يقول تينيت انه قصد من مذكراته الدفاع عن شرفه وشرف زملائه في وكالة المخابرات المركزية الأميركية الذين تطاولت عليهم إدارة جورج بوش وزيفت مواقفهم وحملتهم ً وبهتاناً مسؤولية جرهم على الحرب في العراق وزجت بهم المسؤولين الرئيسيين عن عدم تفادي هجمات 11/09/2001.والمضحك في مذكرات جورج تينيت أنه رجم وعرى النظام في بلاد وكشف حقائق خافية عن الرأي العام العالمي والأمريكية.من أهمها: • لفت نظر القارئ أنه من أصل أعريقي. وأنه ثمرة زواج لوالدين عصاميين واستثنائيين, عانيا الويلات من النازية والشيوعية, ومن شظف العيش والحرمان والمتاعب في العالم الجديد اللذان هاجرا إليه,وتعرضت أسرتيهما لأهوال ومشقات ومتاعب قل أن عانتها أسرة أمريكية. وأنه مدين بشجاعته ونزاهته وإخلاصه وتفانيه في عمله وحسن تصرفه في الأمور الصعبة لوالديه. ولكنه بدل أن يتعظ مما تعرضت له والدته وأسرتها من مآسي, راح يرتكب من الجرائم والموبقات بحق الأفغان والعراقيين بما فعله كل المجرمين والبرابرة والإرهابيين والنازيين والفاشيين والعنصريين مجتمعين. • وأتهم مدراء الوكالة بالإهمال والتقصير لأنه حين عين مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأميركية كانت الوكالة في الحضيض وفي النفس الأخير قبل أن تموت. فالروح المعنوية لعناصرها في الحضيض,ومخترقة من قبل دول وجهات أخرى.وبعض أفرادها متهمون بتهم شتى من مثل بيعهم الكوكايين للأطفال. والتنسيق لا وجود له بين كافة الأجهزة.والسياسات الأمريكية ترسم أحياناً بمزاجية..وكثيرٌ مما لدى هذه الأجهزة من معلومات ليس سوى معلومات خاطئة ومغلوطة ولا تمت للحقيقة بصلة. وهذا التوصيف لحال الوكالة يدين رؤساء بلاده بتهم الإخلال بأمن البلاد والتقصير. ولكنه بهذا التوصيف يعطي الحق للرئيسين كلينتون ويوش بعدم الثقة بالوكالة وعدم اقتناعهما بتحليلاتها وبرفضهم لأطروحاته بالرد على العمليات الإرهابية ضد السفارات والمدمرة كول. والمضحك هو لماذا تصرف الأموال بمليارات الدولارات على وكالة لا يثق بها رؤساء بلاده. • وسخِر من إدارتي جورج بوش الأب وبيل كلينتون ومجلسي الكونغرس بفهمهم المغلوط لمعنى انتهاء الحرب الباردة حين خفضوا ميزانية الوكالة بنسبة 25%من .بينما بنظره كان من المفروض أن تزاد ميزانية الوكالة أكثر من ذي قبل. وهذا معناه أن بلاده بنظره دولة بوليسية سطوتها بأجهزتها الأمنية. • وأشتكى من أن مستشار الأمن القومي كلمته هي العليا والمسموعة ولا ينازعه أحد في صلاحياته. • وأنه هو من أعاد الوجه الإنساني للوكالة.وألزم القادة بالاهتمام والإنصات للعاملين تحت أمرتهم, وليس فقط للذين يحتلون المناصب الكبرى والهامة والحساسة.وهو من شكل هيكل قيادي يحظى بثقة هؤلاء العاملين.وأنه هو من استعان بالعفاريت والمجرمين وحتى بمن يجيد الألعاب السحرية والبهلوانية كي تنجح الوكالة.