1_ شيء من لا شيء... تعتريني رغبة عنيفة في الكتابة ، كتابة أي شيء على أي شيء حتى وإن كان في قيمته و محتواه تافها ، المهم أن أكتب شيئا وألا أعوًد قلمي على مزيد من الكسل وحتى وإن مزقته أناملي ولو بعد حين، لكن في أحيان كثيرة تصارعني وتجتاحني من الداخل أمواج غضب طوفانية، من الأفكار السوداء كسواد الحبر فأهجر الكل، كتب الدراسة المملة وقصائد قيس في تغزله بليلى وتافهة جلسائي الكسالى الذين لا تستهويهم إلا حكايات الهوى وأجساد البغايا وصعلكة الشوارع والبصبصة لبنات الجيران اللائي يخجلن من رسائل العشق والغرام ويدًعين أنهن لا يفهمن إلا لغة الزواج، أو حتى استنشاق سحب الحشيش ونفحات المسحوق الأبيض، أف أي عالم هذا الذي أعيش فيه ؟؟ 2_ ليل بلوني المفضل... الزمن دوامة مخيفة لها أنياب سبع تفترس أعمارنا فجأة وتقوده إلى الزوال والفناء، ولكن أي عمر هذا ؟ عمر يقودك إلى الإفلاس بالرغم من أنك مفلس أصلا. هل كتب علينا أن نعانق البؤس والحرمان لنعيش في قبور أشبه بأفران الجحيم حتى صرنا مضرب أمثال تشبه بصنوف مختلفة من حشرات ضارة وحيوانات قذرة أو حتى نجسة كنجاسة عالمنا السفلي الذي لا يرادف إلا الازدراء والشتيمة الداعرة والتجارب المخبرية الحكومية الفاشلة . أين هي الشمس ؟ إني لا أرى لكم شموسا إني فقط أرى لكم شبح خفاش أسود مقيت وحقير ُيخرج أنيابه ليتغذى على سذاجة قروي بسيط يبتاع أكياس حلب وسط سوق شعبي أو حتى امرأة ذابلة تبيع حزم حشاش الأرض لتطعم أفواه أطفالها التسعة مخافة الجوع في زمن الإنمساخ المغربي ، لكم أن تتساءلواْ بحرية كاملة وبسجية مفتوحة عن الفرق بين الكتابة تحت وقع تخمة الشبع من كل شيء من الفروج البيضاء والسوداء البكر والثيب، ومن البطون الشرهة المخمورة والوديعة المتأنقة الدقيقة ومن النعم الحلال والحرام، المستحبة والمكروهة ومن فيض امتلاء الجيوب وبين الكتابة بلون شاحب وزاد تافه وجيب مفروم ومخروم وعقل ميت، وبدن ذابل ومكشوف وهندام رث من قمامة الآخرين وبطن فارغ يجعجع بلا طحين . 3_ إلى مزابل التاريخ إني حقيقة لا أرى أحدا غيركم في تليفزيونكم وأبواقكم وفي عالمكم المخملي الذي ليس له وجود إلا في لباسكم وشرابكم وأكلكم ، إني أرى وقد رأى قبلي الفانون والباقون من فجوركم ومكركم المقيت، إني أري وهذه شهادة للتاريخ أنكم قتلة مأجورين تقتلون الميت ولا تنسون تعزية ذويه إنكم مؤدبون في سبيل استمرار جنتكم في أرضكم وفي ضيعاتكم وأملاككم وشركاتكم وبرلماناتكم وحكوماتكم، إنكم مكشوفون وقريبا نودعكم أو تودعون ، نعيد لكم الكرة ، ونشيعكم لمثواكم / مزابلكم إلى عدالته لا عدالتكم التي تتنفس جورا وفسادا وتتبول مهزلة و تتغوط على من يدفع أكثر ، إني حقيقة أمقتكم وأكرهكم.