بعد مرور وقت طويل من المماطلات الإسرائيلية فيما يتعلق بإجراء تحقيق دولى حول الهجوم الذى قامت به القوات البحرية الاسرائيلية على أسطول الحرية الذى كان يحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة لمحاولة تخفيف حدة الحصار المفروض عليهم من قبل الكيان الصهيونى ، فقد جاءت موافقة إسرائيل مؤخرا على المشاركة فى التحقيقات التى تقوم بها الأممالمتحدة ليخفف ولو بشكل بسيط من الأجواء المشحونة التى سادت عقب تلك الجريمة الإنسانية . يذكر وأن قامت القوات البحرية الاسرائيلية بمهاجمة السفن المشاركة فى اسطول الحرية وذلك بحجة وجود أسلحة عليها سوف يتم تسليمها لحركة حماس فى قطاع غزة ، هذا وقد إستخدمت تلك القوات القوة العسكرية فى التعامل مع المدنيين العزل الذين كانوا يشاركون فى تلك السفن مما أدى لسقوط قتلى منهم فى جريمة قرصنة بحرية إنسانية تنضم لسلسلة الجرائم الاسرائيلية المتعددة . هذا وقد كانت تركيا من ؟أكثر الدول التى تضررت من جراء ذلك الهجوم الاسرائيلة المشين ، حيث تم قتل تسعة من المواطنيين الأتراك الذين كاوا مجرد مشاركين فقط فى توصيل تلك المساعدات ، وقد أدى ذلك الأمر إلى توتر العلاقات بشكل كبير بين تركيا و إسرائيل وصل إلى حد المقاطعة فى العديد من المجالات . وقد رفضت إسرائيل المطالب التركية التى إنطوت على ضرورة فتح تحقيق دولى حول تلك الجريمة مع ضرورة تقديم إسرائيل لاعتذار لتركيا وتعويض أهالى المواطنيين الأتراك الذين قتلوا فى أعقاب الهجوم الاسرائيلى ، مما أدى لزيادة حدة التوتر بين الجانبين . وفى ظل الضغوط الدولية التى تُمارس على إسرائيل فقد وافقت إسرائيل مؤخرا على المشاركة فى التحقيقات الجارية فى التوقيت الحالى بالأممالمتحدة حول الهجوم الاسرائيلى على اسطول الحرية و الذى يعد إنتهاكا صارخا للقانون الدولى بالاضافة إلى تعرض مدنيين عزل للقتل فى المياه الدولية و تعرضهم للإختطاف . هذا وفى إطار ذلك الأمر فقد بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) فى الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق داخلية فى إسرائيل و التى كانت قد شُكلت من أجل التحقيق فى الهجوم الاسرائيلى على سفن الحرية ، يذكر و أن تلك اللجنة تتكون من خمسة أعضاء إسرائيليين أضيف إليهم مراقبان أجنبيان لا يتمتعان بحق التصويت . وفى إطار تلك التحقيقات فقد أكد رئيس الوزراء الاسرائيلى على أن القوات البحرية الاسرائيلية قد قامت بذلك الهجوم دون أن تتعدى على القانون الدولى ، مؤكدا أن إسرائيل تدافع عن نفسها وعن أمنها القومى من خلال التصدى لأى سفن من شأنها أن تحمل أسلحة يتم إستخدامها ضد إسرائيل . وقد أكد نتنياهو على أن بعض المتضامنين الذين كانوا على متن اسطول الحرية هاجموا جنوده ، ومن ثم فإن الجنود الاسرائيلييون كانوا فى حالة دفاع شرعى عن النفس ، هذا وقد كان من المتوقع أن تكون تلك اللجنة الداخلية الاسرائيلية لاتتمتع بأى نوع من المصداقية . لذلك أعلن الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) مؤخرا عن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الهجوم الإسرائيلي، وذلك لاعتراضه على لجنة التحقيق الداخلى ، وقد تم إختيار رئيس وزراء نيوزيلندا السابق (جيفري بالمر) ليرأس تلك اللجنة الدولية، كما إنها تضم الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته ألفارو أوريبي وعضوين آخرين من الجانبين الاسرائيلى و التركى . والتساؤل الأن:_ * هل سيكون هناك أى جدوى من التحقيق الدولى والذى جاء متأخرا للغاية بعد جريمة إسرائيل الأخيرة بحق اسطول الحرية ؟!