لا يستطيع أي منا، مهما كان انتماؤه الأيديولوجي أو السياسي إلا أن يفرح لأي لقاء تواصلي مثمر ويلاقيه بالترحاب والتشجيع والمساندة، لأن إنصاف الجهود، وإحقاق الحقوق وتقدير المجهودات المبذولة، يوجب علينا أن نفخر بما تحقق لفاس الجديد من انجاز فني وثقافي في إطار الاحتفالات بيوم الأرض التي تحييها ولاية فاس بولمان عامة وجماعة المشور خاصة.. ومن ثم يظل التقدير مطلوبا والشكر واجبا لكل الذين عملوا على إنجاح المهرجان الأول للمشور فاس الجديد للشباب المثالي، سواء منهم "اللجنة التنظيمية أو ولاية جهة فاس بولمان، أوبلدية المشور فاس الجديد ممثلة في باشاها الجمعوي النشيط، ومنتخبيها وكل الذين وقفوا خلف أستار هذا الحدث الفني/الثقافي/العلمي الهام الذي كان لي حظ الإشراف عليه ومتابعته كمدير لمهرجان يستحق إطلالة عامة ووقفات تفصيلية. ففي الإطلالة العامة لابد للمتتبع من رصد انفتاح المهرجان على كافة فعاليات حي فاس الجديد ومخاطبة وجدان ساكنته واحتياجهم العارمة للفرح والفرجة والاحتفاء بما تعكسه ثقافتهم المتنوعة المزوجة مزجا مبدعا مع روحانية المكان وقدسية اللحظة التي يصعب أن تجتمع في غيره من المهرجانات الفنية والثقافية الأخرى التي درجت الإحتفال في عمومها بالفواكه والورود، من حب الملوك والتفاح إلى الزيتون، وتهتم بالحيوان، من الحصان إلى الحمار، وبالفن من الموسيقى الروحية والصوفية إلى الكناوية والأمازيغية، وغيرها من المهرجانات التي لا يُشك في جداوها ومفعولتها، ولا في صدق نوايا منظميها ووطنيتهم حماستهم وشغفهم لتنشيط الساحة الفنية المغربية وترقيتها.. رغم أن تنمية الأوطان لا يصنعها الاحتفاء بالحجر والفواكه والحيوان فقط، لأن التنمية بمفهومها الشامل، لا يمكن أن تثمر نتائجها إلا من خلال الإنسان المنتمي الذي يشعر بالأمن والأمان في وطنه. وبعيدا عن تلك الأنواع من المهرجانات التي نجل المجهودات المبدولة فيها، ونقدر القائمين عليها، يأتي مهرجان المشور فاس الجديد الأول "للشباب المثالي"- رغم المعيقات، وشح الإمكانات، وضعف فضاءات التصريف التي لم تثني رغم كثرتها منظميه عن المضي في طريق الإبداع والتدافع والتجريب لإنجاحه، بغية تغيير ما ترسخ في أذهان بعض ساكنة فاس من مفاهيم خاطئة جائرة أصبحت، مع الأسف، مسلمات تعتبر ساكنة فاس الجديد، قساة جفاة لا يؤلفون، ولا يألفون أحدا، ولا ترق قلوبهم، ولا يحسون بإحساس الآخرين، ولا يشاركونهم أفراحهم، ولا يشاطرونهم أحزانهم ،والعمل على ترسيخ المفاهيم الصحيحة والحقائق الأصيلة لجوهر هذا الحي المغبون، وذلك بإبراز ما زخر به الحي في ماضيه التليد، من شخصيات فذة لعبت أدوارا طلائعية خالدة، وقدمت تضحيات جليلة للحي والمدينة والوطن، والاهتمام بما يحويه (الحي) في حاضره، من شباب مثالي يتمتع بحس إنساني يقظ، وضمير متفتح متخذا من الصدق رمزا، ومن الأمانة والأخلاق الفاضلة شعارا نبيلا له، والدفع به للسعي نحو الكمال،مستقبلا، ينشد الأحسن ويتطلع للأرقى من الأخلاقي والمتقن من الأعمال، ويكافح لتحقيق المثل العليا في حيه ومجتمعه وإقامة مدينة فاضلة. كل ذلك من خلال مهرجان يهتم بالإنسان. ما جعل