أماط مسؤول عسكري أمريكي رفيع سابق اللثام أن الولاياتالمتحدة منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كانت تتجهز لغزو العراق، والبحث عن مبررات لدخول حرب مع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن طريق دفعه إلى تصرف استفزازي يبرر الغزو الأمريكي. وسربت دار سان مارتن ناشر مذكرات رئيس الأركان الأمريكي الأسبق الجنرال هيو شيلتون، التي ستصدر خلال أيام، واقعة رواها الجنرال تؤكد المخطط الأمريكي. وقال الجنرال الذي تولى رئاسة الأركان المشتركة في أواخر عهد كلينتون وأوائل عهد خلفه جورج بوش، إن أحد أعضاء إدارة كلينتون تساءل خلال اجتماع في البيت الأبيض عن إمكانية تدبير حادث إسقاط طائرة عسكرية أمريكية فوق الأراضي العراقية لخلق مبرر لدخول الولاياتالمتحدة في حرب مع العراق، بشكل يضمن تعاطف وتأييد الرأي العام والمجتمع الدولي. ووفق صحيفة الخليج الإماراتية، أضاف الجنرال في مذكراته: ذلك الاجتماع جرى في أحد أيام 1997 ، وكان أحد الاجتماعات الدورية التي تعقد عادة في البيت الأبيض في شكل إفطار عمل أسبوعي، وحضرته وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت، ووزير الدفاع وليام كوهين، ومستشار الأمن القومي ساندي بيرجر، والسفير الأمريكي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون وليون بيرث كبير موظفي نائب الرئيس آل جور، ورئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية سي . آي . أيه جورج تينيت. ولم يكشف شيلتون صراحة عن صاحب الاقتراح، إلا أن نفيه بشكل غير مباشر أن يكون ذلك الشخص أيًا من كوهين أو ريتشاردسون أو بيرجر أو تينيت الذين كانوا مشغولين بأحاديث جانبية، حصر هوية صاحبة أو صاحب الاقتراح في شخص مادلين أولبرايت وليون بيرث. ورجحت الصحيفة، حسب سير سرد الواقعة، أن تكون مادلين أولبرايت هي التي تساءلت عن إمكانية تدبير حادث ما. وقد فوجىء شيلتون بمن يسأله: أنا أعرف أنه من غير المفترض أن أسأل مثل هذا السؤال، ولكن هل نحن في حاجة لإيجاد مبرر لدخول العراق وإزاحة صدام في حادثة مميزة تجعل موقفنا جيدًا في عيون العالم؟ هل ممكن أن نجعل إحدى طائراتنا يو 2 تطير على ارتفاع منخفض وبسرعة بطيئة لنضمن أن يسقطها نظام صدام حسين. وحسب شيلتون، فإنه ساعتها شعر بتصلب في أسنانه وكاد شعر رأسه يقف، قبل أن يتحكم في لحظة انفجار انتابته، فتماسك ورد على محدثته (أو محدثه) قائلاً: طبعًا نستطيع فعل ذلك حالما يكون صاحب هذه الفكرة قادرًا على قيادة الطائرة المقصودة.