مؤتمرات ولقاءات ومناقشات ومفاوضات وتبريرات ونفي وتكذيب واتهامات ومتراشقات وبدون نتائج .......... يبدو أن حال الصحافة العراقية ليس أفضل من الحالة السياسية العراقية والصراع المستمر بين القوى السياسية التي لم تنتج ثمرة واحدة مفيدة ترضي الفرد العراقي وهكذا الحال ينطبق على الصحافة العراقية التي لم تنتج ثمرة واحدة ترضي الصحافي العراقي المسكين والمشكلة تكمن ليس في مؤسسة نقابة الصحفيين أو في منظمة مرصد الحريات الصحفية وإنما هي في الأساس تعود الى شخصنه هاتين المؤسستين اللتان يفترض بهما مواجهة القوى السياسية والسلطات الثلاثة للإتيان بحقوق الصحفيين ولكن سياسة خالف تعرف والمد والجزر وتقديم الو لاءات والمجاملات على حساب الصحافي العراقي بسبب الاقتباس الذي يعيش في التركيبة السايكولجية لدى هذه الأطراف غيب الدور الأبوي والحس الإنساني لهم فلا اعتقد أن النقابة أحست يوما ما بالتبعات الاجتماعية النفسية لعائلة الصحفي فلان الذي قتل بدم بارد من قبل مجموعة مرتزقة تابعة إلى السياسي الفلاني ولا اعتقد ان أدارة المرصد شعرت بالضائقة المادية التي تمر على إعلاميون وصحفيون مهنيون قد سرحوا من مؤسساتهم الإعلامية المحلية أو الدولية بسبب قرارات مجحفة فكر بها السيد ممول هذه المؤسسة الإعلامية في الليل واتخذ الإجراء في نهار اليوم الثاني الأمر الذي جعل من هؤلاء الإعلاميين أن يطرقوا أبواب مؤسسات أخرى دون جدوى من وجود وظائف شاغرة لهم وبالتالي هذا من اخطر الأمور التي تواجه مهنيتهم وإبداعهم في تطوير قدراتهم وإمكاناتهم الإعلامية. إنني لا أريد أن اشكك في النوايا الحسنة للنقابة بمحاولتهم استحصال أي منفعة معنوية أو مادية كانت من اجل إعادة البسمة على تقاسيم وجه الصحافيين العبوسة حيال معاناتهم , ولا أريد أن اشكك بإدارة المرصد التي تريد من خلال المظاهرات والاعتصامات والتصريحات الجريئة أن تضغط بشكل أو بآخر من الحد من تضييق الحريات على أداء الإعلاميين من قبل القوى السياسية والوصول بسهولة من قبل الصحافي إلى المعلومة ولكن السؤال هو هل حاولت المؤسستين ان تغير في إستراتيجيتهما التي لم تثمر عن نتائج طيلة سنوات التغيير التي تلت سقوط النظام ؟ وأين هي هيئة الإعلام والاتصالات المنسية من كل مايحدث ؟ هل فكروا الجميع بعقد مؤتمر محلي ودولي بالتعاون مابين جميع هذه المؤسسات من اجل تشكيل لجان حقيقية لسن قانون يرضي جميع الصحفيين وليس بالضرورة أن ينال رضى النقابة او رضى المرصد او المنظمات الأخرى المدافعة عن حقوق الصحفيين أذن هذا المقال هو وقفة صغيرة على مايجري من جمود وتحول في الحالة الصحفية العراقية باتجاه سلبي بسبب رتابة العمل في المرجعيات العليا للصحفيين العراقيين وباتت مؤسسات فارغة من محتواها وغير مجددة بدليل انه لم يتحقق شيء على ارض الواقع لفئة الصحفيين وإنما يقتصر فقط على التنديدات والاستنكارات والشجب في حال حصول أي حادثة لأي صحفي عراقي واعتقد أن هذا يؤشر على عدم فاعلية تلك المؤسسات وبالتالي بدأت الحاجة ملحة فعلا إلى ظهور مؤسسة جديدة لا تكون رقم جديد كدكان يضاف إلى سلسلة الدكاكين التي تدعي أنها مرجع للصحافة في العراق بل نريدها ان تكون فاعلة بشكل اكبر بحيث ان تخرج خلال سنة من عملها الحقيقي بانجازات ملموسة وإذا لم تقدم فالغاوءها أفضل من بقاؤها , لذا أدعو جميع الزملاء العاملين في الصحافة العراقية بكافة مؤسساتها وأولها نقابة الصحفيين العراقيين ومرصد الحريات الصحفية وهيئة الإعلام والاتصالات والمنظمات الأخرى إلى انعقاد مؤتمر محلي دولي من اجل معالجة التبعات الاجتماعية للصحفي العراقي وعائلته لكي لانتهار المؤسسة الإعلامية العراقية وتصبح ضيعة بيد القوى والأجندات السياسية المحلية والإقليمية والدولية.