ووطد علاقاته بكل نائب وسيناتور ديمقراطي كان أم جمهوري يؤمن بأن المخابرات بحاجة إلى الدعم والمساعدة, ومع رئيسي مجلس الكونغرس لضمان زيادة المخصصات المالية للوكالة. وأفتتح مكتب تجنيد مركزي, جند من خلاله أعداد جديدة من العملاء المتنوعي الأعراق. وأنه استعان بشركات خاصة وشركات مرتزقة لتطوير تقنياتها وجهودها. وهو من خرج أكبر عدد من العملاء السريين المدربين على أعلى المستويات,والتي لم تشهدها بلاده من قبل. وحتى أنه وظف رموز الفن والسينما والثقافة والاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا الأميركية,والقيادات المسئولة عن استوديوهات السينما, وحدائق الترفيه, والمراكز الرياضية,والمرافق الكبرى وشبكات الاتصالات العالمية, وفي مقدمتها الانترنيت, لخدمة الوكالة كل في مجال عمله وتخصصه. أي أنه يفاخر بأنه سخر جميع شرائح المجتمع الأميركي ليكونوا جند الوكالة والأجهزة الأمنية الأخرى بحيث بات كل مواطن خفير. • نفى أن يكون للوكالة أية علاقات مع أسامة بن لادن أثناء حربه على الروس في أفغانستان. رغم أن الرئيس رونالد ريغان اجتمع مع زعماء المجاهدين و كرمهم واعتبرهم بمثابة المؤسسين التاريخيين لبلاده. • أكد للجنة التحقيق في هجمات أيلول حرفيا:أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقاعست عن الرد على الهجوم على المدمرة كول.وان تفادي هجمات 11/9/2001م كان ممكناً لولا بيروقراطية إدارة الرئيس جورج بوش.في حين أن لجنة التحقيق بأحداث 11/9/2001م ,خلصت إلى نتيجة أن منع حدوث الهجمات أمر مستبعد. وهو بهذا التناقض أراد أن يدحض اتهامات بوش للوكالة بالتقصير. • وأعتبر أن بيروقراطية إدارة بوش وعدم اهتمامها بقضية الإرهاب حالتا دون منح الوكالة الصلاحيات التي تخولها التصرف بحرية. ورغم اتهامه هذا فالشعب الأميركي صوت لبوش لولاية رئاسية ثانية. • وأنه أحبط مساعي القاعدة مابين عامي 2002م و2003م إلى شراء أسلحة نووية من روسيا. وهذا الكلام مضحك فامتلاك الأسلحة النووية يحتاج لخبرات وأجهزة وأماكن تخزين آمنة وكادر قادر على التعامل مع التقنية النووية والقاعدة وطالبان لا يتوفر لديهما هذه التقنية والأرضية. • كشف عن جهل الرئيس جورج بوش رغم إعلامه في كل يوم عن خطط القاعدة لضرب بلاده. حين ظن الرئيس بوش بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي فعلاً مدبرة هجمات 11/9/2001م.وكم هو محزن أن تحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية بمثل هذه الشخصية الجاهلة والغبية!!!!!! ولمه يعود ليناقض نفسه ويقول: حادث 11/9/2001م صقل رأس الرئيس جورج بوش فكان رابط الجأش , وحوله بطريقة لم يكن أحد ليتنبأ بها, حيث شهدت قيادته التالية اختلافاً هائلاً.وكم هو حائر ومحير!! • أتهم وزارة الدفاع ( البنتاغون) بأنها لم يكن لديها خطة جاهزة لمهاجمة القاعدة وطالبان في أفغانستان. و تينيت ربما لأنه غير عسكري لا يعلم بأن وضع مثل هذه الخطط يحتاج لقرار القيادة السياسية. • أعتبر أن حرب بلاده على الإرهاب لن يكتب له النجاح ما لم:تقتحم مشاكل البيئة التي يتربى فيها هؤلاء الإرهابيين لتكون في هذه البيئات حكومات أمينة, وتجارة حرة, وتنمية اقتصادية, وإصلاح في التعليم, وحرية سياسية,واعتدال ديني.وتشجيع العالم الإسلامي على حوار داخلي لحل مشكلاته وقضاياه. وأن على الغرب وبلاده تحمل مسؤولياتهم بمساعد ة هذه البيئات مالياً لحل مشاكلها.وهو بكلامه هذا يدين نفسه وإدارته لأنه هو من كان يحرض إدارات بلاده لغزو دول لاقتلاع الإرهاب.