بينما تتوالى معاناة الشعب الفلسطيني من إرهاصات الاحتلال الجاثم على الأرض والشعب بل وحتى طال الشجر والحجر؛ أطلت علينا قناة الجزيرة بادعاء جديد وكمن سكت دهراً ونطق كفراً . وإنني لا أتمالك القلم الذي يئن من فرط الألم ووقع الملام الذي يوجه لكل من يحاول دس السم بالعسل ولكننا بما أننا مطلعين على الوجه الحقيقي لما يزايدون به على الشعب الفلسطيني بكشف المستور وكمن يمنح نفسه الحارس الأمين للأمة العربية والشعوب المستضعفة ، فتلك مزاعم ولا وجود لها بالحق وإنما يراد بها باطل . كنا نتأمل أن تكون القناة التي تدعي الحيادية والموضوعية والاستقلالية أن تكون أكثر تواضعاً في ما تخطط له ومستتر ، وأيضا لتحمي عروبتها بنوع من محاسبة ومراقبة الذات قبل بث الفتنة وتأجيج المشاعر الفلسطينية وسيما أنها تصريحات متكئة على ما تدعي وهو ليس بها . كشف المستور يأتي في الوقت والزمان المغلوط وما هو بكشف مستور ، بل هو افتراءات مأجورة ووصمة عار على جبين كل من يدعي العروبة والمساندة لقضايا الشعب الفلسطيني وهو ليس إلا في زمرة المتآمرين . لقد توسمت الشعوب بقناة الجزيرة الخير ولكنني والله لأجدها بالعدالة العمياء تحبو نحو سياسة فرق تسد وأيضاً لتكون عوناً للاحتلال على شعبنا وقيادتنا والضربة الموجعة المغيبة لمرحلة النضال التي خاضها شعبنا الفلسطيني بل وكل الشعوب المساندة للعدالة والسلام بطعنة خنجر مسمومة لا تخدم إلا أعداء الإنسانية والقيم الأخلاقية . ومقولة انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً . فليس هكذا ينصر إخوة لكم في العروبة والدين وحتى لو بدا لكم ما خفي على البعض . فنحن أحوج ما نكون في هذه المرحلة الراهنة والتي نؤكد بها قيادة وشعباً تمسكنا بالثوابت الوطنية والمشروعة وضمن المصالح العليا لنا وضمن إستراتيجية خاصة بقضيتنا الفلسطينية والتي أكد عليها الرمز الخالد الشهيد ياسر عرفات ومن بعده مازالت قيادتنا الفلسطينية الحكيمة والرشيدة وبرئاسة الأخ محمود عباس "أبو مازن " متمسكة بها ويأتي الوفاء منا جميعاً لدماء الشهداء ، وآلاف الأسرى القابعين في قبضة المحتل والشعب المكلوم الذي أثقلته الفرقة عن إخوانه بقطاع غزة الحبيب والحصار والجدار العنصري الجاثم على الأرض والمقدسات التي تئن من الجراح . كل ما سلف ينبغي أن يؤخذ بالحسبان في ضمائر الأمة العربية جميعاً ولن نستثني أحداً فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، وإن المقدسات والقضية الفلسطينية أمانة في رقاب كل الأمة وسوف تسألكم الشعوب قبل سؤال من خلقكم ودرأ لكم الأرض لتعمروها فتخيروا الخير ليثبتكم الله يوم العرض والسؤال. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد على ما يقولون ويفعلون وكفى بالله حسيباً ونصيراً.