موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي: كأس أمم إفريقيا للسيدات المغرب 2024 ستكون الأفضل والأنجح على الإطلاق    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المغرب        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    وهبي: أزماتُ المحاماة تقوّي المهنة    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البيان السياسي للدورة الثامنة للمجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد‏

عقد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد دورته الثامنة يوم الأحد 04 أكتوبر 2009 بالمقر المركزي للحزب بالدار البيضاء.
وقد سجل المجلس الوطني في تحليله للوضع الوطني العام، بأن البلاد قد دخلت مرحلة سياسية جديدة، سمتها الأساسية إغلاق السلطة الحاكمة للحقل السياسي في كل المجالات، مما يهدد في العمق المشروع الديمقراطي الذي يجسد طموح الشعب المغربي في الانتقال إلى ديمقراطية تمثل المدخل الوحيد لإنقاذ الوطن وتمكينه من مواجهة التحديات المطروحة عليه داخليا وخارجيا، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
ومن التجليات البارزة لهذا الخيار المخزني، انخراط أجهزة الدولة بنفوذها وأعوانها في الدعم المكشوف لحزب السلطة الجديد، واستخدام القضاء وخرق القوانين لخدمة مصالحه، ولبسط سيطرته على المؤسسات والمجالس المنتخبة.
ومن الآثار السلبية لهذا النهج، العديد من مظاهر التردي السياسي والأخلاقي الذي عرفه المسلسل الانتخابي، الذي خضع للتزوير السافر والإفساد باستعمال المال واستغلال الدين، ونفوذ أعيان السلطة وتجار المخدرات.
ويترافق هذا الوضع، بشكل مقصود، مع حملات ممنهجة للإجهاز على الحد الأدنى من مكاسب نضالات الشعب المغربي وقواه الديمقراطية في مجال الحريات العامة والفردية، وخاصة حرية الرأي والتعبير والحق في التنظيم والتظاهر.
وفي ظل هذه الاختيارات السياسية اللاديمقراطية، تستمر أوضاع الاحتقان الاجتماعي، من خلال المزيد من تدهور الأحوال المعيشية لأوسع فئات شعبنا، بسبب إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الخدمات العمومية من تعليم وصحة وسكن، وموجات الغلاء المتصاعدة التي لا تساهم الدولة بأي إجراء في تخفيف آثارها، فضلا عن رفض الحكومة الاستجابة للمطالب النقابية للشغيلة ولو في حدودها الدنيا.
واقتصاديا، يترسخ اتجاه تركيز وتمركز الثروة في أيدي المتحكمين في مراكز السلطة السياسية، وعدد محدود من العائلات المخزنية واللوبيات المرتبطة بمواقع النفوذ والامتيازات، التي تحتكر القطاعات الإنتاجية والخدماتية والمضارباتية المربحة، وتلغي كل قواعد المنافسة والشفافية حتى في حدودها الدنيا، وتبقي المجال الاقتصادي مرتعا لنظام الريع والفساد والزبونية والمحسوبية والرشوة.
وقد خلص المجلس الوطني، من خلال رصده لاتجاه البلاد نحو الأفق المسدود والسير في اتجاه المجهول، بالرغم من محاولات الدولة للتغطية على هذا المآل بترديد واجترار خطابات ووعود موجهة للاستهلاك الدعائي حول "الأوراش الكبرى" و"التنمية البشرية" "والديمقراطية والحداثة" المزعومة، خلص المجلس، إلى إعلان المواقف التالية:
- إن ما تتطلبه القضية الوطنية من أجل التثبيت النهائي للوحدة الترابية ووحدة الشعب المغربي، يقتضي العمل على كسب معركة الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة بين الفئات الاجتماعية والمناطق الجغرافية، وتحقيق التنمية المتضامنة التي تعبئ كل الطاقات الوطنية الكفيلة بوضع البلاد على سكة مواجهة التحديات العالمية والجهوية.
- إن استمرار تزوير وإفساد العمليات الانتخابية، الذي يعبر عن قرار سياسي يهدف إلى التحكم الكامل في خريطة المؤسسات التمثيلية، من أجل استكمال عملية إغلاق الحقل السياسي، هو المسؤول عن فقدان المصداقية والثقة في المؤسسات وعن تبخيس العمل السياسي والحزبي، وبالنتيجة عن استنكاف أغلبية واسعة من المواطنين عن المشاركة في مختلف الانتخابات، وهو ما أدى إلى أزمة عميقة في النسق السياسي، تجلت في انفصام بين المجتمع وبين الدولة والمؤسسات التمثيلية والأحزاب.
