كشف أحد الجزائريين الفارين من سجن "جديدة" بطرابلس المحكوم عليهم بالإعدام في تهم باطلة أن ميلشيات القذافي إقتحمت السجن المذكور قبل أيام وقامت بتسليحهم برشاشات لقتل المتظاهرين ودفعتهم عنوة نحو الشارع في شكل دروع بشرية للمرتزقه الأفارقة الذين باشروا تصفية كل من جاء أمامهم بطرق وحشية. وكانت ذات المليشيات قد وعدت المساجين الجزائريين بالإفراج عنهم فور عودة الأمن إلى ليبيا نظير مشاركتهم في حماية النظام، كما تم تهديدهم بالقتل في حالة الرفض، وأمام هذا الموقف المحرج يضيف محدثنا الذي رفض الكشف عن إسمه لم يجد البعض سوى تلبية الطلب، كون معظمهم محكوم عليه بالإعدام وفي "حكم الميت"، وأن الخروج من السجن يعد بمثابة فرصة سانحة والتخطيط للهروب، وهو ما تكلل بالنجاح لبعض السجناء، موضحا "كنا نرفض شعوريا قتل الأشقاء وقد دفع بنا المرتزقة إلى الصفوف الأمامية مع مراقبة شديدة، و ينبغي أن تكون حذرا قبل التفكير في الهروب، لست أدري كيف نجينا.. الله وحده من خلصنا من هذا الكابوس المرعب في وقت لم نطلق رصاصة واحدة في إتجاه العزل وتمكنا من الفرار ليلا بعد يوم منهك". وأشار الى أن الهدف من تسليح السجناء هو توريط الجزائر في عمليات الإبادة التي تقوم بها عناصر خاصة لترويع المدنيين وإثارة الفوضى في الجماهيرية التي تتكون في الأصل من عشائر، مؤكدا أن غالبية السجناء الجزائريين منهم نساء لفقت لهم تهم مختلفة في السابق كخطوة لتشويه سمعة بلادنا بعد أن خرج عدد منهم سنوات العشرية السوداء بحثا عن العمل في البلد. وأردف محدثنا أن بعض السجناء قد تمكنوا من الفرار نحو وجهات مختلفة في أول فرصة أتيحت لهم والإنضمام إلى الثوار ومنه العودة إلى أرض الوطن، وفي ذات السياق كشفت مصادر مؤكدة ل"الشروق" أن 4 جزائريين تابعين لمليشيات القذافي أجبروا على خيار حمل السلاح أو تصفيتهم جسديا، ويرجح أنهم من السجناء، إذ تم توقيف هؤلاء من طرف المتظاهرين بمنطقة "الزاوية"، وهم الآن بين أيدي سكان الجهة المذكورة، الذين تفهموا وضعهم ولم يصابوا بأذى بعد تحقيقات أجريت معهم من قبل اللجان المشكلة لذات الغرض، ويرتقب الإفراج عنهم ومساعدتهم للخروج من الجماهرية.