عبد السلام بوطيب ل"رسالة الأمة": على الحكومة المغربية أن تأخذ المبادرة بخصوص الكشف عن مقابر المغاربة ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية قال عبد السلام بوطيب رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل إن تراجع الحكومة الإسبانية عن التزاماتها بخصوص المنحة المالية التي سبق ووعدت بها المركز يعد تصرفا غير ودي، وينم عن عدم فهم المقاصد والأهداف الحقيقية لمركز الذاكرة المشتركة والمستقبل، ويبرز تناقض الحكومة الإسبانية مع نفسها ومع القيم الإنسانية الكونية. وأضاف بوطيب في رسالة مفتوحة وجهها إلى خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو رئيس الحكومة الإسبانية يوم الاثنين الماضي، أن سحب هذه المنحة التي كانت مخصصة للكشف عن مقابر المغاربة ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية، هو رضوخ لضغوط تيارات مناوئة للمغرب، والتي يتزعمها الحزب الشعبي اليميني المعارض، الذي طالب نوابه في البرلمان الإسباني بسحب هذه المنحة وقطع كل تعامل مع المركز، باعتباره يهدد الوحدة الترابية لإسبانيا حسب زعمهم. وسجل بوطيب امتعاض المركز الشديد على هذا القرار، مبديا أسفه على اعتبار أن المركز استوفى جميع الشروط المطلوبة، وسلم كافة الوثائق للجهات المعنية بإسبانيا التي تمكنه من الاستفادة من هذه المنحة قانونا. وفي اتصال هاتفي مع رسالة الأمة، قصد معرفة آخر تطورات الملف عقب هذه الرسالة المفتوحة، قال عبد السلام بوطيب رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل إن سحب المنحة المالية قرار يؤسف له، ويضرب في الصميم مشروع "تحالف الحضارات" الذي طالما نادت به إسبانيا. وأكد بوطيب في الاتصال ذاته، أن مركزه سيوجه الدعوة إلى جميع مكونات المجتمع المغربي حكومة ومجتمعا مدنيا وهيئات سياسية، قصد حثهم على استكمال مشروع البحث عن رفات ومقابر المغاربة الذين سقطوا خلال الحرب الأهلية الإسبانية، ما بين عامي 1936 و1939، وأن يحلوا محل الحكومة الإسبانية التي نقضت العهد –على حد قوله- مطالبا في نفس الوقت من حكومة عباس الفاسي تبني هذا الملف، وأخذ زمام المبادرة، خصوصا –يضيف بوطيب- أن شركة " Condor Geo Radal" الإسبانية التي تعاقد معها المركز، والتي كان من المفروض أن تشرع في إجراء أبحاث مدققة حول هذه المقابر الجماعية للمغاربة، والقيام بالتحليلات الجينية للضحايا والتصويرالمغناطيسي والجوي للمناطق المشكوك في احتوائها على رفات الضحايا، ليس لها أي اعتراض في استكمال ما اتفقت حوله مع المركز، مبدية رغبتها في التعامل مع الحكومة المغربية أو أي جهة أخرى تريد تبني الملف. وللتذكر، فقد كانت الحكومة الإسبانية قد وعدت مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل بتخصيص منحة مالية للكشف عن مقابر المغاربة ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية في مبادرة وصفت آنذاك من قبل المركز ب"غير المسبوقة"، وذلك من أجل إجراء أبحاث معمقة حول المقابر الجماعية والفردية للمغاربة الذين سقطوا ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية من سنة 1936 إلى سنة 1939 ورسم خريطة لها. وتجدر الإشارة إلى أن الإحصاءات الإسبانية الرسمية حول عدد الضحايا المغاربة، الذين شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية يبلغ 80 ألفا، لكن المركز يقدر عددهم ب250 ألفا من بينهم 10 آلاف طفل، شاركوا في الحرب ، معظمهم من المغاربة البسطاء المنحدر أغلبهم من قرى في شمال المغرب، بدليل أن بعض هذه القرى لم تجد وقتها، أي عام 1937، رجلا واحدا لذبح أضحية العيد، حسب قول المركز.