- إن كل الخطابات والممارسات و"الإشارات" الرسمية تؤكد غياب أية إرادة سياسية للقيام بالإصلاحات السياسية والدستورية والمؤسساتية التي تتطلبها ضرورة معالجة الاختلالات البنيوية للنظام السياسي، بل تتم حاليا محاولة الالتفاف على هذه الضرورة الملحة بإطلاق وعود والإيهام بإجراء "إصلاحات" جزئية وشكلية ستبقى، حتى وإن نفذت، ضعيفة الأثر في الحد من مظاهر التحكم والإفساد.
- وانسجاما مع روح المسؤولية والشجاعة السياسية التي تميز مواقف حزبنا، الحزب الاشتراكي الموحد، توقف المجلس الوطني عند أوضاع القوى الديمقراطية واليسارية، وموقعها ودورها فيما يخص جانبها من المسؤولية في الأزمة السياسية الشاملة للبلاد، فأكد على أهمية وعي كل الديمقراطيين واليساريين بمخاطر المرحلة السياسية الجديدة والتحديات التاريخية التي تطرحها على الجميع، ودعا إلى استنهاض كل الطاقات السياسية والفكرية التقدمية من أجل إعادة الجذوة للنضال الديمقراطي، الذي يمثل الأمل الحقيقي لشعبنا كسبيل وحيد لإنقاذ الوطن وتحقيق الديمقراطية والكرامة لمواطنيه.
- وفي هذا الإطار يؤكد المجلس الوطني على المبادرة السياسية التي أقرها في دورته السابقة، والقاضية بفتح "حوار سياسي منظم بين القوى التقدمية المغربية من أجل الاتفاق على مبادئ وبرنامج وصيغة متقدمة للعمل المشترك"، تكون أرقى من التحالف وإن لم تصل إلى لاندماج. وقد استعرض المجلس نتائج أشغال اللجنة الحزبية المشكلة لهذا الغرض، والخطوات التي قام بها المكتب السياسي ومقترحاته المستقبلية بهذا الصدد، وأقر العمل على تفعيلها قياديا وقاعديا، ودعا إلى عقد إطار للأحزاب التقدمية الستة، لتوفير شروط الانطلاقة العملية للمبادرة.
- وفي نفس الإطار، قرر المجلس الوطني العمل على الارتقاء بتحالف اليسار الديمقراطي إلى مستوى تحالف سياسي على قاعدة أرضية سياسية موحدة وعمل ميداني مشترك في مختلف المجالات.
- كما دعا المجلس الوطني إلى دعم كل المبادرات الوطنية والمحلية للحوار بين اليساريين، وقرر التفاعل الإيجابي مع اللقاءات والأنشطة المتعلقة بالعمل الوحدوي اليساري.
- وإذ يعتبر المجلس الوطني أن لا ديمقراطية بدون حريات، فإنه يندد بالهجمات الرسمية المتواترة والمتصاعدة على الحقوق السياسية والحق في التنظيم من خلال العودة إلى حملات الاعتقال السياسي والمحاكمات السياسية التي تستخدم القضاء لتصفية الحسابات السياسوية. وفي هذا الإطار، يجدد تضامنه مع المعتقلين السياسيين الستة، ومنهم رفيقنا حميد نجيبي، ويطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في ملفات التعبير عن الرأي والتظاهر والاحتجاج السلمي. كما يستنكر المجلس الحملة الشرسة على حرية الرأي والتعبير من خلال المتابعات الظالمة لعدد كبير من الصحافيين وإخضاعهم لاستنطاقات تعذيبية، ويدين الإجراءات التعسفية التي بلغت حد حجز الصحف وإتلاف أعداد منها، بل وإغلاقها خارج القانون في اتجاه إعدامها. وفيما يتعلق بالإعلام العمومي، يستنكر المجلس استمرار احتكاره من طرف السلطة وأدواتها السياسية وخضوعه للهواجس الأمنية وإغلاقه في وجه التعبيرات السياسية والثقافية المتعددة.
- وبخصوص تطورات قضية الشهيد المهدي بنبركة، يؤكد المجلس الوطني أن لا إنصاف ولا مصالحة بدون الإعلان عن الحقيقة كاملة في هذا الملف وفي كل حالات الاختطاف والاختفاء القسري. وهو ما لم يتحقق لحد الآن لغياب الإرادة السياسية لدى الدولة المغربية في كشف الحقيقة والوصول إلى المساءلة.
