المهرجانات الثقافية الحقة توفر الفرحة المطلوبة والسعادة المسلوبة. وخلافا لبعض الأصوات الغريبة التي تخرج علينا بين الحين والآخر منادية بتحريم المهرجانات كلها دون سند شرعي، أو منطق عقلي، منطلقين في مزاعمهم من أنها في كثير من جوانبها ضرب من الخلاعة والمجون والاستهتار، و الانغماس في اللهو والملذات المنافية للدين والمحطة بالقيم والمثل و الأخلاق؛ إن هناك إجماعا كاملا بين أصحاب الفكر والرأي والتحليل حول الدور الطلائعي للمعارض والمهرجانات في استبدال أنساق الرتابة والتوتر والمعاناة، وإشاعة الاحتفال، وخلق الرواج الثقافي والفني والسياحي، وإطلاع ساكنة الجهة أو المنطقة التي تقام بها على ما أنجز وتحقق في مجال الإبداع والفن والتكنولجيا، وإظهار المستوى الحضاري والرقي الحاصل بمجالاتها المختلفة، ورغم أن تضاريس الخريطة الفنية الكسيحة ببلادنا قد اكتظت بالعديد من المهرجانات التي يجب أن تحرم وتمنع، لتكاثرها أعدادها، واشتداد حمأتها، بمناسبة أو بدونها، وتناثرت في زحمة مريبة، وإصرار لا محدود، وامتداد لا مقطوع، وتنام لا مشروط؛ فما أن يقام مهرجان في جهة حتى تتلوه أخرى متعددة التسميات، وتنضاف إليه غيرها متنوعة الشعارات، خفية الغايات، شاحبة مكرورة، لا توفر الراحة المطلوبة، ولا تعيد السعادة المسلوبة. مكتفية بإغراق الجماهير في بحار من الضجيج التافه المبتذل، وسيول من التبذير والانحلال والمهازل كمسرحية تراجيدية فقدت جمهورها، هندستها كائنات سرابية مستخفة بالعقول والكفاءات والخبرات المحلية، محتقرة الجمهور المغربي في تعاملها المقيت القائم على اعتبارية مسبقة عمادها سذاجة وجهالة هذا الجمهور. في هذا الخضم الهائج، وفي جهة من المملكة العزيزة، وبالضبط في مدينة العلم والفن والثقافة فاس، وبالتحديد من أحد أحيائها الشعبية حتى النخاع "المشور فاس الجديد" انبثقت من إحساس ساكنته بالفرح، فكرة مهرجان ثقافي علمي فني يشبه واقعهم الاجتماعي والثقافي والسياسي، ويعكس حسهم بالهم والاهتمام الجماعيين، وتلقفتها (فكرة المهرجان) ثلة من أبناء الحي البررة، الذين وثقوا في ذكاء المواطن واعتمدوا المشاركة والحوار، واندمجوا في التخطيط بإنسانيتهم العميقة، وانصهروا في التنظيم بتطوعيتهم الفعالة، يؤازرهم في إنجاح المشروع وانتعاشه، باشا جماعة المشور فاس الجديد، بموسوعيته الفنية العلمية، وثقافته الهادفة لتحقيق أطيب الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية على جماهير الحي الواسعة، التي تنتصر تشكيلاته الاجتماعية منذ البدء لثقافة الفرح والاحتفال. ورغم الإمكانيات المتواضعة- بل المنعدمة نهائيا- فقد عرف مهرجان المشور فاس الجديد الأول - الذي عمل المنظمون على تسليط الضوء على النماذج العظيمة من شباب الحي المثالي التي قدمت الأمثلة الرائعة في التضحية والصبر والتحدي وقهرت المصاعب من أجل الفوز بالأحسن في شتى الميادين. بعد أن حازوا تربية راقية وتوجيه سليم ورعاية جيدة- عرف النجاح الكبير، بفضل جمال فضاءات الحي التاريخية، وقيمتها الأثرية وروعتها الطبيعية، وبفضل تضافر جهود المنظمين ورجال السلطة والمنتخبين، ليحصل هذا البعث والإحياء و التأطير بهذه المقاربة الجديدة، التي جعلت من التظاهرة وبدون منازع مدرسة إشعاع للفن والثقافة، و مناسبة لإحياء التراث وإعادة الاعتبار لذاكرة المنطقة وساكنتها قطب رحى هذه التظاهرة التنموية والثقافية.