أعلن الرئيس المصري حسنى مبارك في خطاب للشعب مساء الخميس أنه فوض نائبه عمر سليمان اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور. وقد لقي هذا الخطاب رفضا مباشرا من المحتشدين في ميدان التحرير الذين رددوا بصوت واحد "ارحل". وكانت أنباء قد تواترت عن ترجيح أن يُعلن مبارك الليلة رسميا تنحيه، وأن تنتقل السلطة إلى القوات المسلحة التي عقد قادتها اليوم اجتماعا مفتوحا في غياب مبارك, وسط أنباء عن رفض قادة الجيش نقل السلطة إلى عمر سليمان نائب الرئيس. وجاء هذا التطور إثر اجتماع مفتوح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي, ووسط ثورة شعبية عارمة بدأت يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي. وقد ذكرت شبكة أن.بي.سي الأميركية -نقلا عن مصدرين مصريين وصفتهما بالمستقلين- أن مبارك (82 عاما) سيتنحى الليلة, وهو ما رجحه لاحقا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية. وقالت مصادر للجزيرة إن الجيش أصدر البيان رقم واحد بعد تحفظه على خطاب كان مبارك يعتزم إلقاءه, ويعلن فيه نقل صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان. وأعلن التلفزيون المصري لاحقا عن خطاب يتوجه به مبارك الليلة للمصريين. وقبل هذا, كانت القوات المسلحة المصرية قد أصدرت البيان رقم واحد الذي قال إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرر الانعقاد بشكل دائم لمتابعة الأوضاع في مصر. وجاء في البيان أن المجلس عقد اجتماعه برئاسة القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوي "انطلاقا من مسؤولية القوات المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه وحرصا على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته, وتأكيدا وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة، انعقد اليوم الخميس الموافق العاشر من فبراير 2011، المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه, وقرر المجلس الاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات وطموحات شعب مصر العظيم". وقبل دقائق من صدور البيان الأول للقوات المسلحة, كان ضابط كبير في الجيش قد أبلغ مئات آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير أن كل مطالبهم ستتحقق. وقد أثار ذلك حالة من الابتهاج في صفوف المتظاهرين الذين تجاوز عددهم المليون وحاصروا في وقت سابق مقر الحكومة، مما اضطر رئيس الوزراء لنقل اجتماعات الوزراء إلى مقر وزارة الطيران المدني, كما حاصروا مجلسي الشورى والشعب. وسبق أيضا البيان رقم واحد للقوات المسلحة تصريحات لرئيس الوزراء أحمد شفيق والأمين العام للحزب الوطني الحاكم حسام بدراوي أشارا فيها إلى أن مبارك سيتنحى عن السلطة التي أمضى فيها نحو 30 عاما. وبينما كانت الأنباء تتضارب مساء الخميس بشأن ما إذا كان مبارك يتأهب بالفعل للتنحي, قال شفيق إنه لا يزال ممسكا بالسلطة. لكن مسؤولين آخرين أشاروا بوضوح إلى مفاوضات جارية لنقل السلطة. بيد أن وزير الإعلام أنس الفقي تحدث في الوقت نفسه عن مجرد "شائعات" ترددها وسائل الإعلام. يذكر أن مصر تشهد منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي ثورة شعبية تطالب الرئيس مبارك ورموز نظامه بالرحيل. وكان مقررا تنظيم مظاهرات حاشدة جديدة يوم غد الجمعة لحمل مبارك على الرحيل.