- وعلى المستوى العربي، يدين المجلس الوطني الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على القدس والمسجد الأقصى، ويندد بالصمت الرسمي العربي وبمحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية خضوعا للضغوطات الأمريكية. ويستنكر بقوة محاولات الالتفاف على تقرير المجلس الدولي لحقوق الإنسان عن جرائم الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة،
- وعلى المستوى الدولي، يعتبر المجلس أن المسؤول عن الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها الكارثية على شعوب العالم هو منطق الاستغلال والربح السريع الذي فرضه الرأسمال المالي، وأن تجاوز آثار هذه الأزمة يتطلب بناء نظام اقتصادي عالمي جديد متوازن ومحافظ على البيئة والثروات المشتركة للبشرية.
وعلى المستوى الحزبي ، وبعد تدارسه للأداء الحزبي خلال الانتخابات الأخيرة، يحيي المجلس الوطني مناضلات ومناضلي الحزب الذين رفعوا عاليا راية ومبادئ الحزب الاشتراكي الموحد، ودافعوا عن النزاهة والمصداقية وتصدوا بحزم وبقوة لإغراءات وأساليب إفساد العمليات الانتخابية. كما أقر المجلس تفعيل مبدأ عدم الإفلات من المحاسبة بالنسبة لبعض أعضاء الحزب و/أو مرشحيه الذين خرجوا عن مبادئ وتوجيهات الحزب في أي من مراحل المسلسل الانتخابي، وأوصى بتشكيل لجنة لتدقيق هذه المخالفات والإجراءات الانضباطية المناسبة لها حسب الحالات، طبقا لما تنص عليه قوانين الحزب ومدونة السلوك.
كما دعا المجلس كافة الرفيقات والرفاق وتنظيمات الحزب إلى التعبئة حول الأولويات البرنامجية لحزبنا، والمتمثلة في النضال من أجل إصلاح النظام السياسي والانخراط في النضالات الاجتماعية والحركات الاحتجاجية ومحاربة نظام الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات.
واستمرارا لترسيخ وتعزيز مكاسب حزبنا في مجال تحديث ودمقرطة العمل الحزبي، بما تعنيه من احترام للقوانين الداخلية و تعميق للديمقراطية الحزبية وتنظيم لحق الاختلاف، قرر المجلس الوطني إطلاق صيرورة التحضير للمؤتمر الوطني الثالث للحزب، وأقر تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر من أعضاء المجلس الوطني ومن أطر حزبية فاعلة من خارج المجلس، كما أوصى بإشراك تعبيرات من المجتمع المدني في سيرورة التحضير. ودعا المجلس الوطني اللجنة التحضيرية ومختلف الأجهزة الحزبية للعمل على توفير الظروف الأدبية والتنظيمية والمادية والمالية لعقد المؤتمر الوطني في أفق شهر ماي من سنة 2010.
وفي الأخير، يهيب المجلس الوطني بكل مناضلات ومناضلي الحزب لاستنهاض طاقاتهم النضالية للانخراط بفعالية في توفير الشروط السياسية والتنظيمية لإنجاح المؤتمر الوطني الثالث لحزبنا في إطار تعزيز مكتسبات حزبنا في مجال الديمقراطية الداخلية وتعدد الآراء، ومن أجل تحقيق الديمقراطية في مجتمعنا ووطننا.
وقد سجل المجلس الوطني في تحليله للوضع الوطني العام، بأن البلاد قد دخلت مرحلة سياسية جديدة، سمتها الأساسية إغلاق السلطة الحاكمة للحقل السياسي في كل المجالات، مما يهدد في العمق المشروع الديمقراطي الذي يجسد طموح الشعب المغربي في الانتقال إلى ديمقراطية تمثل المدخل الوحيد لإنقاذ الوطن وتمكينه من مواجهة التحديات المطروحة عليه داخليا وخارجيا، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
ومن التجليات البارزة لهذا الخيار المخزني، انخراط أجهزة الدولة بنفوذها وأعوانها في الدعم المكشوف لحزب السلطة الجديد، واستخدام القضاء وخرق القوانين لخدمة مصالحه، ولبسط سيطرته على المؤسسات والمجالس المنتخبة.
ومن الآثار السلبية لهذا النهج، العديد من مظاهر التردي السياسي والأخلاقي الذي عرفه المسلسل الانتخابي، الذي خضع للتزوير السافر والإفساد باستعمال المال واستغلال الدين، ونفوذ أعيان السلطة وتجار المخدرات.
