لا زالت تفاصيل وثائق الجوسسة الأمريكية التي عرّاها ويكيليكس تثير الجدل عبر العالم، ولا زالت خبايا العلاقات بين الدول ومحدّدات القرار العالمي تبرز للعلن مباشرة بعد التوصل إلى وثيقة هامّة ضمن الكمّ الهائل من الوثائق التي نشرها "جُوليَانْ آسُنج" بدون ملل ولا كلل. معطيات مستجدّة نشرت يوم أمس الجمعة بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية.. حيث أفيد ضمن وثيقة تقرير خطها "فْرَانْسْ فرَاغُوسْ توِيسْنْدْ" في شهر يونيو من العام 2006، وهو الشاغل آنذاك لمهمّة المستشار المكلف بالأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب ضمن فريق الرئيس الأمريكي السابق "جورْج بُوشْ"، بأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد تحدّث عن الملك المغربي محمّد السادس بازدراء أثناء محادثة جرت بين الطرفين بقصر المرادية.. إذ قال بوتفليقة أنّ "محمّد السادس كان طفلا حينما كنت دبلوماسيا محنّكا". وقال ذات المسؤول الأمريكي على متن ذات التقرير بأنّ الرئيس الجزائري مستاء من "غياب حس الفكاهة عن ملك المغرب" وأنّ الملك الحسن الثاني وأخاه الأمير رشيد هما أفضل منه بكثير، قبل أن يردف: "لقد سبق وأن التقيت بالأمير رشيد، أخ الملك محمّد السادس، بمدينة إشبيلية الإسبانية على هامش مقابلة لكرة القدم.. وقد تحدّثنا وتبادلنا مزحات بسعادة كبيرة.. وهو الأمر الذي لا يمكنني فعله مع الملك لأننا لا نملك نفس حسّ الفكاهة". كما أضاف بوتفليقة خلال ذات الحوار الذي كان يجري في سياق ودّي، دون أن يعلم كبير قصر المرادية بأنّ تفاصيله لن تظل طي الكتمان لأزيد من 4 سنوات، بقوله: "إنّي أحتقر ملك المغرب، ولن أصافحه أبدا لأنّه غير منفتح وعديم خبرة" قبل أن يستدرك: "إنّي أومن بضرورة الحوار من أجل تجاوز خلافاتنا مع المملكة المغربية.. إلاّ أنّني لا أومن بتاتا بالحوار مع الملك شخصيا". وحول الوضعية بالصحراء قال بوتفليقة ل "توِيسْنْدْ" أنّ الجزائر لا تنوي الدخول في الحرب من المغرب، قبل أن يزيد: "على الأقل ليس بسبب مشكل الصحراء.. إذ لن نسمح للبوليساريو بالدخول في الحرب بجعل الأراضي الجزائرية قاعدة لها".. ثمّ عرج على إشكال الحدود المغلقة بين البلدين الجارين ليعلّق: "نخبركم كأمريكان بغياب نيّة فتح الحدود مع المغرب ما دام الإشكال مع الصحراويين قائما دون التوصل إلى حلّ".