طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش،" التي تعنى بحقوق الإنسان أمس الجمعة السلطات التابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة بإيقاف العمل بجميع أوامرها التي وصفتها بأنها "تنتهك الحريات الشخصية،" ومنها فرض قواعد للزي الشرعي على الطالبات، متهمة إياها ب"استخدام العنف أحيانا" لتحقيق هذه الغاية. "" وقالت المنظمة إنها تلقت بعض التقارير من سكان القطاع تفيد بأنه منذ بدء العام المدرسي في أواخر غشت الماضي، أخذت إدارات المدارس بإبعاد الطالبات اللواتي لا يرتدين الحجاب أو الرداء التقليدي، بناء على أوامر جديدة غير رسمية صادرة للمدارس من السلطات التابعة لحركة حماس. وبحسب التقارير فإنه يقال لهؤلاء الفتيات بأن عليهن "ارتداء جلباب وحجاب،" إذ كان الزي الرسمي سابقا المطلوب لطالبات المدارس العامة هو تنورة طويلة وقميص. ورأت المنظمة أن الأوامر الجديدة، على ما يبدو، صادرة بلا أي سند قانوني. ومن جهتها قالت نادية خليفة، الباحثة بحقوق المرأة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يجب ألا يُجبر أي أحد على ارتداء زي ديني معين، بما في ذلك الحجاب، مقابل أن يتلقى التعليم".مضيفة أن "هذه الأوامر الجديدة هي ببساطة متعسفة". وحول إجبار الفتيات على ارتداء هذا الزي باستخدام العنف قالت خليفة: "الاعتداء بدنياً على الطالبات وإهانتهن أمام قريناتهن أمر غير مقبول، أيا كان السبب، لا سيما إذا كان السبب إجبارهن على ارتداء ثياب دينية معينة في انتهاك لحرياتهن الدينية". واعتبرت خليفة أنه "للنساء نفسهن، وليس للدولة، تقرير ما يرتدين"، وأضافت: "يمكن للمدارس أن تفرض زياً رسمياً معيناً، لكن فقط في حالة ذكر القواعد كتابةً بوضوح، وفي حالة ما لم تكن تعسفية أو لا تحترم حرية الطلاب في المعتقد الديني". وبحسب المنظمة، فإن قواعد الملبس هذه تستهدف الطالبات حصراً، إذ اعتبرتها "قواعد تمييزية تنتهك الحريات الدينية أيضاً،" مبينة أنها لا تستقيم مع القانون الأساسي الفلسطيني، الذي يكفل حرية الفكر والوجدان والتعبير. يذكر أن مسؤولي حماس كانوا قد بادروا في يوليوز 2009 بما أطلقوا عليه حملة "الفضيلة"، قائلين إنهم قلقون على السلوك "غير الأخلاقي" المتزايد في غزة. وقال أحد سكان غزة ل"هيومن رايتس ووتش" إن شرطة حماس "راحت تستجوب النساء اللاتي يختلطن بالرجال في الأماكن العامة، لمعرفة ما إذا كان الرجال من أقاربهن." وقال أحد السكان الآخرين للمنظمة إنه ليلة 9 يوليوز، ضربت شرطة حماس ثلاثة رجال لأنهم سبحوا دون قمصان. وذكر مركز البحوث والاستشارات القانونية الخاص بالمرأة في غزة إن سلطات حماس أعطت الأوامر لإدارات المدارس والمدرسين بالانتباه إلى ملابس الفتيات، خصوصا في المدارس الثانوية، وقالت المديرة التنفيذية للمركز، زينب غنيمي، إن مديرة إحدى المدارس صفعت طالبة أمام زميلاتها لأنها لا ترتدي الحجاب. وكانت هيومن رايتس ووتش قد انتقدت حكومات ألمانيا وفرنسا وتركيا جراء انتهاكها للحريات الدينية، بمنع الرموز الدينية من المدارس ورفضها منح النساء المسلمات الحق في ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات. ورأت المنظمة أن حماس بصفتها السلطة الحاكمة فعلياً، فقد ألزمت نفسها مراراً باحترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك في شهر مارس 2007، في برنامج حكومة الوحدة الوطنية. إلى ذلك انتقدت حركة "حماس" اليوم السبت تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" حول فرضها الزي الشرعي الإسلامي بالقوة على طالبات مدارس قطاع غزة الذي تسيطر عليه. ونفى يوسف إبراهيم، وكيل وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة، في تصريح صحافي مكتوب، أن تكون حكومته أمرت بفرض الزي على المدارس أو الطالبات، مطالباً المنظمة بأن تأتي بأدلة حول اتهاماتها. وقال إبراهيم إنه مع بداية العام الدراسي في قطاع غزة لم تفرض وزارة التربية والتعليم شيئا جديدا على الطلبة لعلمها بمدى الأوضاع الصعبة التي يعانون منها، مشيرا إلى أن الطلبة ما يزالون يلبسون الزي التقليدي المعروف والمعمول به منذ أعوام. وأضاف أن ناظرتي مدرستين قامتا بإصدار تعليمات للطلبات بارتداء الحجاب دون الرجوع إلى الوزارة ودون أن يكون هناك أي قرار بهذا الأمر، مشيرا إلى أن وزارته تحركت بسرعة وأكدت أن القرار ليس من جهتها.