ويترافق هذا الوضع، بشكل مقصود، مع حملات ممنهجة للإجهاز على الحد الأدنى من مكاسب نضالات الشعب المغربي وقواه الديمقراطية في مجال الحريات العامة والفردية، وخاصة حرية الرأي والتعبير والحق في التنظيم والتظاهر.
وفي ظل هذه الاختيارات السياسية اللاديمقراطية، تستمر أوضاع الاحتقان الاجتماعي، من خلال المزيد من تدهور الأحوال المعيشية لأوسع فئات شعبنا، بسبب إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الخدمات العمومية من تعليم وصحة وسكن، وموجات الغلاء المتصاعدة التي لا تساهم الدولة بأي إجراء في تخفيف آثارها، فضلا عن رفض الحكومة الاستجابة للمطالب النقابية للشغيلة ولو في حدودها الدنيا.
واقتصاديا، يترسخ اتجاه تركيز وتمركز الثروة في أيدي المتحكمين في مراكز السلطة السياسية، وعدد محدود من العائلات المخزنية واللوبيات المرتبطة بمواقع النفوذ والامتيازات، التي تحتكر القطاعات الإنتاجية والخدماتية والمضارباتية المربحة، وتلغي كل قواعد المنافسة والشفافية حتى في حدودها الدنيا، وتبقي المجال الاقتصادي مرتعا لنظام الريع والفساد والزبونية والمحسوبية والرشوة.
وقد خلص المجلس الوطني، من خلال رصده لاتجاه البلاد نحو الأفق المسدود والسير في اتجاه المجهول، بالرغم من محاولات الدولة للتغطية على هذا المآل بترديد واجترار خطابات ووعود موجهة للاستهلاك الدعائي حول "الأوراش الكبرى" و"التنمية البشرية" "والديمقراطية والحداثة" المزعومة، خلص المجلس، إلى إعلان المواقف التالية:
- إن ما تتطلبه القضية الوطنية من أجل التثبيت النهائي للوحدة الترابية ووحدة الشعب المغربي، يقتضي العمل على كسب معركة الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة بين الفئات الاجتماعية والمناطق الجغرافية، وتحقيق التنمية المتضامنة التي تعبئ كل الطاقات الوطنية الكفيلة بوضع البلاد على سكة مواجهة التحديات العالمية والجهوية.
- إن استمرار تزوير وإفساد العمليات الانتخابية، الذي يعبر عن قرار سياسي يهدف إلى التحكم الكامل في خريطة المؤسسات التمثيلية، من أجل استكمال عملية إغلاق الحقل السياسي، هو المسؤول عن فقدان المصداقية والثقة في المؤسسات وعن تبخيس العمل السياسي والحزبي، وبالنتيجة عن استنكاف أغلبية واسعة من المواطنين عن المشاركة في مختلف الانتخابات، وهو ما أدى إلى أزمة عميقة في النسق السياسي، تجلت في انفصام بين المجتمع وبين الدولة والمؤسسات التمثيلية والأحزاب.
- إن كل الخطابات والممارسات و"الإشارات" الرسمية تؤكد غياب أية إرادة سياسية للقيام بالإصلاحات السياسية والدستورية والمؤسساتية التي تتطلبها ضرورة معالجة الاختلالات البنيوية للنظام السياسي، بل تتم حاليا محاولة الالتفاف على هذه الضرورة الملحة بإطلاق وعود والإيهام بإجراء "إصلاحات" جزئية وشكلية ستبقى، حتى وإن نفذت، ضعيفة الأثر في الحد من مظاهر التحكم والإفساد.
- وانسجاما مع روح المسؤولية والشجاعة السياسية التي تميز مواقف حزبنا، الحزب الاشتراكي الموحد، توقف المجلس الوطني عند أوضاع القوى الديمقراطية واليسارية، وموقعها ودورها فيما يخص جانبها من المسؤولية في الأزمة السياسية الشاملة للبلاد، فأكد على أهمية وعي كل الديمقراطيين واليساريين بمخاطر المرحلة السياسية الجديدة والتحديات التاريخية التي تطرحها على الجميع، ودعا إلى استنهاض كل الطاقات السياسية والفكرية التقدمية من أجل إعادة الجذوة للنضال الديمقراطي، الذي يمثل الأمل الحقيقي لشعبنا كسبيل وحيد لإنقاذ الوطن وتحقيق الديمقراطية والكرامة لمواطنيه.
