قابلته صدفة ،في مطعم للوجبات الصغيرة في إحدى المدن العربية المشرقة بالعلم والثقافة ،بعفويتها وطيبة قلبها وحسن نواياه تحدثت أمام صاحب المطعم عن رغبتها في شراء سيارة خاصة بها كي تتخلص من السائقين الفضوليين والإزدحام المرير ،،كان هو متابعاً لما يتبادله صاحب المطعم مع وفاء حول السيارات ،، حتى تدخل بالحديث و دار نقاش مطول بينهما حول مواصفات السيارات وأسعارها وكأنه خبير متمرس ليس مثله في هذا الزمان ، وشرح لها كل شيء حول السيارات الحديثة والستعملة وأنواعها ، وبحكم مهنيته في شراء السيارات وبيعها كمهنيته في صيد االنساء اللواتي يقابلهن في أمكنة متعددة عاثرة مثل لقاءه بوفاء ،أستطاع أن يقنعها بأهمية مركزه في السوق ، وإمكانياته المهنية في شراء سيارة لها بمواصفات تبحث عنها عند تاجر أمين يسهل لها المهمة لإقتناءها ،وقال انه يمكن أن يتصدر هو للأمر ،وبقي مستمعاً ذكياً يتابع طريقة حديثها ووصفها لحاجتها يتقن فن الإنصات وقرائة الأفكار والطرق الميسرة لديه كي يسلب عقل النساء الضعيفات اللواتي مثل وفاء،التي تعلم أنها واحدة ممن يبحثن عن رجل يحتمين به في ظلال وافرة في غابة تملئها الوحوش والصيادين للآدميات ،وما بين الحوار والحديث المطول عن السيارات وأسعارها ،أقنعها بأنه الشخص المناسب لهذه المهمة ,وكونها بحاجة ماسة لشراء سيارة وجد الطريق سهلاً لإحتلال قلبها والإستيلاء عليه بطريقة تعامله التي وجدنها هي راقية وعرف و تأكد أنها وحيدة غريبة في بلد يضم الأشكال والألوان المتعددة من البشر ، أسعدها طريقة كلامه وثقته من ذاته فأتفقا على أن يعقدا صفقة لشراء السيارة ،وفعلاً كان صديقاً يعرف الأسواق والناس والأسعار وكل شيء بحكم خبرته وعمره الذي تجاوز العقد الخمسين ،،ومع حكاية السيارة وتسجيلها غدت صديقتنا وفاء تتصل بهاتفه كل لحظة للإستفسار والإصلاح والمفاوضة على السعر حتى تعددت اللقاءات بينهما ومن مطعم الوجبات السريعة إلى جلسات هادئة وأماكن متعددة يلتقى بها كي يريها مرة السيارة ثم كي يدلها على مكان ترخيصها ثم كذا وكذا وكذا إلى أن أصطادها صاحبنا قوس الذكي وباتت تنتظر هاتفه وإتصالاته ومتابعته لحال سيارته ثم تطور الأمر فبدأ قلب وفاء يدق ويدق حتى فتح الباب لقوس كي يدخله ولاحظ هو بمهنيته وفنونه مع النساء تعلقه به ومحاولاتها الشتى كي تراه وتكرر اللقاء حتى غدى من ضمن جدول أعمالهما وهي لم تدرك أنه تعود على ذلك مع غيرها ،لكنها أوهمت بأنه يحبها ويريدها ويختلق الأسباب كي يراها ، وزاد عن ذلك أنه عرف أنها تعمل ولديها راتب جيد وهي وحيدة من دون أسرتها ،فعرض عليها الزواج والإرتباط ،،كي يكون بحسب وصفه لها أنه وحدي أسرة واحدة وسلب عقلها ووجدانه برقة تعامله وكلامه المعسول وكرمه وأناقته وعطره الساحر فأخبرت والدتها وأخوانها عن نيتها بالإرتباط برجل أوهمها أنه بلا أسرة ولا زوجة وأن زوجته أم أولاده ليس لها وجود في حياته سوى انها أم أولاده أو التواصل العاطفي بينهما فهو مفقود وأوهمها أن إمرأة مكتملة جميلة راقية مثقفة ومتعلمة وكل الصفات التي تتمنى أية أمرأة أن تسمعها ممن أحبته أو عشقته ،،فصار همها أقناع الأم والأهل به حتى وقعت الواقعة ، وتزوجا دون شروط بينهما سوى أن يجمعمهما الحب والوئام ،،وتوالت الأيام وتم الزواج بعد رحلة شاقة من الموافقات بسبب تشدد الأهل حول هذا الشخص الذي ظهر في حياة أبنتهم ،،وبعد عدة أحداث توالت في الفصل الأول من حياتهما العصر الذهبي وفترة شهر العسل تغير صاحبنا عن صديقاته السابقات وصرن يتصلن به ويلححن في طلبه لأنه تخلى عنهن وأصبح همه الظهور بصورة الشخص العاشق المحب الولهان ،،لكن هيهات كلهن أحببنه حتى زوجته تيقظت لتغير قوس في سلوكياته وبدأ الصراع والشجار ووفاء تؤكد له حبها وهو يريدها لكن أن لا تكون معروفة أو ظاهرة بين أهله ومعارفه ،،وأستمر الحال ولكما تصدع بيت وفاء وقوس ،بادرت الأولى بإعادة ترقيعه ببنية تحتية ظناً منها أنه سخلص لها ويحبها ويبقى غير متلون ملتوي ،،لكن الأمر زاد عن حده وذاب الثلج وظهر المرج وأصبح قوس مكشوف للجميع فتخلص ممن إستطاع التخلص منهن بسبب ضغوطات ومتابعات وفاء وردعها إياهن لكن الأمر الكبير الذي لم تقدر عليه هو تيقظ الزوجة الوحشية الشرسة لأنها أدركت أن في حياة قوس إمرأة أخرى ،،وبدأت زوجته تلاحقه وتترصده ووفاء تقاوم حين تشتمها عبر الهاتف وتؤكد لها أنها تحبه وتحترمه ولا تريد أن تخسره لكنه بدأ يصحو ويتيقظ ويهرم ويتعب من اللف والدوران والإحتيال وبدأ يلمح لوفاء أنها سرقته من زوجته وأنه يحب إمرأته التي تتنازع معها عليها ،،وآخر المطاف وفي الغربة المرة القاتلة جلب زوجته الأولى إلى حيث عمله لأنها لا يمكنها الإبتعاد عنه وتريده وهنا بدأ يتوعد وفاء أن تبقى بعيدة وإلا سيكون الفراق بينهما وأن لا ترد على أي عمل تقوم بها الزوجة وأن لا تظهر بالساحة ،،وفعلاً أحضرها وهي معه بحجة أنها لا يمكن أن تكون وحدها وصار يتصل هاتفياً بوفاء إذا تريد منه شيئاً أو ماشابه ،،لكن وفاء تؤكد له أنها تريده هو وتحبه ،،لكنه لم يستمع لها ولا لتوسلاته وأكد لها أن زوجته أم أولاده لن يلغيها ولمح أنه يمكن أن يضحى بها لقاء أن تكون صورته نظيفة أمام الأولى والأهل والأصدقاء وأنه لا يمكن أن يخون زوجته أم عياله بل زاد بقوله زواجي بك كان بالخطأ وكنت في غربة وحيد وأنت أحببتيني وأردتني لكني لا يمكن أن اخون زوجتي وأنا أحبك وأريدك زوجة لي بحسب ظروفي وعليك الصمت وإلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟ أنتهت