سائد كندي الجنسية من أصل فلسطيني يعمل في منظمه هيومن رايتس وج – مراقبة حقوق الإنسان، شاهد على انتهاكات حقوق الإنسان في بعض سجون قطاع غزة .. وشاهد على انتهاكات حكومة حماس، غادر قطاع غزة متوجها للقاهرة "صحيفة الشعلة للإعلام"، تابعت زيارته، وفور وصولة الأراضي المصرية التقينا بة واصطحبنا إلي العريش وهناك جلسنا علي شاطئ البحر وتداولنا الأوضاع الأمنية والإنسانية و السجون ايضا في قطاع غزة، ولوضع النقاط علي حروفها كان لمراسل"صحيفة الشعلة للإعلام"، الزميل الصحفي "سمير شحادة"، هذا الحوار والمطول مع السيد/ سائد الناشط في مجال حقوق الإنسان الذي رفض الكشف عن معلومات شخصية عنه لأنه مكلف من المنظمة لعمل تقرير مفصل عن الأوضاع بقطاع غزة وحفاظا علي سير العمل الخاص بة، حيث أعدنا بمزيد من المعلومات التي يمتلكها فور تسليمها للمنظمة التي يعمل بها. *ما هي خلفيتك و منذ متى وأنت تعمل مع هيومن رايتس ووتش ؟ - اعمل مع منظمه مراقبه حقوق الإنسان منذ خمس سنوات. نحن منظمة مراقبة حقوق الإنسان نركز على العراق والإمارات والأراضي الفلسطينية، لقد قمنا برحلات عديدة إلى العراق والإمارات. لقد أطلقنا مؤخرا تقرير عن العنف ضد الأقليات تركز على المناطق المتنازع عليها بين كردستان والعراق. وقبل ذلك ، كنت أعمل في العراق لمدة سنتين، والعمل في المنطقة الخضراء، ودعم الحكومة العراقية من خلال قسم "المملكة المتحدة الدولية لمشروع التنمية"، عائلتي من قطاع غزة على الرغم من أنني ولدت في كندا، وكانت المرة الأولى التي ذهبت مرة أخرى في عام 2006. * اشرح لنا كيفية عملية القيام بالبحوث في مجال حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية كمنظمة دولية ؟ كيف تمت ؟ ما هي مدة الرحلات الخاصة بقطاع غزة ؟ - عادة من ثلاثة أسابيع إلى شهر. آخر مرة كنت هناك في نيسان / ابريل. قمنا بزيارة لكافة مناطق قطاع غزة، ذهبنا إلى جميع هذه المدن والمخيمات المختلفة، و اجتمعنا مع بعض الناشطين و الأكاديميين والصحافيين والمحامين و ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، الوضع الأمني سيء وبسبب الوضع الأمني فان الانتقال من منطقة إلى آخري قد يستغرق حوالي نحو ساعة. قطاع غزة مكان صعب للغاية لإجراء البحوث، هو بيئة مليئة بالتحديات لإجراء البحوث ف لذلك نحن بحاجة إلى إنفاق ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة أسابيع لإجراء البحث هناك. *عندما كنت في قطاع غزة، كنت تبحث في قضايا متعددة، وكانت واحدة منها هي قضايا التعذيب في سجون حكومة حماس وعملت مقابلات مع السجناء الذين احتجزوا في سجن سري لربما، فهل وجدت أن التعذيب في سجن بعينة يختلف عن التعذيب في باقي السجون المنتشرة في قطاع غزة ؟ - التعذيب في السجون الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة تاريخه طويل .. لسوء الحظ .. وهو ليس فقط في ظل النظام السابق و التعذيب المتوطنة، ولكن أيضا في ظل الاحتلال وكذلك في أنصار والعباس وغيرهما، ولكن التعذيب في السجن السري الذي زرته برحلة كانت حافة بالمخاطر والصعوبات هو الأسوأ. التقيت 3 أشخاص وشاهدت أكثر من 45 شخص من الذين كانوا في الآونة الأخيرة معتقلين في ذلك السجن السري الذي لا اعرف مكانة لان وصولي آلية كان غاية من التعب والخوف، التقيت بأناس لم يرهم احد من قبل من قبل حقوق الإنسان وكانت آثار التعذيب واضحة. آثار تعذيب على السيقان، وعلامات تعذيب على ظهورهم، وبعض الأسنان مفقودة، وكذلك بعض الأظافر مقلوعة وندوب تظهر أنهم تعرضوا لتعذيب. وتعرض السجناء إلى تعليق من أرجلهم بطريقة معينة، وتعذيب بالخنق بوضع الأكياس المصنوعة من البلاستيك على رؤؤسهم مما يمنع عنهم الهواء، أنها طريقه تتبع في قطاع غزة لإجبارهم على الاعتراف تتم بواسطة متتخصصون في استخدام أدوات التعذيب لأجل انتزاع الاعترافات، معظم المعتقلين تم اعتقالهم الذين التقيت بهم هم يتبعون إلي تيار حركة فتح، هي طريقه لا يمكن الاعتماد عليها وحدها، ولكن يبدو أنها الأسلوب المفضل في قطاع غزة للحصول على الأدلة، ان التعذيب في سجن غزة ينذر بالخطر. *هل الانتماءات السياسية هي التي تجد نفسها ضحية التعذيب في السجون؟ - نعم ولكنها لسيت أمنية بل أنهم مجموعة من تيار حركة فتح تعرضوا للتعذيب خلال الاعتقال ومنهم من تيارات دينية متشددة أيضا، كلهم تعرض للتعذيب على يد قوات الأمن الفلسطينية، ولقد تكلمنا مع نشطاء من المطلق سراحهم الذين تعرضوا للتعذيب من قبل حكومة غزة، من المؤسف ان التعذيب يحدث في جميع إنحاء قطاع غزة حتى في مراكز التوقيف، ولكن اسؤه في هذا السجن الذي قمت بزيارته بطريقة سرية للغاية ، التعذيب يحدث بغض النظر عن الانتماء، يعذبون لان الحكومة تنظر إليهم على أنهم متواطئون أو يشكلون تهديدا للحكومة . * انتا قلت بعض الرجال تعرضوا للتعذيب في السجون السرية، فما هو دور مؤسسات حقوق الإنسان في مكافحة التعذيب في السجون ؟ - لدى بعض مؤسسات حقوق الإنسان لجنة تذهب للنظر في قضايا التعذيب و التحقيق في ادعاءات التعذيب، وبمجرد أن حكومة غزة علمت ان المؤسسات اصبحت تعلم بالأمر تقوم بتهديدهم او إرهابهم من اجل الصمت، لكن المشكلة هي أن ما وجدته أنا شخصيا لم يحترم من قبل مسئولين حكوميين آخرين وان الحكومة في غزة لم تتخذ خطوات للتحقيق أو محاكمة المتورطين في هذا المرفق، لذا فإن مؤسسات حقوق الإنسان في قطاع غزة لم تعد قادرة على مواصلة القيام بمهامها، حيث هددت من قبل مسؤوليين ووجهت للجنة تهديدات بالقتل، وهم يعرضون حياتهم للخطر لقيامهم بعملهم، وهذا مصدر قلق كبير بالنسبة لنا، لأنها لن تتمكن بالقيام بما يفترض ان تقوم به، والآن أنها لم تعد قادرة على أداء ما تكلف للقيام به بسبب التهديدات، وهذا مقلق للغاية بالنسبة لنا. علمنا من تحقيقاتنا و أنه بعد زيارتي لسجون غزة وخاصة السجن السري، وإجراء مقابلات مع المعتقلين فأنه بعد ان انتهت المقابلة فقد تعرض هؤلاء المعتقلين للتعذيب مرة أخرى على أيدي قوات