وهو ووكالته لم يقدما هذه المعلومات والمقترحات للإدارة الأمريكية من قبل كي تعتمدها في محاربة الإرهاب ,وانه كان يحرض الرئيس كلينتون لشن الحرب على أفغانستان لاقتلاع الإرهاب. • في الحرب ضد الإرهاب فإنه أعتبر أن الحكومة الأمريكية ضلت طريقها وهي تسير نحو بغداد. بعد أن أظهرت أداءً رائعاً عندما اجتاحت معاقل القاعدة في أفغانستان بعد 11/9/2001م. وادعى بأنه فوجئ بأن قرار الحرب على العراق قرار قديم, ومعد سلفاً من جانب صقور ومحافظي إدارة الرئيس جورج بوش حتى قبل وصولهم إلى البيت الأبيض. وأصبح العراق الشغل الشاغل لطاقم الرئيس جورج بوش حتى قبل وصولهم إلى السلطة. حيث أن ديك تشيني طلب من وليام كوهين وزير الدفاع في عهد كلينتون, تقديم تقرير شامل وكامل عن العراق, والخيارات المتاحة فيما يتعلق بالعراق.بل معظم مسئولي الرئيس جورج بوش إخفاء ومدارة فشلهم في التعامل مع التحذيرات التي أطلقتها وكالة المخابرات المركزية من تنظيم القاعدة بعد أحداث 11/9/2001م باختلاق صلة تربط العراق وأسلحة دماره بتنظيم القادة رغم عدم وجود أي دليل بتورط العراق مع القاعدة أو في هجماتها. وتلاعبوا بعواطف الأمريكيين , واستغلالها عاطفيا من خلال رسالة ركزوا عليها, وفحواها: نحن لن نسمح أبدا بأن يفاجئنا أحد كما حدث في 11/9/2001م. وأننا في حالة العراق إذا ما تآكلت العقوبات ,وأستمر صبر المجتمع الدولي على صدام ,فسوف نستيقظ ذات يوم لنجد بحوزته سلاحاً نووياً, وحينها لن نكون في وضع يسمح لنا باحتواء تهديداته. ففي الوقت الذي كنت والوكالة منشغلين فيه بالمتطرفين حول العالم وحربهم ضدنا, كان أفراد إدارة الرئيس جورج بوش منشغلين بربط صدام حسين بالإرهاب وبتنظيم القاعدة. وهذا الكلام يدين تينيت نفسه لأنه خدع كولن باول و حضر معه جلسة مجلس الأمن الدولي لتضليل شعبه وشعوب العالم لتبرير غزو بلاده للعراق. • لم تكلف إدارة الرئيس جورج بوش نفسها حتى إثارة احتمالات احتواء العراق. ولم تجري أية نقاشات جادة حول قرارها بغزو العراق.بل أنها كانت تعتبر الغزو أمرا واقعا. ولم تبحث جدياً فيما إذا صدام يمثل تهديداً عاجلاً لأمن الولاياتالمتحدةالأمريكية.وأنه منذ اليوم الثاني للهجمات كان فيث وريتشارد بيرل يصران في الاجتماعات مع بوش على أن الحملة يجب أن تتجه على الفور إلى بغداد. وعلى إدراج صدام على لائحة من تشملهم عملية الرد على هذه الهجمات. و رايس قالت في تموز 2002م ,أن قرار غزو العراق تم اتخاذه, وما لم يخضع العراق لكل شروطنا فالحرب ستقع لا محالة. وأعترف بول وولفوتيز لمجلة /فانينتي فير/ في أيار 002م أن الرأي أستقر على غزو العراق,وتغيير النظام ,لأن هذا العمل كان القضية الوحيدة التي بوسع الجميع الاتفاق عليها. والسؤال لماذا قبل تينيت لنفسه أن يكون حصان طروادة ولم يقدم استقالته ويصارح شعبه بالحقيقة في حينها!!!!!! • قرار الحرب على العراق لم يتخذ بسبب معتقدات أساسية, وحسابات إستراتيجية, ورؤية إيديولوجية. وإنما مضت إدارة بوش إلى خوض الحرب بسبب رؤيتها التي لا تستند إلى الواقع. وإنما تتركز فقط على أن التحول الديمقراطي للشرق الأوسط من خلال البدء بتغيير النظام في العراق سيكون جديراً بتكبد عناء ودفع ثمنه. وتذرعت بأسلحة الدمار كقناع لتسوق الغزو في أوساط الأمريكيين.كان لديك تشيني تأثير كبير ولا محدود على الرئيس جورج بوش. وكان يريد هو وباقي شلته من الوكالة تقديرات وتقارير تتفق وتتلاءم مع نواياهم المبيتة ورغبتهم المتعمدة في الذهاب إلى الحرب. وأن عناصر إدارة الرئيس جورج بوش كانوا يضغطون علينا حتى نقول ما يرضيهم. أي التأكيد على وجود صلة بين صدام والقاعدة والهجمات. وفي مقدمة هؤلاء ديك تشيني وولفوتيز وسكوتر ليبي, الذين كلما نفينا هذه الصلة طالبونا بإعادة البحث, وإعادة البحث وهكذا دواليك.