اجتاز المترشحات والمترشحون لامتحانات السنة الثانية لنيل شهادة البكالوريا برسم دورة يونيو 2015، استثناءا صباح اليوم الجمعة، الامتحان الوطني الموحد في مادة الرياضيات الخاصة بشعبة العلوم التجريبية بمسالكها، وشعبة العلوم والتكنولوجيات بمسالكها.
وقد كانت مواقع التواصل الاجتماعي نشرت على نطاق واسع صفحتين من مادة الرياضيات المسربة، الخاصة بالشعبتين، في الساعات الأولى من صبيحة الأربعاء 10 يونيو 2015، بحوالي 8 ساعات قبل أن يجتزها المترشحون. ما جعل الشارع المغربي يعرف حالة غليان غير مسبوقة، بعد أن خرج الآلاف من الأمهات والآباء والمترشحين للتظاهر والاحتجاج أمام المؤسسات التعليمية، ومقرات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والنيابات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. تظاهرات واكبتها حالة استنفار قصوى لدى السلطات المحلية والأمنية والأجهزة الموازية. هذا، واجتاز المترشحون في مختلف جهات ومناطق المغرب، مادة الرياضيات، من الساعة الثامنة وإلى الساعة ال11 من صباح اليوم الجمعة، في أجواء جد عادية. وهذا ما وقف عليه موقع "هبة بريس" من خلال استقراء آراء الأمهات والآباء والمترشحين بعاصمة دكالة، الذين أبدوا بالإجماع استحسانهم لمبادرة وزارة التربية الوطنية بإعادة إجراء الامتحانات في المادة المسربة، وكذا، إدراج أسئلة في متناول المترشحين، على خلاف المادة المسربة. كما استحسنوا التطمينات التي أعطاها إياهم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة-عبدة، خلال لقاء خصهم به، الأربعاء الماضي، في مقر الأكاديمية بالجديدة. وهكذا، تكون وزارة رشيد بلمختار امتصت غضب الشارع المغربي، وأعادت الثقة إلى المترشحين الذين بدوا متفائلين. وأفاد مدير أكاديمية دكالة-عبدة أن الوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية، وأكاديمياتها الجهوية ال16، شديدة الحرص على إعمال الصرامة والحزم البيداغوجي في التصدي لجميع أشكال وتجليات الغش، ضمانا لنزاهة امتحانات البكالوريا ومصداقيتها، وتكريسا لمبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين. وفي أعقاب تسريب مادة الرياضيات، وبعد أن عرف الشارع المغربي غليانا، أصدرت وزارة التربية الوطنية، الأربعاء الماضي، في ظرف وقتين غير متباعدين. بلاغين رسميين عممتهما على وسائل الإعلام السمعية-البصرية، ومواقع التواصل الاجتماعي. وكانت أولى ردود الفل والتفاعل الإيجابيين جاءت من عاصمة دكالة، حيث استقبل في مكاتبه الأستاذ شكري الناجي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة عبدة-دكالة، الأمهات والآباء والمترشحين. حيث طمأنهم بأن الوزارة الوصية والأكاديمية لن تضيعا حقوق المترشحين، وأنه سيجري في اليوم الموالي للامتحانات (الجمعة) إعادة إجراء مادة الرياضيات المسربة. وقد استطاع المسؤول التربوي الجهوي، بعد التحاور البناء بالعقل والضمير وروح المواطنة، امتصاص الغضب العارم. وقد أعاد هذا الاجتماع الموسع الذي أثمرت أشغاله، الثقة إلى الجميع، وأفضى إلى تفرقة المتظاهرين سلميا من أمام بوابة الأكاديمية، والتحاق المترشحات والمترشحين بمراكز الامتحان، حيث اجتازوا باقي مواد الامتحانات المبرمجة في الفترة المسائية (الفيديو رفقته).
هذا، وكانت "الجديدة24" سباقة إلى وصف تسريب مادة الرياضيات ب"الخيانة العظمى للوطن"، وب"العمل الإرهابي" الذي يهدد أمن وسلامة الوطن، سيما أن بعضهم حاول التشويش على هذا الاستحقاق الوطني، وتأجيج نار الفتنة والبلبلة، مستغلين التظاهر السلمي والعفوي في الشارع العام، وسذاجة بعض المحتجين. فأمن امتحانات البكالوريا، والذي يهم القضية الثانية بعد الوحدة الترابية، هو من أمن الدولة وأمن المغاربة. وبالمناسبة، فقد وصف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أمس الخميس، في كلمة افتتاح مجلس الحكومة، فضيحة تسريب مادة الرياضيات ب"الخيانة العظمى للوطن". وأكد أن قضية التسريبات ليست خطأ، بل "بفعل فاعل"، والشخص أو الجهة التي وراءها تعتبر خائنة للوطن. وأضاف أن السلطات الأمنية مجندة لاكتشاف المعني بالأمر، وستطبق في حقه العقوبات الجاري بها العمل. حيث لن تتساهل الدولة مع أي نوع من أنواع الخيانة الممارسة في حقها وحق مواطنيها. وشدد رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على ضرورة حماية المغاربة لوطنهم، والحرص على استقراره، لكي لا تتعرض صورته وصورة امتحاناته للإساءة، أمام الجامعات الوطنية والدولية، وكذا، المحافل العلمية المهمة.