- وفي هذا الإطار يؤكد المجلس الوطني على المبادرة السياسية التي أقرها في دورته السابقة، والقاضية بفتح "حوار سياسي منظم بين القوى التقدمية المغربية من أجل الاتفاق على مبادئ وبرنامج وصيغة متقدمة للعمل المشترك"، تكون أرقى من التحالف وإن لم تصل إلى لاندماج. وقد استعرض المجلس نتائج أشغال اللجنة الحزبية المشكلة لهذا الغرض، والخطوات التي قام بها المكتب السياسي ومقترحاته المستقبلية بهذا الصدد، وأقر العمل على تفعيلها قياديا وقاعديا، ودعا إلى عقد إطار للأحزاب التقدمية الستة، لتوفير شروط الانطلاقة العملية للمبادرة.
- وفي نفس الإطار، قرر المجلس الوطني العمل على الارتقاء بتحالف اليسار الديمقراطي إلى مستوى تحالف سياسي على قاعدة أرضية سياسية موحدة وعمل ميداني مشترك في مختلف المجالات.
- كما دعا المجلس الوطني إلى دعم كل المبادرات الوطنية والمحلية للحوار بين اليساريين، وقرر التفاعل الإيجابي مع اللقاءات والأنشطة المتعلقة بالعمل الوحدوي اليساري.
- وإذ يعتبر المجلس الوطني أن لا ديمقراطية بدون حريات، فإنه يندد بالهجمات الرسمية المتواترة والمتصاعدة على الحقوق السياسية والحق في التنظيم من خلال العودة إلى حملات الاعتقال السياسي والمحاكمات السياسية التي تستخدم القضاء لتصفية الحسابات السياسوية. وفي هذا الإطار، يجدد تضامنه مع المعتقلين السياسيين الستة، ومنهم رفيقنا حميد نجيبي، ويطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في ملفات التعبير عن الرأي والتظاهر والاحتجاج السلمي. كما يستنكر المجلس الحملة الشرسة على حرية الرأي والتعبير من خلال المتابعات الظالمة لعدد كبير من الصحافيين وإخضاعهم لاستنطاقات تعذيبية، ويدين الإجراءات التعسفية التي بلغت حد حجز الصحف وإتلاف أعداد منها، بل وإغلاقها خارج القانون في اتجاه إعدامها. وفيما يتعلق بالإعلام العمومي، يستنكر المجلس استمرار احتكاره من طرف السلطة وأدواتها السياسية وخضوعه للهواجس الأمنية وإغلاقه في وجه التعبيرات السياسية والثقافية المتعددة.
- وبخصوص تطورات قضية الشهيد المهدي بنبركة، يؤكد المجلس الوطني أن لا إنصاف ولا مصالحة بدون الإعلان عن الحقيقة كاملة في هذا الملف وفي كل حالات الاختطاف والاختفاء القسري. وهو ما لم يتحقق لحد الآن لغياب الإرادة السياسية لدى الدولة المغربية في كشف الحقيقة والوصول إلى المساءلة.
- وعلى المستوى العربي، يدين المجلس الوطني الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على القدس والمسجد الأقصى، ويندد بالصمت الرسمي العربي وبمحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية خضوعا للضغوطات الأمريكية. ويستنكر بقوة محاولات الالتفاف على تقرير المجلس الدولي لحقوق الإنسان عن جرائم الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة،
- وعلى المستوى الدولي، يعتبر المجلس أن المسؤول عن الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها الكارثية على شعوب العالم هو منطق الاستغلال والربح السريع الذي فرضه الرأسمال المالي، وأن تجاوز آثار هذه الأزمة يتطلب بناء نظام اقتصادي عالمي جديد متوازن ومحافظ على البيئة والثروات المشتركة للبشرية.
وعلى المستوى الحزبي ، وبعد تدارسه للأداء الحزبي خلال الانتخابات الأخيرة، يحيي المجلس الوطني مناضلات ومناضلي الحزب الذين رفعوا عاليا راية ومبادئ الحزب الاشتراكي الموحد، ودافعوا عن النزاهة والمصداقية وتصدوا بحزم وبقوة لإغراءات وأساليب إفساد العمليات الانتخابية. كما أقر المجلس تفعيل مبدأ عدم الإفلات من المحاسبة بالنسبة لبعض أعضاء الحزب و/أو مرشحيه الذين خرجوا عن مبادئ وتوجيهات الحزب في أي من مراحل المسلسل الانتخابي، وأوصى بتشكيل لجنة لتدقيق هذه المخالفات والإجراءات الانضباطية المناسبة لها حسب الحالات، طبقا لما تنص عليه قوانين الحزب ومدونة السلوك.