وهذا الكلام يدين تينيت أيضاً لأنه آثر الحفاظ على منصبه على الرغم مما يحاك من خداع ضد الشعب الأمريكي والعالم!!!!! • وجه السيناتور بوب جراهام رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ برسالة إلى تينيت يطلب منه جعل تقدير المخابرات القومية يتضمن : قيام العراق بتطوير أسلحة دمار شامل, وتبيان أوضاع القوات العسكرية العراقية, وأستعداداتها وقدراتها على القتال, وتأثير أي هجوم أمريكي ضد العراق على دول الجوار, ورد فعل صدام المحتمل على حملة عسكرية أميركية تستهدف تغيير النظام في العراق. وحتى أن بعض أعضاء الكونغرس طلبوا منا تقييم قدرة الجيش الأميركي على القيام بعمليات في العراق, رغم انه ليس من مهمتنا أو اختصاصنا. وبعد تردد وافقت بتاريخ 12/9/2002م وطلبت من أفراد مجلس الاستخبارات الوطنية إعداد تقرير استخباراتي . رغم أن إعداد هذه التقارير تستغرق كأمر طبيعي من ستة إلى عشرة أشهر. وكان علينا إعدادها في ثلاثة أسابيع , رغم أن هذه الفترة قصيرة ومختزلة ومبسترة إلا أنها لم ترضي بعض أعضاء الكونغرس الذين يريدونها فورا. وراح جراهام وآخرون ينتقدوننا في الصحف ووسائط الإعلام, لما وصفوه بالتباطؤ من جانب الوكالة في تقديم التقديرات الإستخباراتية الخاصة بأسلحة الدمار الشامل العراقية. لأنه كان من المقرر أن يتم التصويت في الكونغرس على تخويل الرئيس جورج بوش سلطة إعلان الحرب في أوائل شهر تشرين الأول أي بعد أقل من شهر. حتى أن ضابط الاستخبارات القومية بوب وولبول والمعروف بنزاهته وقدراته ومهاراته العالية في التحليلات الإستخباراتية , والذي كان المسئول عن مثل هذه التقديرات الخاصة بالعراق مع عدة وكالات وأجهزة إستخباراتية أخرى, كانت ترتسم على وجهه علامات القلق والتعجب والاستغراب. وقال لي مستنكرا: مازلت لا أومن بهذه الحرب, بعض الحروب لها ما يبررها , ولكن قطعا ليست هذه الحرب.فما كان مني إلا أن أقول له: نحن لا نضع السياسات, مهمتنا هي إبلاغ الناس بما نعرفه , وما نعتقده ,عمن يفعل ماذا, ليتخذوا ما يحلوا لهم من قرارات حيال ما نبلغهم إياه. وكلام تينيت يدينه ويدين أعضاء الكونغرس الذي شاركوا في خداع الشعب الأميركي. • يقر تينيت قائلاً: لم أفعل ما أراه صوابا في ذلك الوقت من إعداد التقرير, لضغط الوقت, ولتعرضي لضغوط سياسية هائلة, وإدارة تريد منا تقديم مبررات لتسويقها شعبيا لكي تذهب ببلادها إلى الحرب. ولذلك لم تكن الوثيقة دقيقة, وأننا بالغنا في تقدير حجم التقدم الذي كان يحرزه صدام على طريق تطوير أسلحة .كما أن غلطتنا أن معلوماتنا لم تكن كافية لتقطع الشك باليقين في مسألة برامج أسلحة صدام حسين. ولذلك في ربيع 2004م , وأثناء مثولي الأخير أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب, مررت بلحظة كانت هي الأسوأ في سنوات رئاستي السبع عبر السيناتور نورم ديكس وكان صديقاً لي وللعاملين في أوساط مجتمع المخابرات, وذلك عندما تحدث بكلمات فظيعة عبرت عن رفضه لما جاء في التقديرات,وخاطبني قائلا:لقد اعتمدنا عليك جورج..... ولكنك هويت بنا إلى الحضيض. • أقر بأن مهمة الوكالة كانت هي استخراج وكتابة المعلومات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية. وفي سقف التوقعات العالي للحاضرين الاجتماعات مع الرئيس بوش لم يحظ عرضنا في بداياته بترحيبهم, وبدئوا يتحولون إلى وجوه مكفهرة عليها علامات الغيظ الشديد.