تقع مدينة سبتة في أقصى الشمال الغربي للمغرب، وتحتل موقعًا استراتيجيًّا بالغ الأهمية، فهي شبه جزيرة مطلَّة على حوض البحر الأبْيض المتوسّط، وعلى بوغاز جبل طارق، يُحيطُ بِها الماء من الجهات الثلاث الشَّمالية، والشَّرقية، والجنوبيَّة، ولا يَفصِلها عن السَّواحل الأندلسيَّة سوى 21 كيلو مترًا، وتبلغ مساحتها 19 كيلو مترًا، وطولها من الشرق إلى الغرب 1000م، ومن الشمال إلى الجنوب 1500م. تمتد مساحة سبتة الحالية في حدود 19،00 كلم2 ويبلغ محيطها 28 كيلو مترًا، 20 كلم من هذا المحيط تشكل شريطًا بحريًّا، والباقي 8 كلم) يمتد غربًا عبر الشريط الأراضي المتصل بالأراضي المغربية المحررة، وقد تعاقب على احتلالها البرتغاليون عام 1415 وتلاهم الإسبان عام 1580. أما مليلية الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب، والبالغة مساحتها 12 كيلومترا مربعا، فتديرها إسبانيا منذ عام 1497. وقد أصبحت المنطقة منذ عام 1992 تتمتع بصيغة للحكم الذاتي بقرار البرلمان الإسباني عام 1995، وعدد سكانهما متشابه تقريبا،أي حوالي 52.000 إسباني 45.000 من المغاربة بكل من سبتة ومليلية. وقد سقطت سبتة في يد البرتغاليين عام 1415م، على يد الأمير هنري البحار، في حين بقيت مليلية تقاوم جيوش الإسبان حتى عام 1497م، إذ احتلت في إطار خطة عامة للإسبان والبرتغاليين لمحاصرة أقاليم الغرب الإسلامي واحتلال أراضيه، ومن ثم تحويلها إلى النصرانية، وكان هذا ما أرادته وعملت عليه ملكتهم "إزابيلا" الكاثوليكية، التي طالما حلمت بغزو بلاد المغرب لتحويل المسلمين المغاربة إلى الدين النصراني، ورفع علم الصليب على أرض المغرب الطاهرة. وأصبحت سبتة مستعمرة إسبانية عندما تولى فليب الثاني ملك أسبانيا عرش البرتغال عام 1580، وبعد اعتراف إسبانيا باستقلال البرتغال تنازلت الأخيرة بمقتضى معاهدة لشبونة 1668 عن سبتة لأسبانيا، لتبقى المدينة أسيرة الإسبان منذ ذلك الحين إلى اليوم... وقد حاول المغاربة في القرون التالية لاحتلال المدينتين استعادتهما من قبضة الغزو الصليبي النصراني، وكان أبرز هذه المحاولات محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، إذ حاصر المسلمون في هذا الوقت مدينة سبتة ولم يقدّر لهم أن يفتحوها، وكذلك محاولة المولى محمد بن عبد الله عام 1774م محاصرة مدينة مليلية، ولكنها لم تكن أفضل من سابقتها. لم تنجح إسبانيا في تحويل مسلمي المدينتين عن دينهم مع كل ما بذلته من جهود متصلة لطمس المعالم الإسلامية فيهما، جهود يعرفها كل من قرأ تاريخ الاستعمار النصراني واليهودي للعالم الإسلامي؛ فقد قتلت العلماء، ودكت الصوامع، وهدمت المساجد، وتحولت المدينةُ التي كانت مآثرُها تفوق مآثرَ القيروان -إذ كان بها ألفُ مسجد ونحو مائتين وخمسين مكتبة- إلى مدينة ليس فيها إلا مساجد قليلة. ومع كل هذه المحاولات لطمس هوية المسلمين في المدينتين، فقد ظلوا يحاولون التحرر من هذا الاستعمار، فبذلوا جهودًا كبيرة للتمرد على المحتلين في نهايات القرن الثامن عشر وبداية القرن العشرين، وبين عامي 1921و1926م قاد البطل المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي ثورة ضد الإسبان في الشمال المغربي، لكن إسبانيا تصدت له بالتحالف مع دول أوربية أخرى بعد أن أشعلت ثورته شرارة الجهاد في المدينتين؛ ولقد كادت هذه الثورات أن تنجح لولا إرادة الله عز وجل، وله في خلقه شؤون. وقد حاول الجنرال "فرانكو" تسكين المشاعر الدينية والقومية عند سكان سبتة ومليلية لدعمه في حربه ضد حكومة الجبهة الشعبية، إذ وعدهم بمنحهم الاستقلال إذا ما تولى السلطة في إسبانيا، واستطاع بذلك تجنيد الآلاف منهم في الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936م وكان وفاؤه بوعده كوفاء عرقوب، وليس هذا بغريب عليهم، وليس الاغترارُ بالوعود الكاذبة بغريب على المسلمين. وقد وضعت إسبانيا إجراءات قانونية عدة للحد من هجرة المسلمين نحو المدينتين، بهدف محو الوجود الإسلامي بالتدرج، وشجعت في المقابل الهجرةَ الإسبانية حيث تزايد عددُهم في الستينيات والسبعينيات خصوصًا في مدينة سبتة، كما ضيقت على السكان المسلمين هناك ومنعتهم من تراخيص البناء وحاصرت نشاطاتهم الدينية والثقافية. -------------------------------------------------------- التعاليق 1 - الكاتب : حسن حمومي بسم الله الرحمان الرحيم , أنا هو حسن حمومي وكنت قد نشرت هذا الموضوع على الفايسبوك الخاص بي , إلا أنني لا أتدكر انني قمت بنشره في هذا الموقع .... وبما أن مضمون النص يتعلق بقضية وحدتنا الترابية فإنني أشكر الأخ أو الأخت الذي قام بنشر الموضوع نيابة عني وبإسمي ... إلا أنني أتساءل أليس من الواب أنه كان يجب أن يستشيرني أو أن تستشيرني قبل وضع النص على هذا الموقع لأخد إدني أو حتى فقك لعلمي لأنني لم أكن لأمانع مادام الموضوع كما قلت في البداية موضوعا لكل أبناء وطننا الحبيب ...