لم نتفاجئ بما أعلن عنه الإرهابي افيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا والذي لم يكف يوماً عن تهديداته المستمرة بارتكاب المزيد من الجرائم والعنف بحق الشعب الفلسطيني، ودعواته المستمرة إلى ترحيل شعبنا عن أرضه المحتلة بالجملة، وهنا تكمن المفاجأة.! فهل ليبرمان أصبح رجلاً وطنياً ومناضلاً يبحث عن الحقوق الفلسطينية؟، وهل يهم إسرائيل كيف تكون حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يعاني من احتلالهم منذ نصف قرن على الأقل، ويمارس بحقه الجرائم والتعذيب والاعتقال والإبعاد، وهل ليبرمان وحكومته بدءوا يأسفون على ما صنعوه بحق شعب غزة الذي لم يجف دماء شهداءه جراء المحرقة الصهيونية قبل عام ونصف العام بعد أن هاجمت قواتهم المدنيين العزل مستخدمين الأسلحة المحرمة دولياً مما استشهد أكثر من 1550 شهيداً وجرح 7000 آخرون منهم 600 أصيبوا بإعاقة مستديمة وتدمير قطاع غزة بالكامل!. إن خطة ليبرمان وحكومته لم تأتي من فراغ، لأنه مشروع قديم جديد، صيغ قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى عام 1987، وقدمت الخطة من قبل مفكر صهيوني للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ووضعت الخطة المدروسة بعناية من أجل التطبيق أمام ملفات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للتنفيذ حتى وصلت بنا فلسطينياً إلى هذا النحو المزري والمراد إسرائيلياً. والخطة باختصار حسب المفكر الإسرائيلي في كتابه عام 1985 تقوم على تجزئة الشعب الفلسطيني داخلياً وخارجياً، جغرافياً وسياسياً أو حزبياً، أو فكرياً متحدثاً عن إنشاء كيانين منفصلين متناحرين أحدهما في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية، وهو بالفعل قد تحقق. واستكمالاً للمخطط فإن ليبرمان أقترح إنشاء بنية تحتية في قطاع غزة وإنشاء محطة تحليه للمياه ومحطة لتوليد الكهرباء وغيرهما، مقابل فصل كيانه بشكل تام عن قطاع غزة ومنحه استقلاً ذاتياً.ونسأل هل الحرية تشمل المنافذ البحرية والجوية والبرية، وأن ترفع إسرائيل مسؤولياتها عن إصدار البطاقات ومراقبة المواطنين وتطلق سراح الأسرى وتسمح بعودة ألاجئين . أما الساسة الفلسطينيون؛ فهل درسوا الظروف التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة، الذي يقطن على هذا الشريط الساحلي الذي يبلغ مساحته 360 كم، هو من أكثر بقاع العالم ازدحاماً، ويفتقر لجميع الموارد الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية ... بمعنى هو سوق استهلك فقط للسلع والبضائع المستوردة من الخارج، ولا يوجد لديه مقومات حياة أو ناتج محلي أضف إلى أنه ساقط أمنياً. فالاحتلال يسعى للهروب من مسؤولياته والتزاماته تجاه شعب محتل له استحقاقاته القانونية والسياسية والجغرافية والإنسانية والحدودية والاقتصادية و....وهكذا تكون الخطة بددت حلم الدولة الفلسطينية المترابطة على أراضي عام 1967، وهي ضربة قاضية لإمكانية تحقيق المصالحة الفلسطينية. وهكذا يمضى السيناريو الإسرائيلي بمساعدة فلسطينية ربما بقصد أو بدون قصد نحو تحقيق حلم إسرائيل بانسلاخ قطاع غزة عن الوطن الأم فلسطين بغض النظر لمن تكون إدارته طالما توفير الأمن العنصر الأساسي. لذلك يجب التمسك بخيار المصالحة الفلسطينية لإسقاط مشاريع الاحتلال التي تسعى لتجزئة القضية الفلسطينية وتشرعن الانقسام وتبدد حلم شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس ياسر عرفات الذي رفض دولة على أراضي عام 1967 بسبب التنازل عن أجزاء من القدس، فما بال القدس والضفة وكل فلسطين عرضة للتنازل. بل مشروعنا الفلسطيني كله أصبح على المحك..!!!