تفعيلا لاتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة بين المديرية العامة للأمن الوطني ممثلة في مديرية الأمن الإقليمي بالجديدةونيابة التربية الوطنية. وفي إطار برنامج الحملات التحسيسية المنظمة بالمؤسسات التعليمية في مجالات التربية على المواطنة ومناهضة العنف المدرسي ومخاطر استهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية والجرائم المعلوماتية، وحرصا على توفير أنجع السبل لتحصين الناشئة ووقايتها من أخطار المتربصين بسلامة وأمن فلذات أكبادنا، وترجمة لمبدأ ثقافة القرب التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني في مد جسور التواصل المباشر مع أبنائنا وبناتنا، باعتبارهم ركيزة غد أمتنا ودعامة مستقبل بلدنا.
استضافت رحاب مؤسسة "دعاء" الخاصة بالجديدة بحضور مديرتها السيد رشيدة الصيحي والمديرة التربوية نجية لويزي الى جانب أطر وأساتذة المؤسسة، فعاليات هذا النشاط التوعوي التحسيسي، والذي أشرف على تأطيره كل من رئيس الدائرة الأمنية الأولى بالجديدة العميد صالح طالع وضابط الأمن بالهيئة الحضرية بالأمن الإقليمي السيد "حسن الناجي". وقد انطلقت أشغال هذا اللقاء في إطار مد جسور قنوات التواصل الحي مع كافة المبادرات والأنشطة الهادفة إلى الإعداد الأمثل للمواطن الصالح ، والمنخرط في بناء المجتمع بنضج ومسؤولية، حيث أبرز العميد "صالح طالع" في كلمته أن هذا اللقاء يجسد بحق القناعة الراسخة لأطر المديرية العامة للأمن الوطني ، بالانخراط التام في تربية وتكوين النشء، من خلال التواصل المباشر معهم، وتحسيسهم بالدور الذي تقوم به أسرة الأمن الوطني في الحفاظ على سلامة وأمن وطمأنينة ، واستقرار كافة مكونات وشرائح المجتمع وخاصة منهم تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية ، نظرا لما أصبحوا يتعرضون له من أخطار جسيمة ، من طرف أناس منعدمي الضمير يستهدفون النيل من أعراضهم.
كما تمحور اللقاء حول السبل الوقائية لتفادي الوقوع في الجريمة ، حيث تطرق رئيس الدائرة الاولى للامن الى استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني الهادفة إلى تجسيد مفهوم الشرطة المواطنة، وكذا سياسة القرب ، ثم ذكّر بمضامين العرض المتمحورة حول تحديد المفاهيم المراد التطرق لها ،ثم الأهداف المتوخاة من طرف المديرية العامة من خلال الأنشطة المبرمجة في هذه الحملات التحسيسية ،وبعد ذلك الكيفية المثلى لكي نتمكن من حماية أنفسنا من الوقوع في الجريمة ، وانتقل بعد ذلك إلى المقارنة بين السلوكيات الوقائية والعلاجية في التعامل مع الجريمة ، حيث أكد على أهمية تبني المقاربة الوقائية ، مشيرا إلى أن مسؤولية مكافحة الجريمة يتقاسمها الجميع بمن فيهم التلاميذ أنفسهم ، على إثر ذلك انتقل إلى سرد إحصائيات وطنية تتعلق بعدد الجرائم المرتكبة حسب أنواعها، وفي سياق مداخلته ، تناول بدقة مختلف السبل التي من شأنها خلق مناعة حقيقية تحصن التلاميذ والتلميذات من الوقوع ضحايا لهذه الجرائم ،أو وقوعهم هم أنفسهم في خطر ارتكاب بعض الجرائم ،بتأثير من إغراءات أو إيعازات من طرف أناس يتربصون باستمرار بهم لقلة خبرتهم ،وحداثة سنهم ،وسهولة التغرير بهم .كما أورد في سياق مداخلته مجموعة من الأمثلة الحية على ما يقع يوميا من قضايا ،يكون ضحيتها ، أبناؤنا وبناتنا ، الشيء الذي يفرض لزاما عليهم التحلي باليقظة والحذر، واتخاذ كافة الاحتياطات الكفيلة بحمايتهم وتوفير أمنهم وسلامتهم معرفا في السياق ذاته بالطرق الحديثة المتبعة من طرف أجهزة الأمن للتصدي للجريمة بمختلف أشكالها .
وعلاقة بموضوع السلوكيات الوقائية المتعلقة بالسلامة الطرقية، تطرق الضابط حسن الناجي في كلمته أن صاحب الجلالة فعل آلية حذر لحماية أمن البلاد ونحن كمجتمع مدني علينا تفعيل ألية خطر لوقف النزيف اليومي على الطرقات وهدر المزيد من الأرواح التي تعود بنتائج وخيمة على المجتمع، ثم تداول في كلمته إلى المجهودات التي تبدلها السلطات الأمنية في التحسيس والتوعية داخل المؤسسات التعليمية وكذا الجانب الزجري لكل مخالف بحيث ارتفعة نسبة الغرامات والوثائق المسحوبة، ليفتح نقاش موسع مع تلامذة المؤسسة لطرح الأسئلة والملاحظات التي تم الرد عليها من طرف الأطر الأمنية.