كما دعا المجلس كافة الرفيقات والرفاق وتنظيمات الحزب إلى التعبئة حول الأولويات البرنامجية لحزبنا، والمتمثلة في النضال من أجل إصلاح النظام السياسي والانخراط في النضالات الاجتماعية والحركات الاحتجاجية ومحاربة نظام الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات.
واستمرارا لترسيخ وتعزيز مكاسب حزبنا في مجال تحديث ودمقرطة العمل الحزبي، بما تعنيه من احترام للقوانين الداخلية و تعميق للديمقراطية الحزبية وتنظيم لحق الاختلاف، قرر المجلس الوطني إطلاق صيرورة التحضير للمؤتمر الوطني الثالث للحزب، وأقر تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر من أعضاء المجلس الوطني ومن أطر حزبية فاعلة من خارج المجلس، كما أوصى بإشراك تعبيرات من المجتمع المدني في سيرورة التحضير. ودعا المجلس الوطني اللجنة التحضيرية ومختلف الأجهزة الحزبية للعمل على توفير الظروف الأدبية والتنظيمية والمادية والمالية لعقد المؤتمر الوطني في أفق شهر ماي من سنة 2010.
وفي الأخير، يهيب المجلس الوطني بكل مناضلات ومناضلي الحزب لاستنهاض طاقاتهم النضالية للانخراط بفعالية في توفير الشروط السياسية والتنظيمية لإنجاح المؤتمر الوطني الثالث لحزبنا في إطار تعزيز مكتسبات حزبنا في مجال الديمقراطية الداخلية وتعدد الآراء، ومن أجل تحقيق الديمقراطية في مجتمعنا ووطننا.
عقد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد دورته الثامنة يوم الأحد 04 أكتوبر 2009 بالمقر المركزي للحزب بالدار البيضاء.
وقد سجل المجلس الوطني في تحليله للوضع الوطني العام، بأن البلاد قد دخلت مرحلة سياسية جديدة، سمتها الأساسية إغلاق السلطة الحاكمة للحقل السياسي في كل المجالات، مما يهدد في العمق المشروع الديمقراطي الذي يجسد طموح الشعب المغربي في الانتقال إلى ديمقراطية تمثل المدخل الوحيد لإنقاذ الوطن وتمكينه من مواجهة التحديات المطروحة عليه داخليا وخارجيا، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
ومن التجليات البارزة لهذا الخيار المخزني، انخراط أجهزة الدولة بنفوذها وأعوانها في الدعم المكشوف لحزب السلطة الجديد، واستخدام القضاء وخرق القوانين لخدمة مصالحه، ولبسط سيطرته على المؤسسات والمجالس المنتخبة.
ومن الآثار السلبية لهذا النهج، العديد من مظاهر التردي السياسي والأخلاقي الذي عرفه المسلسل الانتخابي، الذي خضع للتزوير السافر والإفساد باستعمال المال واستغلال الدين، ونفوذ أعيان السلطة وتجار المخدرات.
ويترافق هذا الوضع، بشكل مقصود، مع حملات ممنهجة للإجهاز على الحد الأدنى من مكاسب نضالات الشعب المغربي وقواه الديمقراطية في مجال الحريات العامة والفردية، وخاصة حرية الرأي والتعبير والحق في التنظيم والتظاهر.
وفي ظل هذه الاختيارات السياسية اللاديمقراطية، تستمر أوضاع الاحتقان الاجتماعي، من خلال المزيد من تدهور الأحوال المعيشية لأوسع فئات شعبنا، بسبب إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الخدمات العمومية من تعليم وصحة وسكن، وموجات الغلاء المتصاعدة التي لا تساهم الدولة بأي إجراء في تخفيف آثارها، فضلا عن رفض الحكومة الاستجابة للمطالب النقابية للشغيلة ولو في حدودها الدنيا.
واقتصاديا، يترسخ اتجاه تركيز وتمركز الثروة في أيدي المتحكمين في مراكز السلطة السياسية، وعدد محدود من العائلات المخزنية واللوبيات المرتبطة بمواقع النفوذ والامتيازات، التي تحتكر القطاعات الإنتاجية والخدماتية والمضارباتية المربحة، وتلغي كل قواعد المنافسة والشفافية حتى في حدودها الدنيا، وتبقي المجال الاقتصادي مرتعا لنظام الريع والفساد والزبونية والمحسوبية والرشوة.
