لا حديث لأساتذة وتلاميذ وآباء وأولياء المتعلمين بالوحدة المدرسية أولاد سي ارغاي التابعة لمجموعة مدارس بئر الكوارة إقليمالجديدة إلا على الوباء الذي يحط رحاله سنويا بمؤسستهم التعليمية، وذلك في غياب استراتيجية واضحة للحد من كارثة صحية تستهدف سلامة الجميع وتؤثر سلبا عن العملية التعليمية الكارثة الصحية والبيئية التي تتهدد صحة التلاميذ والأساتذة تتمثل في انتشار نوع من الحشرات الصغيرة التي تغطي المنطقة وتتسبب في ظهور تقرحات جلدية وحكة في مختلف أنحاء الجسم، حيث تُعرف هذه الحشرات لدى الساكنة ب "الهمشة" التي تعتبر في غالب الأحيان أمرا بسيطا ومؤقتا، إلا أن تكرار هذه الظاهرة بشكل متسارع وكبير في غياب حل جذري جعل الوباء يتفشى بشكل مخيف وفي تزايد مستمر سنة بعد أخرى، خصوصا مع تطور الأمور من مجرد حشرات وهمشة إلى ظهور الجرذان والثعابين بداية هذه السنة.
وقد سبق لإدارة المؤسسة وهيئة التدريس أن ربطوا الاتصال بالسلطة المحلية والجماعة القروية لخميس متوح والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة من أجل توفير الأدوية المناسبة لهذه الإشكالية الصحية، إلا أن بساطة الوسائل ومحدوديتها أسفرت في معظم الأوقات عن خفض حدة الوباء دون القضاء عليه بشكل تام، ليعود المشكل مطلع هذا الموسم الدراسي بدرجة تُنذر بسنة جديدة من المعاناة في صفوف التلاميذ والأساتذة، أو الهروب من فضاء المؤسسة التعليمية في انتظار تدخل الجهات الوصية على القطاع.
أحد الأساتذة العاملين بالوحدة المدرسية المشار إليها صرح للجريدة أن العاملين بالمؤسسة أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في مزاولة مهامهم في جو غير صحي وغير سليم، كما أن التلاميذ من جهة ثانية صاروا يكرهون الالتحاق بفصولهم الدراسية جراء هذا التهديد الخطير لصحتهم، حيث وصف أحد الأساتذة الوضع بالكارثي والمأساوي الذي صارت فيه المؤسسة "مدرسة وباء وليست مدرسة نجاح"، مضيفا أن وزارة الصحة لم تكلف نفسها عناء القيام بزيارة ميدانية والوقوف على حجم الكارثة الصحية التي يعاني منها الصغار قبل الكبار رغم النداءات المتكررة والسنوية.
ومن خلال هذا المنبر الإعلامي، يلتمس العاملون بالوحدة المدرسية أولاد سي ارغاي من الجهات المسؤولة عن صحة وسلامة التلاميذ والأساتذة التدخل العاجل لتصحيح الأوضاع الدراسية وتوفير الجو الصحي السليم سواء من طرف وزارتي التربية الوطنية والصحة، أو السلطة المحلية والجماعة القروية وباقي الجمعيات المهتمة بالجانب الصحي والتربوي والاجتماعي وحتى الإنساني للأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة المؤسسة والأساتذة وبعض أعضاء جمعية الآباء يعملون بشكل سنوي على توفير كمية من الأدوية، في إطار مبادرة شخصية وتطوعية لمحاربة هذا الوباء، في انتظار تحرك المعنيين بالأمر لإزالة نبات الصبار المحيط بالمؤسسة وباقي الحشائش التي تحتوي على كميات كبيرة من الحشرات والثعابين، ورش المنطقة بالأدوية الفعالة والمناسبة لهذا النوع من الأوبئة من أجل القضاء عليه بشكل نهائي، حفاظا على السير العادي للمؤسسة التعليمية وتفاديا لانقطاع التلاميذ عن التمدرس.