الحكمة ضالة المؤمن ، أنى وجدها فهو أحق بها ، أحقية منطقية ، يرفعها هذا الحديث إلى كونها مطلبا شرعيا ، على اعتبار أن المؤمن المستخلف في الأرض بإذن الله ، عليه أن يرقى إلى نطق الحكمة ، وفعل الحكمة ، وحتى شعور الحكمة... على هذا الأساس الذي يتفق عليه الجميع ، نقول أنه لا مانع البتة عقلا و شرعا من الاستفادة من التجارب البشرية حيث كانت ، وفي أي مجال ، على أن تتفق بطبيعة الحال مع قيمنا وأهدافنا ... وقد عودنا المغرب عبر حكوماته المتعاقبة و نظامه الثابت على اتباع فرنسا الدولة المستعمرة ، المتقدمة ، اتباعا يجعل من اللغة الفرنسية لغة المسؤولين و الأثرياء والحداثويين ، لغة مراسلات الإدارات المغربية .. ، اتباعا جعل من الكتاب الأبيض الخاص بالتعليم المدرسي نسخة معربة من برامج فرنسا حسب قول بعض الناقدين ، اتباعا له الأثر العميق في الدستور و القوانين التفصيلية، في الشكليات و البروتوكولات ، في الاقتصاد و السياسة و غيرها ... أحلم تفعيلا لهذا الاتباع ، بحثا عن الحكمة ضالة المؤمن أن نأتم بفرنسا يوما ، في تعاطيها مع مسؤوليها المنتخبين، و من يشاهد ما يبث على قنوات فرنسا ، من كشف يصل حد التعرية ، ل " ساركوزي" ، ومن يضحك على ما يحيكه صناع الفكاهة من مواقفه ، عنده الخبر ، شاهدت اليوم قراءة في خطاب " فيون " رئيس وزراء فرنسا أمام البرلمان ، على القناة الفرنسية الثانية ، حيث عرض برنامج ولايته الثانية ، و ناهيك عن أصوات برلمانيين علت استنكارا و تكذيبا للرجل و هو على المنصة، أحضرت القناة متخصصة في دراسة السيميولوجيا تشرح الخطاب تشريحا ، استعمل "أنا" 24 مرة ، نحن " 75" مرة ، " الرئيس" 12 مرة ولكل مفردة معناها ، و دلالاتها ، ولكل تغيير في القول و الشكل عن خطاب الولاية الأولى الذي وضع بدوره بمقابل الثاني، له دلالات و معاني .... أحلم بمجرد دردشة بسيطة حول شكل و مضمون خطابات منتخبينا ، ووزرائنا ..، على مرأى و مسمع من بشر ، يراد له الدك في أعماق التخلف و التبعية حقيقة ، و تدعى إرادة تنميته شعارا ، .... إنما أحلم فلا تحرموا عقولكم حتى من مجرد الحلم ، احلموا ، فبعد الحلم أمل ..... فعمل .....