وقد خلص المجلس الوطني، من خلال رصده لاتجاه البلاد نحو الأفق المسدود والسير في اتجاه المجهول، بالرغم من محاولات الدولة للتغطية على هذا المآل بترديد واجترار خطابات ووعود موجهة للاستهلاك الدعائي حول "الأوراش الكبرى" و"التنمية البشرية" "والديمقراطية والحداثة" المزعومة، خلص المجلس، إلى إعلان المواقف التالية:
- إن ما تتطلبه القضية الوطنية من أجل التثبيت النهائي للوحدة الترابية ووحدة الشعب المغربي، يقتضي العمل على كسب معركة الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة بين الفئات الاجتماعية والمناطق الجغرافية، وتحقيق التنمية المتضامنة التي تعبئ كل الطاقات الوطنية الكفيلة بوضع البلاد على سكة مواجهة التحديات العالمية والجهوية.
- إن استمرار تزوير وإفساد العمليات الانتخابية، الذي يعبر عن قرار سياسي يهدف إلى التحكم الكامل في خريطة المؤسسات التمثيلية، من أجل استكمال عملية إغلاق الحقل السياسي، هو المسؤول عن فقدان المصداقية والثقة في المؤسسات وعن تبخيس العمل السياسي والحزبي، وبالنتيجة عن استنكاف أغلبية واسعة من المواطنين عن المشاركة في مختلف الانتخابات، وهو ما أدى إلى أزمة عميقة في النسق السياسي، تجلت في انفصام بين المجتمع وبين الدولة والمؤسسات التمثيلية والأحزاب.
- إن كل الخطابات والممارسات و"الإشارات" الرسمية تؤكد غياب أية إرادة سياسية للقيام بالإصلاحات السياسية والدستورية والمؤسساتية التي تتطلبها ضرورة معالجة الاختلالات البنيوية للنظام السياسي، بل تتم حاليا محاولة الالتفاف على هذه الضرورة الملحة بإطلاق وعود والإيهام بإجراء "إصلاحات" جزئية وشكلية ستبقى، حتى وإن نفذت، ضعيفة الأثر في الحد من مظاهر التحكم والإفساد.
- وانسجاما مع روح المسؤولية والشجاعة السياسية التي تميز مواقف حزبنا، الحزب الاشتراكي الموحد، توقف المجلس الوطني عند أوضاع القوى الديمقراطية واليسارية، وموقعها ودورها فيما يخص جانبها من المسؤولية في الأزمة السياسية الشاملة للبلاد، فأكد على أهمية وعي كل الديمقراطيين واليساريين بمخاطر المرحلة السياسية الجديدة والتحديات التاريخية التي تطرحها على الجميع، ودعا إلى استنهاض كل الطاقات السياسية والفكرية التقدمية من أجل إعادة الجذوة للنضال الديمقراطي، الذي يمثل الأمل الحقيقي لشعبنا كسبيل وحيد لإنقاذ الوطن وتحقيق الديمقراطية والكرامة لمواطنيه.
- وفي هذا الإطار يؤكد المجلس الوطني على المبادرة السياسية التي أقرها في دورته السابقة، والقاضية بفتح "حوار سياسي منظم بين القوى التقدمية المغربية من أجل الاتفاق على مبادئ وبرنامج وصيغة متقدمة للعمل المشترك"، تكون أرقى من التحالف وإن لم تصل إلى لاندماج. وقد استعرض المجلس نتائج أشغال اللجنة الحزبية المشكلة لهذا الغرض، والخطوات التي قام بها المكتب السياسي ومقترحاته المستقبلية بهذا الصدد، وأقر العمل على تفعيلها قياديا وقاعديا، ودعا إلى عقد إطار للأحزاب التقدمية الستة، لتوفير شروط الانطلاقة العملية للمبادرة.
- وفي نفس الإطار، قرر المجلس الوطني العمل على الارتقاء بتحالف اليسار الديمقراطي إلى مستوى تحالف سياسي على قاعدة أرضية سياسية موحدة وعمل ميداني مشترك في مختلف المجالات.
- كما دعا المجلس الوطني إلى دعم كل المبادرات الوطنية والمحلية للحوار بين اليساريين، وقرر التفاعل الإيجابي مع اللقاءات والأنشطة المتعلقة بالعمل الوحدوي اليساري.