اللجنة المنظمة تجد نفسها أكثر انحيازا إلى مشروع تأطير الإنسان و تحسيسه بما يعمق الانتماء لديه و ينمي حسه الجماعي كمكون أساسي في العملية التنموية الشمولية بل الطريق الوحيد على درب تنمية الشعوب، والمعبر الأوحد لتثقيف الإنسان، عبر مسابقة فريدة، متفردة بل سابقة من نوعها، يُختار خلالها الشباب المثالي على أسس ثابتة ومقاييس معينة، بعيدة كل البعد عما يمتلكه الأشخاص من أرصدة بنكية، أو ما يرتدونه من ألبسة حريرية، أو ما يتعطرون به من أطايب غالية، أو ما ينتعلونه من أحذية فاخرة الصنع، والتي لا وزن لها في تميز الشخصية المثالية ومكانتها في مهرجاننا، وإن كانت لها اعتبار وأهمية كبيرة جدا كمقاييس في مهرجانات الأناقة والجمال التي لا دخل لها في مهرجاننا الأول هذا، حيث أن لكل مشترك من الشباب معايير معينة.. تعطى من خلالها .. درجة معينة.. و صاحب الدرج الكبرى والأفضل .. يفوز باللقب .. طبعاً الدرجة مبنية عن مدى ومقدار الإنتماء للحي والتضحية من أجل الرقيى به، وتنمية الحس التفاعلي ب "الجماعة" والحيز اللذين يعايشهما ويتفاعل معهما. وقد حقق المهرجان -الذي كان تتويجا لعمل بنائي- دينامية ثقافية وفنية حقيقية، وفرت للساكنة مجالات للتثقيف ودعم وتطوير وتحديث الإبداعات المنبعثة من عمق التراث، والأعراف الثقافية ما جعل رواد الحي وشبابه ينخرطون معا في فقراته بكل عفوية وتلقائية، خاصة من المائدة المستديرة التي عقدت بمركز "سيدي بوبكر بن عربي"، وإدارتها الدكتور حسن عاطش .وساهم في تنشيطها الأساتذة: الدكتور ناصر المتيوي مشكوري. والأستاذ محمد بوهلال . والأستاذ حميد طولست. وندوة "ذاكرة المشور فاس الجديد" الغنية بعطاءات ساكنتها، التي نظمت "بمقهى الناعورة" والتي كانت تصبو من خلالها إلى تحفيز مثقفي الحي روادا وروافع، ليرسمون السياسات المحلية- شعرا وفنا وعلما وسياسة- وإحياء ثرات الحي المنبعث من عمق التاريخ، الذي من شأنه أن تسهم في رفع مستوى فكر ووعي الإنسان الفاس الجديدي، وترسيخ قيم الجمال والخير في نفسه والرقي به ليكون شخصية ايجابية وبناءة تتطلع الى غد مشرق مبادرغيرعابئ بالمعوقات المحيطة به. وحتى لو لم يكن لهذا المهرجان من فضل إلا تجميع هذا العدد الغفير من أسر هذا الحي وتحفيز هذا الكم من فعالياته، وإخراج ذاك الزخم من مبدعيه المميزين الميدركين لدور الإبداع وأهميته، الذين يعطون للفن معناه السامي المترفع عن البهرجة، إلى جانب تتويجه شابين مثاليين من بين عدد كبير من شباب فاس الجديد، فيكفيه ذلك فخرا واعتزازا. وبالمناسبة فقد حاورنا الشابين الذين ثم إختيارههما فكان الحوار كاتالي: حيث قالت الشابة المثالية بعد الحمدلة والبسلمة: أود أن أقدم كل عبارات الشكر و الولاء لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده للذين سهروا على هذا المشروع الثقافي المتمثل في مهرجان الأول للشباب المثالي بفاس الجديد ويشرفني أن انقل لكم مقتطف عن سيرتي الذاتية و كذا ارتساماتي على المهرجان والتي يمكنني حصرها في كونها حياة عادية تعشتها كل شابة تنحني من عائلة متوسطة في وسط اجتماعي بسيط وفي حي شعبي كفاس الجديد الذي