الأمن والسبب لأنهم عبرو عن رأيهم و تحدثوا. وهذا ينذر بالخطر. أن تصريحات رئيس الوزراء هنية بشأن التعذيب في السجون و مؤسف للغاية. حيث نفى بشكل قاطع وقال ان جروحهم ذاتيه ليست بسبب تعذيب وان جميعهم اعتقلوا لأسباب جنائية لا سياسيه، انا متأكد من انه سيكون لمن يزور هؤلاء المعتقلين وجهة نظر مختلفة جدا عما قاله رئيس الوزراء هنية. ومن الواضح ان هؤلاء الإفراد تعرضوا للتعذيب و هناك أدلة قاطعة تبين تعرضهم للتعذيب * هل هناك جهات أخرى إلى جانبكم للتحقيق في الانتهاكات داخل السجون الفلسطينية ؟ - من الصعب، وأنا أعلم أن مكتب رئيس الوزراء قد شكل لجنة تحقيق في العام الماضي للنظر في هذه القضية عندما كانت هناك مزاعم للتعذيب في سجون مختلفة. ولكن نحن لم نسمع اي شيء تم بهذا الصدد. ، وما زلنا لا نعرف ولم نسمع شيء عن النتائج أو ما حدث مع تلك اللجنة، إذا ما كانت قد أنتجت في الواقع شيء أو علقت بشيء بهذا الصدد . من الصعب جدا زيارة المعتقلات في قطاع غزة. حتى بالنسبة لنا، حيث نحتاج تصريح من وزير العدل و نائب وزير العدل، ونحتاج للتفاوض لمدة ثلاث ساعات او اكثر للوصول إلى هذا المرفق او ذاك حتى ولو كان لدينا كل الأوراق الاصوليه والموافقات. ، و انها أكثر صعوبة لمن ليس لديهم موافقات أصوليه حتى وان كانو من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان. ليس هناك في الواقع آلية فعالة للرصد من خارج مؤسسات حقوق الإنسان للقيام بذلك. وحتى الصليب الأحمر لا يمكنه، الا بواسطة الحكومة والواسطات السرية، والزيارات تتم في سجنين فقط هما سجن انصار وسجن العباس ولم يتم زيارة جميع الأقسام في هذه السجون. الأشخاص الاعتياديين وإفراد أسره المعتقل ولا حتى نحن نعرف اين المعتقلين ؟؟؟ ومكان اعتقالهم .. من الصعب معرفة مكان المحتجزين، انها ليست مجرد المنظمات غير الحكومية التي لا تستطيع معرفه أماكن المحتجزين وإيصالها لعوائلهم التي انتهكها البحث عنهم بدون جدوى . * قلت لنا ان هناك تعذيب جرى في سجن سري أنتا لا تعرفه بسبب الطريقة التي وصلت بها إلي هذا السجن وموثق فكيف يمكن ضمان عدم وجود سيناريو تعذيب اخر من قبل مسئولي السجن ؟ - قطاع غزة يحتاج الى تعديلات تشريعية ويجب التأكد من أن الاعترافات التي تم الحصول عليها نتيجة التعذيب لا تستخدم في أي إجراءات المحكمة. هناك معتقلين قضوا أشهر و سنوات في بعض الحالات، بانتظار للمحاكمة في السجون، يجب أن يكون هناك برنامج تدريبي للمحققون ولحراس وموظفي السجون ويتم تدريب لتعليمهم كيفية التعامل مع حقوق الإنسان. في غرب مدينة غزة التقينا مع إحدى المنظمات غير الحكومية، التي كانو يدربون موظفي السجون هناك. كان هناك الكثير من التقدم، كان هناك سجن جديد فتح و اعتقد انه مختلف، حيث سمح لنا بالوصول إلى أي من السجناء، وكان شيء جيد رؤية نموذج مختلف حيث تم هناك التعامل مع المعتقلين كبشر و كان هناك احترام لحقوقهم. لسوء الحظ ليس هناك ما يكفي من الموارد في المجتمع