في الوقت الذي يشهد فيه المغرب تنامي الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الشعبية السلمية ضد كل المناوئين وأعداء وحدته الترابية، عبر رفع شعار" عاش المغرب من سبتة إلى لكويرة"، وكذا إعلان بعض المكونات المجتمعية بشمال المغرب عن عزمها اقتحام السياج المحيط بمنبعين مائيين متواجدين فوق التراب المغربي، يزودان مدينة مليلية السليبة بالماء الصالح للشرب، في حين قررت هيئات وجمعيات أخرى في وقت سابق تنظيم مسيرة حاشدة في اتجاه سبتة للمطالبة باسترجاع المدينتين والجزر المجاورة لهما من يد الإسبان وإخضاعهما للسيادة المغربية.- في هذا الوقت- يعمد الإسبان وخاصة من قبل حكومة اليمين المتطرف بالمدينتين المحتلتين إلى استنفارا كل أجهزته البوليسية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية للتصدي لأي طارئ. ويأتي هذا الاستنفار غير المسبوق خاصة على واجهة الحدود الوهمية للمدينتين المحتلتين، بعد أن تناهى إلى علم حكومة الحزب الشعبي اليمني الحاكم بمدينة مليلية المحتلة ، أن مجموعة مكونة من عدة جمعيات مدنية تمثل العديد من ساكنة المغرب، قد أطلقوا "حملة لتحرير مليلية من الاحتلال الإسباني"، يبدأونها باقتحام السياج المحيط بمنبعي"طْرَارَة"، و"إِيَاسِينْنْ" المتواجدين على التوالي ببني شيكر وبدوار فرخانة، لقطع الماء الصالح للشرب الذي يصل لمدينة مليلية المحتلة عبرهما. وأمام هذه المخاوف، أعلنت الحكومة الاستعمارية بمليلية المحتلة والتي يتزعمها الحزب الشعبي اليميني على لسان الناطق باسمها، دانييل كونيسة، أن هذه الأخيرة ستدافع بكل الوسائل عن "حقها" في استعمال هذين المنبعين المائيين المتواجدين فوق التراب المغربي، واللذين يزودان مليلية بالماء الصالح للشرب بحكم اتفاق بين المغرب وإسبانيا، مضيفا في تصريح لإحدى الجرائد المحلية أن حكومته مستعدة لاستعمال "كل الأسلحة" لتأمين الماء للمدينة الخاضعة للاستعمار الإسباني. وفي موضوع متصل، علم لدى مصادر صحافية وطنية أن لجنة التنسيق الوطنية المنظمة ل"مسيرة التحرير"، التي كانت ستنطلق السبت الفائت من العاصمة الرباط في اتجاه مدينة سبتةالمحتلة، للمطالبة ب"خروج الاحتلال الإسباني" من مدينتي سبتة ومليلية السليبتين والجزر التابعة لهما وإرجاعها إلى المغرب، قررت تأجيل "مسيرة التحرير" إلى يوم السبت المقبل. وأوضحت التنسيقية في تصريح صحفي أن قرار التأجيل جاء لاستكمال الإجراءات التنظيمية والتحضيرية لضمان نجاحها بشكل كاف وحتى تكون مسيرة وطنية كبرى، وكذا نزولا عند طلب مجموعة من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني الراغبة في التحضير لهذه المسيرة، مضيفة أن هناك نقاشا دائما بين مكونات اللجنة الوطنية ل"مسيرة التحرير" حول تحديد وقت جديد لها. وبين إعلان تنظيم مسيرة التحرير وعزم جمعيات من المجتمع المدني المغربي قطع المياه عن المدينتين السليبتين، يتنامى الاستنفار الأمني والعسكري الإسباني بشكل لافت وخطير يبتدئ من الحرس المدني الإسباني والشرطة بالزي المدني ليصل إلى تكثيف تواجد وحدات عسكرية بكل الترب تجوب مختلف أحياء ودروب المدينتين السليبتين.