كان له الفضل الكبير للرفع من طموحاتي للحصول على أعلى الدرجات و أحسن المراتب بإذن الله ومساهمة أسرتي من اجل تحقيق طموحاتي و كذلك السهر على تربيتي تربية حسنة. الحمد لله الذي هابني أسرة متفهمة، منحني وأبوين حنونين تفانيا كثيرا من اجل التفوق في دراستي و كذلك جعل لي إخوة يسهرون على دعمي معنويا و ماديا فلهم الفضل جميعهم في استمرار مساري الدراسي رغم المعيقات وخصوصا المادية التي استطعت بفضل الله تخطيها لأساير دراستي العليا و اجتاز دراساتي المعمقة بنجاح وتوج ذلك بفضل الله باختياري شابة مثالية الشيء الذي أثلج صدري و أفرحني كثيرا. المهرجان بادرة جد طيبة وأنا جد ممتنة لكل من كان له يد فيه حتى لقي كل هذا النجاح. صحيح إن اختياري كشابة مثالية فاجئني لكوني لم اسمع من قبل عن مهرجان يقام لتكريم الشباب الشيء الذي أذهلني و أفرح كل العائلة و المقربين و كذا الجيران و جميع سكان حي مولاي عبد الله بفاس الجديد الذيم فرحوا لفوظي، فلهم مني كل تعابير الحب و االتقدير حقيقة هذه البادرة فتحت أبواب الأمل و المنافسة بين الشباب و الشابات و دفع بهم لدخول التجربة وأرى أن الفتاة المغربية قادرة على أن تكون شابة مثالية في كل شيء طموحاتها ومستواها العلمي و كذا الثقافي. و للفتاة الفاس الجديدية على الخصوص فتاة مثالية لعدة أسباب على رأسها العامل الاجتماعي فبالرغم عما يقال عن فاس الجديد و ما له من "سوء سمعة" لدى البعض فانه أنجب لنا العديد من الشباب و الشابات الفاضلات والمثقفات في العديد من المجلات و التخصصات فقد استطعن تحدي كل المعيقات وواصلن دراستهن وحصلن على شواهد عليا كوني فتاة لدي طموح أتمنى من الله عز وجل أن يساعدني لكي اصل مرادي لأرجع و لو الشيء القليل لعائلتي التي ضحت بالكثير من اجلي و احمل أنا كذلك مشعل المسسؤولية واقف بجانب إخوتي الصغار الذين هم في طريقهم للنجاح إنشاء الله وإيصالهم بإذن الله لمستوى أحسن و لم لا أن يكونوا الشباب المثالي للمستقبل إنشاء الله أتمنى أن أرى كل الشباب المغربي مثالي غير صانع قرار له كلمته ومسؤول فالشباب هو مشعل الغد و محور التطور و الازدهار فمن المعروف أن الموارد البشرية المثالية هي سر النجاح و النهوض بالمجتمعات خالص الشكر لأعضاء اللجنة المنظمة على اهتماماتكم وحرصكم لإنجاح هذا المهرجان أنا جد ممتنة لكم جميعا لمجهوداتكم الجبارة و حرصكم على إنجاح المهرجان شكرا لكما أمي و أبي على سهركم الليلي الطوال و على حرصكم على تربيتي وتحملكم الصعاب من اجلي اشكر أختي لمياء وأخي نبيل على مجهوداتهم و حبهم الكبير و كل ما فعلاه من اجلي كما أود أن اشكرهما على مساعدتهما و نصائحهم المتوالية اشكر أسرتي التي حرصت على دعمي و الوقوف بجانبي اشكر كل من تحمل عبئ السفر لمساندتي و مشاركتي هذه الفرحة أشكركم جميع أفراد عائلتي من أصغرهم إلى أكبرهم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........................................ وقال الشاب المثالي: بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين. أوجه شكري الخالص لكل أعضاء اللجنة المنظمة لأول تظاهرة من نوعها في فاس الجديد ألا وهي مهرجان الأول للشباب المثالي. والتي سلطت الأضواء على حينا الشعبي فاس الجديد الذي يعاني التهميش وسوء السمعة بسبب بعض الأراء المغلوطة المتداولة حوله. وقد كان لي الشرف أن اختارتني اللجنة المنظمة بتعاون مع السلطات المحلية كشاب مثالي لفاس الجديد على اعتبار السيرة الحسنة و الأخلاق الطيبة و ومثابرتي لبلوع الأهداف التي شهد بها ساكنة فاس الجديد وكل الأساتذة والمعلمين الذين درست عليهم رغم كل العراقيل. إنني من مواليد 1986 بفاس الجديد و بالضبط بلا لة غريبة حيث كنت أحظى باهتمام أهل الحي الدين علموني معنى التعاون و التألف و المحبة و الأخلاق الحميدة. لم أدرس كما هو الحال اليوم بالروض ولكن ب“الجامع أو لمسيد“من ثم درست مرحلة الابتدائية بمدرسة درب الزاوية والتي كان خلالها اهتمامي في فتراة الفراغ وخاصة بالصباح حيث كنت من عشاق المعرفة ولازلت كنت أشاهد البرامج الوتائقية العلمية و الثقافية و خاصة ثقافة الحضارات كالأنكا والبودية وكذا الديانات الأخرى و التي تنقل على القناني الأولى و الثانية من الساعة 8 الى الساعة 10 كنت أبحث عن كل ما هو جديد. بعد ذلك درست ب اعدادية أبي العباس السبتسي حيث تعلمت أساسيات العلوم في الرياضيات والفيزياء و العلوم.شاركت في مسابقة ثقافية على صعيد الاعداديات بفاس حيث احرزت على المرتبة الثانية.التحقت بالثانوية التأهيلية علال الفاسي شعبت العلوم التجريبية إذ كان شغفي بالعلوم كبيار: حينها بدأت أدرك جيدا مفهوم الحياة و صيرورتها فقد درست على يد أساتذة أكفاء بحيث علموني كيف تؤثر المعرفة على حيات كل منا على حذا على الخصوص وعلى المجتمع على العموم. حصلت على شهادة الباكلورية سنة 2007 دورة يونيو كما حزت على شهادة تقديرية من طرف إدارة المؤسسة .التحقت بعد ذلك بالمركز العسكري للمدفعية بعد اجتيازي لاختبار الكتابي والنفسي و الصحي .والتي باءت بالفشل خلال الدورة التدريبية.ثم انخرطت بعد ذلك سنة 2008 بكلية سيدي محمد ابن عبد الله العلوم القضائية و الاقتصادية و الاجتماعية و كذا بالمعهد المتخصص بالتكنولوجية التطبيقية الأدرسة. وحاليا أهيئ نفسي لاختبار نهاية التكوين الذي سيجرى شهر يونيو. إن الشباب المغربي على العموم والفاس جديدي على الخصوص شباب مثالي إذا آمن بقدراته على فعل الصواب و المثابرة على الوصول دون الاستسلام والتشبث بالمبادئ و القيم الأخلاقية. إن الشباب رأس مال هذه الأمة إلا أنه مغبون تحت الغبار الإهمال واللامبالات. إني أطمح لتولي منصب هام أستطيع من خلاله مساعدة الناس و العمل على إظهار الخير المختبئ فيهم. وككلمة أخيرة أقول قولا ليس لي و إنما لمن تركوا بصماتهم على التاريخ "ليس الفتى من يقول كان أبي ولكن الفتى من يقول ها أنا ذا" .و أقول أيضا من "يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر". ملاحظة: "فاس جديد" الذي نتحدث عنه هنا، أو فاسالمدينةالبيضاء، هو أحد الأحياء الثلاثة الرئيسة المكونة لمدينة فاس،-قبل التشتت والاتساع العشوائي، والفيضان العمرامي طبعا- والذي شيده المرينيون سنة 1276 م كإمتداد لفاس البالي الذي يوجد به ضريح المولى إدريس...)