رفض مستشفى ابن رشد (موريزكو) استقبال 4 عمال بناء يرقدون، منذ الجمعة الماضية، بقسم الجراحة لدى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، إثر إصابتهم بحروق من الدرجة الثالثة. وجاء الرفض بدعوى عدم وجود أسرة للعلاج. وهكذا، ورغم حالتهم الصحية الحرجة، وتدخل المسؤولين الصحيين من مستشفى الجديدة، يبقى مصير الضحايا في كف عفريت، سيما بعد أن استفحلت حالاتهم الصحية، ومعها معاناتهم التي لا تطاق.
فهل سيتحرك وزير الصحة الوردي ويحن قلبه لهؤلاء "المعذبين" الذين هم "مواطنون مغاربة"، والذين هم قبل أي اعتبارات "بشر من لحم ودم" ؟!
هذا، وبالرجوع إلى وقائع الفاجعة التي اهتزت على وقعها مدينة الجديدة، فإن 6 عمال بناء كادوا يقضون نحبهم، الجمعة الماضية، بعد أن التهمت النيران المنبعثة من قنينة غاز صغيرة الحجم، أجسادهم داخل منزل يشغلون غرفه على وجه الكراء، في دوار "سانية المراقب" بعاصمة دكالة.
وحسب تصريحات الضحايا، فإن 4 منهم كانوا يجالسون بعضهم، في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء الجمعة الماضية، بعد تناولهم وجبة الإفطار الرمضاني. وقد جلب أحدهم قنينة غاز صغيرة من دكان مجاور لبيتهم الكائن وسط دوار "سانية المراقب"، وهو بالمناسبة تجمع سكني عشوائي. حيث وضعها عند مدخل الغرفة، بمحاذاة قنينة غاز أخرى، كان عمال البناء الأربعة يستعملونها في تحضير وجبة العشاء. ونظرا لرغبتهم في تذوق براد شاي في جو حميمي، عمد أحدهم إلى إزالة الغطاء البلاستيكي الحافظ للقنينة، استعدادا لتركيب الفرن، غير أن الغاز تسرب منها بقوة، واكتسح الغرفة التي كانت مغلقة، قبل أن تشتعل فيه النار بمجرد احتكاكه باللهيب المنبعث من قنينة الغاز التي كانوا يحضرون عليها وجبة العشاء. وبشكل مفاجئ، أصبحت الغرفة عبارة عن فضاء جهنمي، كاد أن يأتي، لولا مقاومتهم، على الشبان الأربعة، إثر احتراق أجسادهم. وقد لحق بهم عاملان آخران يقطنان في غرفة بالمنزل المشترك. حيث عملا على إسعافهم وانتزاعهم من مخالب موت محقق، بعد أن أصيبوا بحروق بليغة من الدرجة الثالثة، وبحالة اختناق حادة. وقد أصيب العاملان المنقذان بحروق خفيفة. ما استعدى نقل الزملاء الستة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. ويخضع الضحايا، حسب تصريحاتهم، للعناية الطبية المركزة داخل قسم الجراحة. حيث يسهر طاقم طبي على علاجهم.