تحجر اللسان ووقف القلم وتجمد البيان ، فماذا سأكتب لكم أيها القابعون في قلاع الرجولة ، والعالم كله نسيكم ، إلا أ�مهاتكم وأبنائكم ومَن شرب من كأس الحرية التي دفعتم ثمنها ولا زلتم ، لقد ج�عتم وشبع غيركم ، وع�ريتم وك�سي غيركم ، ومرضتم وش�في غيركم ، وبكيتم وضحك غيركم ، وحزنتم وفرح غيركم ... لكم الله أيها الأسرى ... يا من دفعتم الثمن غاليا لينعم شعبكم بالحرية والكرامة والأمن ، وليعيش أطفال فلسطين كباقي أطفال العالم ، لقد حرمكم الاحتلال من كل شيء حتى من رؤية أفلاذ أكبادكم لأكثر من أربع سنوات ، ولكنكم على موعد مع رؤية الوطن محررا بإذن الله . لكم الله أيها الأبطال ، أنتم في أقبية الظلم قابعون ، والشهداء في أقبية القبور م�نَعَّمون ، ونحن في أقبية الحصار والمقاومة على العهد باقون . لكم الله أيها الرجال الشرفاء ، لقد قام العالم ولم يقعد من أجل شاليط واحد ، أسير واحد من أسرى عدوكم ، أحدث أسره صدى كبيرا في كثير من مناطق العالم ، ولكن هذا العالم الذي يكيل بأكثر من مكيال ، لم يَق�م من أجل عشرة آلاف أسير فلسطيني ، وكأن الشعب الفلسطيني رقم فحسب ، وكأن ألامكم وتضحياتكم لا تعني أحدا منهم . أيها الأعزاء في زمن النذالة : إذا كان العالم اليوم لا يحترم غير القوي ، وإذا كانت الحسابات اليوم هي حسابات مصالح فقط ، والضعيف لا مكان له بين مخالب وأنياب الأقوياء ، لذلك فلا يمكن تحريركم بغير القوة ... هكذا أثبتت التجارب ... أيها الرجال في زمن عزَّ فيه الرجال : كل عام وأنتم بخير ... عام جديد نشعر فيه وأنتم تبنون المجد ، وت�عَبِّدون الطريق نحو فلسطين ، أننا مهما كبرنا فنحن أمام عظمتكم صغار .. أيها الصامدون في زمن الانهيار : كل عام وأنتم بخير ... عام جديد وانتم تشكلون جسراً لعبور أجيال شعبكم إلى آفاق النصر والتحرير ، نشعر أماكم أننا وأبناءنا مديونين لكم وإلى الأبد ... أيها الأوفياء في زمن الغدر : كل عام وانتم بخير ... أيها الأحرار في زمن الذل : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ... فكل عام وانت بخير ... موقع النورس الفلسطيني الخاص بالكاتب