علمت "المغربية" أن طفلين في مقتبل العمر، لقيا حتفهما في نازلة، وصفت ب"المأساوية"، إثر تفحم جسديهما في حريق مهول، شب صباح الثلاثاء الماضي، في كوخ، كان يؤويهما بمعية والدتهما رجال الشرطة العلمية يعاينون حادث تفجر قنينة غاز (أيس برس) ووقع الحادث بدوار العوامرة، بجماعة أولاد عيسى، الخاضعة للنفوذ الترابي لقيادة أولاد بوعزيز الجنوبية، بإقليم الجديدة. وحسب الوقائع، فإن والدة الصغيرين، كانت خرجت، على الساعة التاسعة صباحا، لجلب الماء، وتركت صغيريها سيف الدين (5 سنوات)، وعبد العظيم (سنتان) وحدهما تحت سقف كوخ، مشيد من القصب والبلاستيك، وفجأة، التحقت بها جارتها، وأخبرتها أن النيران مشتعلة في مسكنها، فعادت أدراجها، ولم تستفق من صدمتها، إثر هول ما شاهدته عيناها، واحتراق فلذتي كبدها. في سياق متصل، تظافرت جهود سكان الدوار، واستطاعوا، بإمكانياتهم المتواضعة، إخماد ألسنة النيران، قبل أن تهرع الضابطة القضائية وممثل السلطة المحلية، قائد المنطقة، إلى مسرح النازلة المأساوية. وأتى الحريق الملتهب على الكوخ، وعلى الصغيرين، اللذين انتشلهما المتدخلون، بعد أن تفحما كليا. وباشر المحققون المعاينة، والتحريات الميدانية، وأحالوا جثتي الضحيتين على المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، في حدود الثالثة ظهرا، وأودعتهما السلطات الصحية مستودع الأموات، لإخضاعهما للتشريح الطبي. من جهتها، فتحت الضابطة القضائية بحثا، لتحديد ظروف وملابسات الحريق المأساوي، الذي تجهل لحد الساعة أسبابه الحقيقية. وبسيدي بنور، كاد حريق، اندلع في قنينة غاز، أن تكون عواقبه كارثية، بجميع المقاييس. وعلمت "المغربية" أن قاصرين يبلغان على التوالي 13 و16 سنة، يشرفان على دكان، كائن بزنقة تتفرع عن شارع 20 غشت بسيدي بنور، كانا بصدد تحضير وجبة الغذاء، داخل المحل التجاري. وفي حدود الواحدة والنصف من ظهر الأحد، التحقت صغيرة بالمحل التجاري، كانت ترغب في اقتناء قنينة غاز من الحجم الكبير. وعمد أحد البائعين إلى فتح أنبوبها، لتخفيف ضغط الغاز عليها، ودون مبالاة، امتد الغاز المنبعث من القنينة إلى قنينة غاز صغيرة، فاشتعلت النيران في الغاز الذي كان اكتسح فضاء المحل التجاري، قبل أن تمتد إلى القاصرين والزبونة الصغيرة، الذين أصيبوا بجروح بليغة من الدرجة الثالثة، في أنحاء متفرقة من أجسادهم. وعلى الفور نقل الضحايا إلى المستشفى المحلي، قبل تدخل الجهات المعنية. ونظرا لحالتهم الحرجة، أحالهم الطاقم الطبي على مصلحة الحروق بالدارالبيضاء. تجدر الإشارة إلى أن الضابطة القضائية، مازالت تنتظر تدخل وكيل الملك بابتدائية سيدي بنور، وإصدار تعليماته النيابية، لفتح بحث في النازلة المأساوية، التي وقعت وسط تجمع سكني، وكادت عواقبها أن تكون كارثية ومدمرة. وعلمت "المغربية" أن صاحب الدكان لم يخبر بوقائع النازلة السلطات الأمنية والمحلية، ذات الاختصاص الترابي، بسيدي بنور، وذلك على غرار السلطات الصحية بالمستشفى المحلي، التي كانت استقبلت الضحايا.