- وإذ يعتبر المجلس الوطني أن لا ديمقراطية بدون حريات، فإنه يندد بالهجمات الرسمية المتواترة والمتصاعدة على الحقوق السياسية والحق في التنظيم من خلال العودة إلى حملات الاعتقال السياسي والمحاكمات السياسية التي تستخدم القضاء لتصفية الحسابات السياسوية. وفي هذا الإطار، يجدد تضامنه مع المعتقلين السياسيين الستة، ومنهم رفيقنا حميد نجيبي، ويطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين في ملفات التعبير عن الرأي والتظاهر والاحتجاج السلمي. كما يستنكر المجلس الحملة الشرسة على حرية الرأي والتعبير من خلال المتابعات الظالمة لعدد كبير من الصحافيين وإخضاعهم لاستنطاقات تعذيبية، ويدين الإجراءات التعسفية التي بلغت حد حجز الصحف وإتلاف أعداد منها، بل وإغلاقها خارج القانون في اتجاه إعدامها. وفيما يتعلق بالإعلام العمومي، يستنكر المجلس استمرار احتكاره من طرف السلطة وأدواتها السياسية وخضوعه للهواجس الأمنية وإغلاقه في وجه التعبيرات السياسية والثقافية المتعددة.
- وبخصوص تطورات قضية الشهيد المهدي بنبركة، يؤكد المجلس الوطني أن لا إنصاف ولا مصالحة بدون الإعلان عن الحقيقة كاملة في هذا الملف وفي كل حالات الاختطاف والاختفاء القسري. وهو ما لم يتحقق لحد الآن لغياب الإرادة السياسية لدى الدولة المغربية في كشف الحقيقة والوصول إلى المساءلة.
- وعلى المستوى العربي، يدين المجلس الوطني الاعتداءات الصهيونية الأخيرة على القدس والمسجد الأقصى، ويندد بالصمت الرسمي العربي وبمحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية خضوعا للضغوطات الأمريكية. ويستنكر بقوة محاولات الالتفاف على تقرير المجلس الدولي لحقوق الإنسان عن جرائم الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة،
- وعلى المستوى الدولي، يعتبر المجلس أن المسؤول عن الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها الكارثية على شعوب العالم هو منطق الاستغلال والربح السريع الذي فرضه الرأسمال المالي، وأن تجاوز آثار هذه الأزمة يتطلب بناء نظام اقتصادي عالمي جديد متوازن ومحافظ على البيئة والثروات المشتركة للبشرية.
وعلى المستوى الحزبي ، وبعد تدارسه للأداء الحزبي خلال الانتخابات الأخيرة، يحيي المجلس الوطني مناضلات ومناضلي الحزب الذين رفعوا عاليا راية ومبادئ الحزب الاشتراكي الموحد، ودافعوا عن النزاهة والمصداقية وتصدوا بحزم وبقوة لإغراءات وأساليب إفساد العمليات الانتخابية. كما أقر المجلس تفعيل مبدأ عدم الإفلات من المحاسبة بالنسبة لبعض أعضاء الحزب و/أو مرشحيه الذين خرجوا عن مبادئ وتوجيهات الحزب في أي من مراحل المسلسل الانتخابي، وأوصى بتشكيل لجنة لتدقيق هذه المخالفات والإجراءات الانضباطية المناسبة لها حسب الحالات، طبقا لما تنص عليه قوانين الحزب ومدونة السلوك.
كما دعا المجلس كافة الرفيقات والرفاق وتنظيمات الحزب إلى التعبئة حول الأولويات البرنامجية لحزبنا، والمتمثلة في النضال من أجل إصلاح النظام السياسي والانخراط في النضالات الاجتماعية والحركات الاحتجاجية ومحاربة نظام الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان والحريات.
واستمرارا لترسيخ وتعزيز مكاسب حزبنا في مجال تحديث ودمقرطة العمل الحزبي، بما تعنيه من احترام للقوانين الداخلية و تعميق للديمقراطية الحزبية وتنظيم لحق الاختلاف، قرر المجلس الوطني إطلاق صيرورة التحضير للمؤتمر الوطني الثالث للحزب، وأقر تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر من أعضاء المجلس الوطني ومن أطر حزبية فاعلة من خارج المجلس، كما أوصى بإشراك تعبيرات من المجتمع المدني في سيرورة التحضير. ودعا المجلس الوطني اللجنة التحضيرية ومختلف الأجهزة الحزبية للعمل على توفير الظروف الأدبية والتنظيمية والمادية والمالية لعقد المؤتمر الوطني في أفق شهر ماي من سنة 2010.
وفي الأخير، يهيب المجلس الوطني بكل مناضلات ومناضلي الحزب لاستنهاض طاقاتهم النضالية للانخراط بفعالية في توفير الشروط السياسية والتنظيمية لإنجاح المؤتمر الوطني الثالث لحزبنا في إطار تعزيز مكتسبات حزبنا في مجال الديمقراطية الداخلية وتعدد الآراء، ومن أجل تحقيق الديمقراطية في مجتمعنا ووطننا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.