بين الأسف والحسرة والحنين إلى الماضي الجميل، تلك هي أهم ردود الفعل، على صورة نادرة لساحة الحنصالي بالجديدة، تداولتها احدى صفحات التواصل الاجتماعي المحلية التي تنشط على شبكة الانترنت. وتعتبر ساحة الحنصالي المعروفة لدى سكان الجديدة باسم "البرانس"، من أهم المناطق السياحية والتجارية بعاصمة دكالة التي تلقى اقبالا كبيرا لدى سكان المدينة لما تضمه من عشرات القيساريات والمحال التجارية وغيرها من الأنشطة الموازية.
و كانت ساحة "البرانس" خلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، عبارة عن فضاء كبير من المحلات التجارية يتوسطه رصيف عصري، كما تظهر الصورة، على شاكلة الساحات الكبرى المتواجدة ببعض مدن المملكة كساحة "جامع الفنا" بمراكش وساحة الانبعاث بأكادير، قبل أن تعمد الجماعة الحضرية في أواخر التسعينيات الى شق طريق من وسط هذه الساحة، من أجل تخفيف الضغط المروري بوسط المدينة، وكانت مناسبة أيضا لمنع الباعة المتجولين الذين كانوا يفترشون هذه الساحة.
وعلى الرغم من أن شق الطريق في وسط ساحة 'البرانس' شكّل منعطفا ايجابيا لدى بعض سكان المدينة خاصة من لدن السائقين والمهنيين الذين كانوا يعانون من الازدحام المروري، الا أن العديد من المواطنين لن يحبذوا الفكرة متهمين المجلس الجماعي قد أجهز على ساحة جميلة كانت تمثل رمزا جماليا في مدينة سياحية كانت آخذة في التطور الحضري والعمراني.
يذكر أن رصيف ساحة الحنصالي تم إحداثه مع بداية سنوات الثمانينيات في عهد المجلس الجماعي الذي كان يرأسه المرحوم الطاهر المصمودي، قبل أن يتم إقباره عبر شق طريق في وسط الساحة في أواخر التسعينيات في عهد ولاية المرحوم فيصل القاديري، وكان الهدف من هذا القرار الجماعي حسب تبرير مجلس المدينة تخفيف الضغط المروري بوسط المدينة من جهة وأيضا من أجل الحد من ظاهرة "الفرّاشة" التي كانت وقتئذ مستفحلة بشكل غير مسبوق.
الصورة هدية للجيل الذي رأى النور في سنوات التسعينات..