أفادت مصادر ليبية متطابقة بأن مظاهرات طالبت بإسقاط النظام شارك فيها المئات جرت مساء الأربعاء بمدينة البيضاء شرق ليبيا، أسفرت المواجهات خلالها وفق شهود عيان عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين. في حين تظاهر طلبة جامعيون بمنطقة الفتائح شرق درنة تضامنا مع مظاهرات جرت في بنغازي أمس وأسفرت عن إصابة 38 شخصا. وذكر شاهد العيان أحمد الحسين في تصريح للجزيرة نت أنه شاهد بأم عينه ثلاثة قتلى على الأرض وأربعة جرحى، مشيرا إلى أن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين بعد أن حاصروا مقر الأمن الداخلي في مدينة البيضاء. وفي وقت سابق أفاد الشيخ أحمد الدايخي بأن أربعمائة شخص كانوا لا يزالون حتى حلول الظلام مساء الأربعاء يرابطون في أكبر ميادين مدينة البيضاء (مفترق طرق الطلحي) وينادون بإسقاط النظام. ووفقا للدايخي – في تصريح للجزيرة نت من عين المكان- فقد ردد المتظاهرون هتافات من قبيل "البيضاء ما عاش تخافي.. يسقط يسقط القذافي" كما أحرقوا سيارة للشرطة. رصاص حي كما أفاد شاهد عيان آخر للجزيرة نت، هو ربيع المصطاري، بأن اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين اندلعت بعد إقدام المتظاهرين على إشعال النار في مراكز شرطة ومبني اللجنة الشعبية بالمدينة. وذكر الشاهد أن الشرطة استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. كما تظاهر الأربعاء طلبة عمر المختار فرع درنة داخل الحرم الجامعي بمنطقة الفتائح تضامنا مع مظاهرات بنغازي يوم أمس. وردد المتظاهرون شعارات منددة بما لاقاه محتجو بنغازي من ضرب على يد "مجموعات مناصرة للنظام وبلطجية وأجهزة أمنية مختلفة". وروت مصادر أخرى للجزيرة نت أن الأمن الداخلي بمدينة درنة شرقي بنغازي تحفظ على كل من مدير موقع إيراسا تقي الدين الشلوى ورئيس تحرير الموقع المعروف بانتقاده للسياسات الحكومة عبد الفتاح بوراق الشلوى. وكانت اشتباكات قد وقعت في ساعة متأخرة من مساء أمس بمدينة بنغازي بين مئات المتظاهرين من جهة، وبين قوات الشرطة وعناصر مؤيدة للحكومة من جهة أخرى. وأسفرت الاشتباكات، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، عن إصابة 38 شخصا. يوم غضب وأفادت مصادر صحفية وشهود عيان في المدينة بأن الاشتباكات اندلعت عقب خروج مظاهرة تطالب بإطلاق سراح المحامي فتحي تربل، الذي يتولى الدفاع فيما يعرف بقضية بوسليم. وأضافت المصادر أن المتظاهرين تراشقوا بالحجارة مع عناصر من اللجان الثورية، ورددوا هتافات مناهضة للنظام. وأفادت مصادر للجزيرة نت بأن عناصر أمنية ومجموعة من اللجان الثورية اعتدوا على بيت الناشط السياسي والروائي إدريس المسماري، حيث ضربوا زوجته وبناته ودمروا جزءا من محتويات المنزل، وذلك بعد تصريح المسماري أمس للجزيرة عن مظاهرات. وتأتي هذه الأحداث قبل يوم من مظاهرات دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة لمظاهرات بنغازي عام 2005 مطلقين عليها تسمية "انتفاضة 17 فبراير 2011" داعين لجعل هذا اليوم يوما للغضب. في المقابل بث التلفزيون الليبي مقاطع لعشرات من أعضاء حركة اللجان الثورية بمدن ليبية مختلفة تهتف بحياة الزعيم معمر القذافي، وتتوعد الجزيرة والمناوئين للقذافي بالمواجهة والقضاء عليهم ومن شعاراتهم "يا جزيرة يا حقيرة القائد ما نبو غيره". وقال التلفزيون الليبي إن هناك تجمعات حاشدة في مختلف أنحاء البلاد، ومن ضمنها مدن طرابلس وسبها وسرت، اليوم تأييدا للزعيم معمر القذافي.