الدولي للضغط بقوة على هذه القضية من اجل إصلاح السجون و وفعل شيء لتغيير الأمور، لأجل ذلك نحتاج تغييرات تشريعية، ولكن أيضا للمحققين والشرطة بحاجة إلى تدريب، و أنهم بحاجة إلى محاكمة عندما يعملون خارج القانون. لذلك نحن بحاجة إلى أتباع نهج شامل لوضع حد للتعذيب في السجون الفلسطينية في قطاع غزة. * قلت مؤسسة حقوق إنسان قامت بإعداد تقرير عن التعذيب في السجون ولكن لم يتم محاسبة أي من الجناة. فهل وسوف تكون هناك ملاحقات قضائية لهم ؟ - من الواضح من تصريحات رئيس الوزراء هنية انه لا يعتقد ان التعذيب حدث في سجونهم. حتى اذا كان هذا الافتراض، لا أعرف كيف ستتم محاكمة اؤلئك الإفراد، ولكم من عذب المعتقلين يجب ان يحاكم وبأي حال من الأحوال فانه لا بد ان يحاكم . حتى إذا كان هناك إجراءات تأديبية، فإنه لم يتم الإعلان عنها، نحن نطلب من الحكومة من أجل ردع غيرهم من المسئولين من التصرف بطرق مشابهة محاكمتهم وردعهم ولكن للأسف لم يتم شيء من قبل رئيس الوزراء هنية على الرغم من الفظائع التي شهدناها و لم نلحظ انه هناك أي متابعة من الحكومة التي يمكن أن نرويها . *هل هناك أي متابعة للناجين من التعذيب بعد إطلاق سراحهم من تلك السجون ؟ هل هناك اية خدمات صحية، نفسية أو اية خدمات طبية تقدم لهم ؟ - هناك المنظمات غير الحكومية التي يمكنها تقديم المساعدة لضحايا التعذيب. ولكنها ليست كافية. لقد عانى الكثير من الفلسطينيين ليس من التعذيب فقط، ولكن من الصدمة أيضا، ومن العنف والتطرف حتى وان كانو خارج السجن. وقد دمرت الرعاية الطبية. وغادر الكثير من المهنيين الطبيين خارج قطاع ابتداء من عام 2007 و عام 2008 ، بعد ان تم استهدفتهم من قبل عناصر حماس. حيث تم النزوح لأصحاب المهن الطبية، إضافة الى عدم توفر ما يكفي من المال لدى الفلسطيني ، فضلا عن كون المرافق الطبية غارقة و من أجل التعامل مع هذه النوع من الحالات نحتاج إلى الرعاية المتخصصة وجميع أنواع الموارد ، لذلك فأنه من المؤكد وجوب الحاجة إلى المتابعة والرعاية لكن يجب أن تكون هناك موارد قد وضعت لأجلها تسد الحاجة . على المجتمع الدولي دور يجب ان يؤديه في العمل مع حكومة حماس بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، على سبيل المثال إساءة معاملة السجناء، ولكن ماذا بشأن إساءة معاملة السجناء في حال نقلهم من سجون لأخر ؟؟ * وكيف يمكن للمجتمع الدولي العمل مع حكومة حماس حول هذه القضايا ؟ - انها صعب اتخاذ إجراءات وإعطاء توصيات وتنفذ نفسها، هناك التزاما بموجب القانون الدولي للتأكد من أنهم لن يكون نقلهم إذا كان هناك خطر على حياتهم او أنهم قد يتعرضون للتعذيب، هناك عجزا في المصداقية، ولكن في الوقت نفسه ربما السبب في الأممالمتحدة وغيرها حيث يمكن تقديم توصيات مماثلة. انه سؤال جيد. ولكنه صحيح، فإن الأممالمتحدة تحتاج إلى معالجة هذه المسألة. ملاحظة : يحظر نقل الحوار ونشرة عبر مواقع آخري دون الإشارة للمصدر "صحيفة الشعلة للإعلام".