، إلى جانب الدعاية والترويج السياحي التي حققت نجاحا باهرا ومثيرا للإعجاب ما كان سيتحقق لولا جهود مخلصة من الذين قاموا على المشروع و بذلوا فيه كل الجهود ، ولولا الدعم الكبير الذي سارع السيد الباشا لتقديمه لتعم الفرحة كافة ساكنة المنطقة بتلاميذ و تلميذات مؤسساتها التعليمية وفرقها الرياضية، وجمعيات مجتمعها المدني، من خلال الأنشطة البيئية التي إندرج فيها المهرجان الأول للشباب المثالي بالفقرات التالية : سباق أسوار فاس الجديد، مائدة مستديرة حول الشباب المثالي، أروقة متنوعة، ذاكرة فاس الجديد، السهرة الفنية الكبرى، تكريم فعاليات فنية رياضية سياسية ذات صلة بالمنطقة. والتي سهر على تأطيرها وتنظيمها الطاقم المكون من: مدير المهرجان: ذ. محمد طولست. نائب مدير المهرجان: ذ. حريوش عبد المالك. المنسق العام للمهرجان: حسن عطيش. منشط المهرجان: محمد بوهلال. المدير التقني للمهرجان: حسن اعميري. المدير الفني للمهرجان: حسن الجزولي. مالية المهرجان: محمد العرفاوي. المسؤولة عن العلاقات العامة: فطومة الحلالي. نخيلي التيجاني. محمد العلمي.عبد الحق خوضرة. برنامج المهرجان 23 -24-25 أبريل 2010 بفاس الجديد الجلسة الصباحية 9:00 : استقبال الضيوف و المشاركين في السباق 10:00 : انطلاق سباق أسوار فاس الجديد الأول كلمة اللجنة المنظمة كلمة رئيس بلدية المشور فاس الجديد توزيع الجوائز على الفائزين زيارة الأروقة الجلسة المسائية 16:00 مائدة مستديرة بمساهمة الأساتذة : الدكتور ناصر المتيوي مشكوري / مسؤول عن كرسي اليونيسكو : الطفل – الأسرة – المجتمع الأستاذ محمد بوهلال / الكاتب العام لفرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية لجهة فاس بولمان ومدير جريدة صدى فاس الأستاذ محمد طولست/ مدير جريدة منتدى سايس في موضوع "الشباب المثالي في خدمة التنمية المحلية" و ذلك بمركز سيدي بوبكر بن عربي ، يترأسها الدكتور حسن عاطش / الصيدلي ومراسل جريدة الإتحاد الإشتراكي. 18:30 خلاصات و توصيات السبت 24 أبريل 2010 الجلسة الصباحية .ندوة "ذاكرة فاس الجديد" مقهى الناعورة مع قراءة شعرية و قصائد زجلية و توقيع كتاب المسرح العربي و الثرات، المسرح المغربي نموذجا للاستاذ محمد هاشم صوصي علوي، ينشطها الأستاذ محمد بوهلال بمعية عدد من المؤرخين والباحثين .تكريم رجالات الفكر و الفن الجلسة المسائية 16:30 : سهرة فنية كبرى بقاعة سينما لومبير وسط المدينة، تحييها مجموعة من الفرق و الأجواق الموسيقية بفاس،بتنشيط الإعلامي أمين القادري ومرافقته الآنسة بهية الطيبي تكريم الفنان عبد الحي الصقلي والبطل الرياضي عبد المجيد الكروش الأحد 25 ابريل 2010 17:00 : استعراض بمشاركة منظمات كشفية و فرق فولكلورية يجوب شوارع فاس الجديد ، إحتفاءا بالشابين المثاليين . 20:00 حفل عشاء بمقهى الناعورة، مع قراءة شعرية للأساتذة والضيوف الصحراويين