فشعرت بخيبة الأمل لأننا أضعنا الوقت بتكرار ما قدمناه من قبل,وأنه بالإمكان تضمين بعض المعلومات التي وردت بتقديرات المخابرات القومية. ومع ذلك حيا الرئيس بوش ما نعرضه وقال: حسنا بروفة جيدة. ومن ثم أردف قائلا: ولكن ما سمعته لتوي لا يحتمل أن يشد الرأي العام, ويمكننا أن نضيف بعض التوابل للعرض بإحضار بعض المحامين المتمرسين في عرض القضايا بالطرق التي ينجحون معها في استمالة المحلفين. وسئُلت عما إذا كان لدينا معلومات أضافية لم نضمنها عرضنا,وكنت واثقاً من أن لدينا بالفعل,فقلت أن بإمكاننا الكشف عن معلومات واتصالات وإشارات أعترضناها وصور التقطتها أقمارنا الاصطناعية لمساعدة الرأي العام لفهم ما نعتقد في صحته.وأبلغت الرئيس جورج بوش أن تعزيز العرض ببعض المعلومات في نفس الإطار الذي يرتكز عليه عرضنا هو Slam Dunk أي مسألة مضمونة أي بمعنى سنفعل ذلك فعلاً. ولكن هذه الكلمة سلخت من مضمونها وإطارها و واعتبروها تأكيداً مني على امتلاك العراق لأسلحة الدمار وأن إدانته بهذه التهمة ضربة مضمونة أو مسألة منتهية.وأن الإدارة تبنت خيار الذهاب إلى الحرب اتكاء على عبارة Slam Dunk ) سلام دانك).وكم بوش ورموز إدارته مضحكون حين ترسم السياسية وتشن الحروب بذرائع الكذب والخداع وتحوير الألفاظ والتعابير وخداع وتضليل الرأي العام وبسيناريو أفلام الرعب والجنس. • لم أكن اعرف أن ما جمعناه ليكون بمثابة خطاب للرئيس جورج بوش في الأممالمتحدة ومفاده أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لو أرادت وحلفائها كسب التأييد الدولي لغزو العراق, فلابد من خلق نقاش هائل يؤدي إلى تحويل الشكوك إلى تحالف للإدارة سيتحول فيما بعد على كارثة.وكلام تينيت هذا إهانة لشعبه حين يدفع ببلادهم إلى كارثة هزائم وهو من يقود أعلى وكالة إستخباراتية!!!! • فكر تينيت بعدم قبول وسام الحرية الذي قلده بوش إياه.ولكنه قبله عندما تأكد أن حيثياته تتعلق كلها بجهود الوكالة في مكافحة الإرهاب ولا تتضمن أية إشارة لحرب العراق. ولكنه بلع الطعم حين قبله فمن قلده الوسام هو من خدع تينيت حوله إلى كباش فداء لما لحق ببلاده من كوارث. • أعتبر تينيت كونداليزا رايس بكونها:الداهية التي تعشش داخل مخ الرئيس وتعرف كيف يفكر وفيما يفكر.في الوقت الذي تنأى فيه بنفسها عن الدخول في صراعات علنية مع أفراد الإدارة فيما يتعلق برسم السياسات ووضع الخطط واتخاذ القرارات,مفضلة أن تحتفظ بقدرتها على التأثير على الرئيس بعيداً عن المناقشات والمداولات الجماعية.وهذا معناه أن بوش كان يقود بلاده بعقل امرأة هي رايس. • وصف تينيت دونالد رامسفيلد وزير الدفاع بقوله:كان لا يرى الواقع بعينه كما هو قائم, وإنما يراه حسب ما يريد ويرغب أن يراه.وكم هو محزن أن يقاد الجيش الأميركي من رجل يعيش في الأحلام. • ويتهم تينيت تشيني بأنه هو من كان وراء عمليات التجسس على الأمريكيين والتنصت على هواتفهم دون مراعاة حق الخصوصية. وهذا معناه أن بلاده تحكم برأسين عقل امرأة وعقل ديكتاتور. ثم يتابع تينيت توصيف بعض الشخصيات والأحداث وإصدار أحكامه على كثير من الأمور. حيث يقول: • نتنياهو وعصابته صعبي المراس ويربطون تحقيق انفراج بعملية السلام مع الفلسطينيين بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد. وحين يفشلان يهددان باعتبار أن ما تم الاتفاق عليه مع الإدارة الأمريكية بشأن السلام لاغياً. وكاد نتنياهو ينجح في الحصول على موافقة كلينتون لإطلاق بولارد لولا تهديد تينيت بالاستقالة.