اعترف رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير أنه لم يكن يتوقع تداعيات ما وصفه بالكابوس العراقي, ففي مذكراته التي صدرت تحت عنوان" رحلة" المكونة من 736 صفحة, والتي بدأ بيعها بنصف ثمنها الاصلي في بريطانيا, ذكر ان البذور الاولى للحرب بدأ الاعداد لها في فترة الرئيس بيل كلينتون, غير انه اضاف ان التخطيط الحقيقي لغزو العراق, وضع قيد التنفيد بعد اجتماعه مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في ابريل عام 2002. كما كشف أن غزو العراق كان مرحلة سيتبعها غزو لدول اخرى من الشرق الاوسط في مقدمتها سوريا, ايران, حزب الله, وحماس, استجابة لسعي نائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني لاقامة عالم جديد بعد احداث 11 من سبتمبرحتى ولو كان ذلك باستعمال القوة. وفي محاولة لتبرئة ذمته من الحرب واستعادة هيبته التى فقدت في اوساط الرأي العام البريطاني, قال أنه يشعر بالاسى تجاه من ماتوا في الحرب, مضيفا انه ذرف دموع الحزن بعد لقائه بامرأة شابة مات زوجها خلال غزو العراق. لكنه قال أنه ليس نادما على قرار الانضمام لقوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةالامريكية, كما دافع عن قرار الحرب باعتباره كان قرارا صائبا. ورغم اعترافه أن المعلومات الاستخبارية المتعلقة ببرنامج العراق لصنع اسلحة دمار شامل كانت خاطئة, إلا انه قال أن النظام العراقي كان بامكانه تطوير اسلحة دمار شامل, وان صدام حسين شكل تهديدا لاستقرار المنطقة. والى جانب مواضيع اخرى كشربه الكحول يوميا, رغم معارضة زوجته, لتغلب على ضغوط العمل, الاميرة ديانا, وبيل كلينتون, شغل موضوع الحرب في افغانستان والعراق حيزا كبيرا من المذكرات, في محاولة لتبرير الحرب واضفاء الشرعية عليها. كما انتقذ خلفه, كلدون بروان, واصفا اياه بالذكي الذي يفتقد الى الغريزة الانسانية, وحمله هزيمة حكومة حزب العمال كنتيجة لتخليه عن "مبادىء حزب العمال". هذا واحتل الكتاب صدراة المبيعات في يوم الاول من عرضه, ووصف رئيس" راندوم هاوس" ,غيل ريبوك, المذكرات بالصراحة والشفافية , واسلوبها بيسره وسهولة فهمه, مضيفا ان قراءتها لن تقتصر فقط على السياسين والمهتمين بالسياسة بل ستشمل كل الراغبين في فهم تحديات القيادة في عالم اليوم.