحدث عن علاقة الشكل و الجوهر في المساءلة الإيمانية ، وكيف أن الأصل في الشرع هو الجوهر وأن الإسلام جاء لبناء الذات البشرية مستشهدا بقول رسول الله :”ألا إن في الجسد مضغة ،إذا صلحت صلح الجسد كله، و إذا فسدت فسد الجسد كله، ألا و هي القلب" رواه البخاري و مسلم ، مستطردا أن مسألة اللباس وصبغ اللحى مسألة ثانوية وليست من الإيمان .. وأضاف مفصلا كيف أن لأهل المغرب لباسهم التقليدي الذي يرتدونه كلما حان وقت الصلاة و ليس هذا اللباس ركنا من أركان الصلاة بطبيعة الحال ، إنما الأمر من باب السترة فقط ؛و كيف أن للمشارقة لباسهم التقليدي غير للذي لدى المغاربة . وأضاف الإمام قائلا :لو أن رسول الله بيننا اليوم للبس الهندام العصري وربطة العنق ، فما أن نطق الرجل بهذه العبارة حتى اشتعل المكان و بدأ الشد و الجذب ،وقام أحد المصلّين بتوجيه كلام نابّ للإمام قائلا،قال تعالى:” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" سورة الحجرات، آية6 . فأجابه الإمام : أوا أنا فاسق إذن . واستمرت المشاحنات لساعات ، و ادر الكثير من المصلين عائدين إلى بيوتهم. و من بقي منهم ظل مصدوما مما وقع. "" حدث هذا بإحدى المساجد في محافظة لومبارديا شمال إيطاليا. والحالة هذه أن الإمام من عامة الناس - سخّر ما لديه من علم لخدمة أبناء جلدته- سهّل التهكم عليه أكان الرجل مصيبا أو خاطئا. وفي المقابل ما كان ليحدث ذلك لم أن الإمام مكونا تكوينا شرعيا صحيحا و تحت إشراف الجهات الوصية ، لما يتمتع به الأئمة المغاربة من علم و فن الخطابة يستطعون بها دفع كل شائبة ، و توعية الناس بما يصلح دنياهم و يفيد آخرتهم. فمتى تبقى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تتجاهل جالية مهمة مثل الجالية المغربية في إيطاليا؟و كيف تتركها وحيدة تتجاذبها أفكار التعصب والتطرف الديني؟