وكم هو مضحك ضعف رؤساء بلاده وهم يتعرضون لهذا الابتزاز!!!! • القاهرة وليست الرياض أو المدينة أو مكة هي العاصمة الثقافية للإسلام. واللواء عمر سليمان رجل طويل القامة يتمتع بالهيبة والوقار وشديد البأس. والرئيس مبارك ملامحه تنم عن الجدية, ويتمتع بقدر هائل من الحكمة, و بخفة الظل.وكان دائماً من أهم شركائنا الذين نعتمد عليهم في مكافحة الإرهاب. • إدارة كلينتون منحت ياسر عرفات دوراً محورياً.ولكن إدارة بوش لم تول عرفات مثل هذا الاهتمام أو الاعتبار أو هذا الدور.ومضحك تينيت حين يصدق أن بلاده هي صاحبة الحق في منح الدور لمن تريد. • الحقيقة أنني أعشق الإسرائيليين...لولعهم بالحياة.....وما فعلوه لنصرة أنفسهم وإقامة دولتهم. • ارتبطت بالفلسطينيينوعرفات كان جزء من هذا الارتباط.وهذا الارتباط زواج مصلحة. • الإسرائيليين كانوا يعرفون عرفات أفضل من أي شخص آخر في العالم. وحتى الفلسطينيين كانوا يعرفون أوجه القصور في شخصية عرفات.وطالبنا مساعدوه بإزاحته لكنهم لم يستمعوا إلينا جيداً,رغم يفينهم بأن هنتك حاجة ماسة إلى تغييره.لأن نظامه لا يتيح حق مساءلة النظام أو محاسبته أو فرض رقابة على تصرفاته. وكم النظام الأمريكي غير شفاف حين لم يحاسب أحد على ما ذكره تينيت!!!!!! • كان عرفات يعرف أنه لن يقود شعبه إلى الأرض الموعودة,فهو لم يكن موسى ولم يكن بن غوريون. • أنصح أي مدير مخابرات يشغل مكاني في المستقبل أن لا يبتعد عن الأضواء لأن ما ستقوله في الاجتماعات المغلقة سيتم تسريبه وتحويره وتحريفه ليستخدم ضدك .وعندما تحاول تصحيح لصورة يكون الوقت قد فات والصورة المسيئة قد ترسخت في الأذهان. • آخر شيء كان من الممكن أن أتصوره في حياتي هو أن أكون عضواً في كورس يوناني عندما وجدت نفسي خلف كولن باول في جلسة مجلس الأمن الدولي في 5/2/2003م.ولم أكن أعرف أن ما جمعناه وراح يعرضه باول على مجلس الأمن الدولي في مطالعته وعرضه سيتحول فيما بعد إلى كارثة. • مرؤوسي تيلر دريمهلر رئيس القسم الأوروبي حجب عني رسالة من مدير المخابرات الألمانية ورسائل رجل الوكالة في ألمانيا.و تينيت يقر بوجود عناصر في الوكالة كانت تعمل لصالح بعض رموز الإدارة الأميركية وتنسق معها وترتبط بها وتتجسس عليه وعلى الوكالة بدون علمه . • حجم عملياتنا السرية ضد صدام في الماضي كان على نفس الوتيرة سواء من حيث حجم التمويل, أو المهارات العملية,كما فعلنا ضد الروس مع أفغانستان إبان الحرب الباردة. ومع ذلك حكم علينا بعض حلفائنا التقليدين في الشرق الأوسط بأننا لم نكن جادين في سعينا للإطاحة بصدام حسين. مذكرات جورج تينيت منجم فضائح وكشف لعمليات فساد في دولة عظمى .ومع ذلك لا تجد أي رد فعل من الكونغرس,أو القضاء الأمريكي للتحقيق والتدقيق بما تطوع من أجله تينيت دفاعاً عن بلاده لينشر مذكراته. فلماذا لا يطالب الشعب الأمريكي بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة كل من اتهمهم تينيت في مذكراته؟ السبت:15/5/2010م