عواصم 'القدس العربي': بدأت دائرة الاحتجاج على بناء مصر جدارا فولاذيا على حدودها مع قطاع غزة بالاتساع حيث تظاهر عشرات الأردنيين امس الاحد بالقرب من السفارة المصرية في عمان احتجاجا على بناء الجدار. كما نظمت الجماعة الإسلامية في لبنان اعتصاما أمام مقر السفارة المصرية في بيروت شاركت فيه مجموعة من علماء الدين استنكارا لبناء جدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة، واصدر الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس ابان حرب 1973 بيانا، وصلت 'القدس العربي' نسخة منه استنكر فيه اغلاق الحكومة المصرية لمعبر رفح، وعدم السماح لقوافل الاغاثة الاسلامية. واتهم سلامة النظام المصري ب'تلطيخ سمعة مصر في العالم كله' ببناء الجدار. وقال ميسرة ملص رئيس لجنة الحريات في نقابة المهندسين الأردنيين إن الاعتصام الذي دعت إليه النقابات المهنية وأحزاب المعارضة وشارك به نحو 150 شخصا هو احتجاج على مصر لأنها تكمل 'هذه الحلقة (الحصار الاسرائيلي) من خلال تعميق الجدار على بوابة غزة'. وهتف المتظاهرون بشعارات تندد بالحكومة المصرية وأحرقوا صورة للرئيس حسني مبارك طبعت عليها نجمة داود الإسرائيلية. وكانت قوات الأمن الأردنية أغلقت منافذ الشوارع المؤدية إلى السفارة المصرية في عمان، ومنعت الوصول إليها واضطر المتظاهرون للجوء لطرق ترابية مجاورة لحواجز الشرطة. ورفع المعتصمون في بيروت الشعارات المنددة ببناء الجدار وبفتوى علماء أزهر مصر، وأقاموا جدارا حديديا حول السفارة، في خطوة رمزية لرفض حصار غزة بالجدار الفولاذي. وطالب رجال الدين الذين شاركوا في الاعتصام مصر بوقف بناء الجدار، وقال ممثل الجماعة الاسلامية الشيخ أحمد العمري: 'لا نرضى لمصر ان تكون في هذا الطريق، نرفض ان تكون مصر في صف التآمر على شعبنا في غزة'. ودعا الشعوب العربية والاسلامية الى مواصلة تحركها لوقف حصار أهل غزة ، مؤكدا على فتوى حرمة بناء هذا الجدار. وتوالت ردود الفعل في ارجاء العالم العربي وتراوحت بين الفتاوى المؤيدة والمحرمة، والاغاني المستنكرة لبناء هذا الجدر. وجاءت الفتوى السعودية التي اطلقها الدكتور يوسف الأحمد أستاذ الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود، بحرمة بناء هذا الجدار، لما فيه من 'ظلم لشعب غزة المسلم'، كأول رد شرعي من السعودية تجاه الجدار. وقال د. الأحمد في فتواه التي نشرت على موقع 'نور الإسلام' بعنوان 'حكم الجدار الفولاذي المصري لهدم أنفاق غزة' إن 'بناء الجدار حرام لما فيه من ظلم كبير للمسلمين في غزة ومحاصرتهم وخنقهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قوله: (إن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعا، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض). فكيف بحبس شعب مسلم بأكمله؟!'. وتأتي هذه الفتوى التي تحرم بناء الجدار متفقة مع فتاوى سابقة لعدد من العلماء البارزين، من بينهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان في اليمن، وبعض شيوخ الأزهر الشريف. وكان مجمع البحوث الإسلامية التابع للازهر أيد بشكل رسمي موقف الحكومة المصرية بناء جدار فولاذي مع قطاع غزة لمنع التهريب، وقال بيان للمجمع انه يؤيد ب'الإجماع' بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع الأراضي الفلسطينية. وجاء البيان بعد موافقة 25 عضواً من أعضاء المجمع في اجتماع عقدوه الخميس برئاسة الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، 'على حق الدولة في أن تقيم على أرضها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها'. وانتقد المجمع معارضي الجدار بقوله 'ان الذين يعارضون بناء هذا الجدار يخالفون بذلك ما أمرت به الشريعة الإسلامية'. وكان المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في البرلمان المصري قد أعلن انهم سيقومون برفع دعوى قضائية ضد الرئيس حسني مبارك وعدد من الوزراء للمطالبة بوقف بناء الجدار. وكانت الكتلة البرلمانية لنواب 'الإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري طالبت بإجراء تحقيق برلماني مع أعضاء بالحزب 'الوطني' اتهموهم ب'التطاول على الدين وسبهم بالأم والأب'، خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة حول بناء الجدار العازل بين مصر وقطاع غزة. وفي احدث واغرب رد فعل على الجدار، يعد الفنان الفلسطيني من مدينة غزة إسلام أيوب أغنية تحمل رسالة احتجاج إلى الحكومة المصرية معاتبا إياها على بناء الجدار. ويعد أيوب أغنيته على شكل 'فيديو كليب' يتضمن صورا للجدار الفولاذي، ومن كلماتها 'مصر إيه القصة.. احكوا يا مصريين.. بدكم تخنقونا.. نروح على مين.. غزة هالمقبورة والناس تعبانين.. بيكفي اليهود ارحمونا يا مصريين'. وتضيف الأغنية 'بدهم يبنوا جدار.. جدار من حديد.. الدعم من أمريكا وإسرائيل أكيد'، وتؤكد أن غزة لا تهدد أمن مصر حيث تقول كلماتها 'إحنا مش أعداء.. ولا إحنا غاصبين.. إحنا أهالي غزة.. ناس محاصرين'. وتنتقد الأغنية ضخ الغاز المصري لإسرائيل في مقابل منعه عن غزة، فتقول 'قالوا عن الجدار.. هذا أكبر إنجاز.. بدهم يحرمونا.. عدوي ياخذ غاز.. عدوي ياخذ غاز'. وقال أيوب إن 'هذه الأغنية صرخة مدوية باسم الناس المحاصرين في غزة لأشقائنا المصريين ليوقفوا بناء الجدار ويعملوا جاهدين لوقف الحصار وإنهاء معاناة أهلها'.