احتضن "سيرك ديفار" بباريس رحلة موسيقية غاص عبرها خالد في قلب ملاهي الليل ومقاهي وهران عبر برنامج رايوي خاص "مقاهي وهران" كان ضيوفه فيه موريس المديوني، بوطيبة الصغير، الشاب صحراوي والشابة الزهوانية، في إطار مهرجان "إيل دو فرانس" الذي جاء هذا العام تحت شعار "سكرات" من تنظيم مدينة باريس. أعاد خالد بكل امتياز وتميز إحياء مقاهي وهران وسهراتها الحمراء حيث كان يتغنى شيوخها خلسة بمحرمات المجتمع الجزائري وصنعت الثلاثينات من القرن الماضي صيت المدينة الواقعة بالغرب الجزائري والمطلة على البحر المتوسط كمدينة "اللهو والمرح وجميع المحرمات". وبلا عقد ولا حدود كذلك تغنى خالد الذي يقارب الخمسين من العمر وهو يعانق موريس المديوني ذلك الصديق اليهودي الذي هجر الجزائر يوما بتلك الصداقة والأخوة التي تجمع بين اليهود والمسلمين "لا خلاف ولا عداوة بين المسلمين واليهود" قال خالد "كلنا أبناء الجزائر ولا فرق بيني وبين موريس المديوني غير أن لكل واحد منا دينه ...وأنا صغير كنت أعشق ما يؤديه بل كنت أهرب من البيت لأحضر سهرة من سهراته، فهل يوجد شيء أجمل من أن نجتمع هنا نحن أبناء وهران لكي نعيد خلق سهرة من سهرات مقاهي وكباريهات وهران لا شيء يسعني اليوم فعله سوى أن أنحنى بكل تواضع أمام هذا الرجل" أضاف خالد لفرانس 24. موريس المديوني الذي يعد أحد شيوخ الموسيقى الأندلسية الجزائرية افتتح " مقاهي وهران" وهو يتحدث عن الجزائر التي لم يلفظ اسمها أبدا بل كان يقول أشم رائحة النسيم تنبعث من "بلادي"، النساء كن جميلات في "بلادي"، أعشق الراي والأندلسي في مقاهي وكباريهات "بلادي"، ورغم سنه المتقدم (82 سنة) إلا أنه أبدع وهو يعزف على البيانو أغاني تمثل جزء من التراث الشعبي الجزائري ك "أهلا وسهلا" و"نساء بلادي". بسمرته التي تكاد تخفي تجاعيد وجهه وبيض شيبه، بابتسامته المعهودة التي يستسلم لها كلما خجل أو خانه لسانه عن إيجاد الكلمات، بقميص أحمر عكس القبلات التي كانت تصله بين الحين والآخر من مدرجات السيرك كان خالد قائد السهرة ومنشطها، غنى ، رقص، وتأثر وهو يعيد سنوات مجد أغنية الراي التي دخلت فرنسا منذ أكثر من عشرين سنة بفضله وفضل آخرين فضلوا أن يكونوا معه كالشاب صحراوي والشابة الزهوانية والكبير بوطيبة الصغير. عن موقع فرانس24 بقلم مليكة كركود