سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤولون أمنيون يضعون في الأيدي الحلويات بدل الأصفاد لقاءات مع التلاميذ تفعيلا لدور الشرطي المربي وتدخلات تقود إلى إيقاف 8 أشخاص وحجز كمية كبيرة من المفرقعات
"متهم، أم مشتكي"، لم تعد هاتان الحالتان فقط تفرضان الوقوف أمام رجال الشرطة. حظي مد جسور التعاون بين المؤسسة الأمنية والمجتمع "بالترقية"، وفرض تحسين العلاقة بين الطرفين بلوغ مرحلة نزع خلالها مسؤولون ثوب الشرطي، الذي يسود الاعتقاد أنه لا يتكلم إلا لغة الأصفاد، ليرتدي ثوب "الناصح المربي". فاجتثاث الجريمة من جذورها، دفع "الساهرين على خدمة الشعب" إلى تطبيق المقاربة التوعوية، التي تعد قطب رحى في كل استراتيجية أمنية، من داخل "قلب المجتمع"، من خلال استهداف الشباب، الذين يشكلون ركيزة أساسية في بناء مجتمع قادر على المساهمة بشكل فعال في تنمية بلده. حتى تكون البداية صحيحة، "اقتحم" المسؤولون الأمنيون عددا من المدن مؤسسات تعليمية، لكنهم لم يرهبوا التلاميذ وهيآت التدريس، لأنه لم يحملوا الهراوات، والمسدسات، والأصفاد، بل أتوا محملين بهدايا كالألعاب، والحلويات، والفواكه الجافة، لحث التلاميذ على قضاء أيام عاشوراء في ظروف آمنة واستغلالها أحسن استغلال، بعيدا عن أخطار الألعاب الخطرة على الصحة، كالمفرقعات والألعاب النارية. وتأتي هذه المبادرة بمثابة حملة تحسيس، نظمتها كل من المديرية العامة للأمن الوطني، ووزارة التربية الوطنية، ووزارة التجهيز والنقل، ممثلة في اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، داخل المؤسسات التعليمية والوسط المدرسي، للتعريف بمخاطر الجريمة والانحراف، وسبل الوقاية من حوادث السير على الطرقات. ويعتمد البرنامج الخاص بحملة التحسيس داخل المؤسسات التعليمية على تنظيم حصص دراسية في مجال التوعية الأمنية والتنشئة على السلامة، وستكون المؤسسات التعليمية بمختلف درجاتها مسرحا لها، وتلميذات وتلاميذ المستوى الابتدائي والإعدادي والثانوي هم المخاطبون بها، على أن تتناول هذه الحصص الدراسية مواضيع تتسم براهنيتها، وبتقاطعها مع اهتمامات التلميذ والتلميذة، وأن تكون لها علاقة بالأدوار التي تضطلع بها مصالح الأمن الوطني في مجال المحافظة على النظام العام، من قبيل السلامة الطرقية، والوقاية من حوادث السير، وتشخيص ظاهرة العنف المدرسي وسبل معالجته، والأخطار المرتبطة بالاستعمال المعيب لشبكة الإنترنت، ومخاطر استهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية، ودور الشرطة في حماية البيئة، وتحديد أسباب وتداعيات الشغب في الملاعب، فضلا عن تسليط الضوء على جريمة التحرش والاستغلال الجنسي للقاصرين، وإبراز السلوكيات الوقائية لتفادي الوقوع في الجريمة والانزلاق نحو الجنوح والإدمان. وتواكب هذه العملية التوعوية حملة أمنية في مجال مكافحة حيازة وترويج المفرقعات الموجهة للأطفال، أسفرت، خلال الأسبوع الجاري، عن حجز أكثر من 400 ألف وحدة من المفرقعات من مختلف الأحجام والفئات، وإيقاف ثمانية مشتبه بهم، بينهم قاصر. وفي مسح جغرافي لهذه التدخلات، كشف مصدر أمني، ل "المغربية"، أن مصالح الأمن بتمارة تمكنت من إيقاف شخص بحوزته 80.875 وحدة من المفرقعات، بينما حجزت مصالح الأمن بمنطقة مولاي رشيد بالدارالبيضاء ما مجموعه 80 ألف وحدة بحوزة أحد التجار، وأوقفت عناصر الأمن بمنطقة أمن أنفا أربعة أشخاص بدوار لهراويين، وبحوزتهم 224.730 من المفرقعات. أما مصالح الأمن بمراكش، فضبطت شخصين، أحدهما قاصر، كانا يروجان 34 وحدة مفرقعة من الحجم الكبير. وأضاف المصدر أن هذه التدخلات الأمنية تأتي في أعقاب المخاطر التي رصدتها مصالح الأمن، جراء استعمال هذه المفرقعات، خاصة على صحة الأطفال، الذين يقبلون عليها بكثرة في بعض المناسبات، فضلا عن التداعيات السلبية والخطيرة على أمن المواطن، من خلال الاستخدام المعيب لهذه المفرقعات، التي تدخل إلى المغرب عبر مسالك التهريب. وختم المصدر نفسه أن التدخلات الأمنية لمكافحة هذا النوع من المفرقعات ستبقى متواصلة بهدف حجز الشحنات المهربة إلى المغرب، وضبط الأشخاص الذين يتعاطون ترويجها.