لقي شابان في مقتبل العمر مصرعهما، صبيحة الجمعة الماضي، في حادثة سير، وقعت فصولها الدموية، بمدينة الجديدة.فيما خلفت حادثة سير أخرى، صباح اليوم نفسه، إصابة مستخدم لدى شركة النقل الحضري، وصفت حالته ب"الخطيرة". وتأتي الحادثتان المأساويتان على بعد ساعات من دخول مدونة السير حيز التطبيق، الذي صادف يوم الجمعة فاتح أكتوبر الجاري. وعلمت "المغربية" أن سيارة خفيفة من نوع "بي إيم دوبل في"، اصطدمت، على الساعة الواحدة و45 دقيقة من صبيحة الجمعة الماضي، مع شاحنة لنقل الأزبال، بشارع بئر أنزران، على الطريق المؤدية جنوبا إلى مراكش. وأسفر الحادث عن مصرع مرافق سائق السيارة في عين المكان، ويتعلق الأمر بالمدعو (ي)، من مواليد 1986، بأزمور، فيما لقي السائق المدعو (م)، من مواليد 1974، بجماعة أولاد غانم بإقليم الجديدة، حتفه في حدود الساعة الثالثة صباحا، داخل قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، إذ ظل يخضع للعناية الطبية المركزة. وعزى مصدر أمني سبب الحادثة إلى الإفراط في السرعة، وعدم احترام قانون السير. وفي حدود السادسة والنصف من صبيحة الجمعة الماضي، اهتزت عاصمة دكالة على وقع حادثة سير مأساوية، أبطالها ووقائعها والإجراءات، التي واكبت وقوعها، تبدو قمة في الغرابة. فعلى بعد زهاء 10 أمتار من "بلاكة 60"، عند مدخل الجديدة، على الطريق المؤدية إلى الوليدية، دهس ميكانيكي، كان يقود حافلة للنقل الحضري، مستخدما لدى الشركة نفسها. وحسب الشهادات، التي استقتها "المغربية"، فإن الميكانيكي كان يعتزم الرجوع إلى الخلف، دون أن ينتبه إلى حافلة خلفه، كانت فارغة من الركاب ومن السائق، وكانت متوقفة على جنبات الطريق، مباشرة أمام المدخل الرئيسي لمرآب حافلات النقل الحضري. وفي تلك اللحظة، أشار المستخدم بيده إلى الميكانيكي، حتى لا يصدم الحافلة، التي كانت متوقفة وراءه، إلا أنه لم يعر أي اهتمام لما وراءه، وتابع سيره، ولم يتوقف، إلا بعد أن صدم المستخدم وألصق جسمه بالحافلة الخلفية، وظل الضحية عالقا، في مشهد رهيب، بين الحافلتين. وكادت الحادثة أن تودي بحياة المستخدم، لو لم يتحرك "الطوبيس" الخلفي من مكانه، إثر قوة الاصطدام، سيما أن الأخير لم يكن مشغلا وقتها. ودخل الضحية، الذي كان مضرجا في دمائه، في حالة غيبوبة، بعد أن بثرت إحدى أذنيه، وأصيب بجروح بليغة في رأسه وصدره ورئتيه، وتكسرت ضلوع قفصه الصدري. وتجمهر حوله العشرات من المستخدمين والمواطنين، الذين استنكروا النازلة. وهرعت إلى مسرح الحادثة سيارة للإسعاف تابعة لثكنة الوقاية المدنية بالجديدة، إلا أنها لم تجد الضحية الذي جرى نقله عبر سيارة تابعة لشركة النقل، إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة، الذي رفض استقباله وتسلمه، ما اضطر الشركة إلى نقله، في ظروف غامضة، إلى مصحة بالدارالبيضاء، حيث يكون خضع لعملية جراحية معقدة. وإثر هول الحادثة، أغمي على مستخدمة في مكان الحادثة، ونقلتها سيارة الإسعاف، التي كانت جاءت خصيصا لنقل الضحية إلى مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي. تجدر الإشارة إلى أن الضابطة القضائية بمركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد، لم تباشر المعاينة والتحريات الميدانية، نظرا لأنها لم تشعر بهذه الحادثة المأساوية، التي وقعت فصولها الغريبة، في منطقة نفوذها الترابي. ما يستدعي تدخل النيابة العامة، والقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، لفتح بحث في هذه الحادثة المحيرة، التي تسعى جهات إلى طمسها وإخفاء معالمها، بإدراجها على أنها حادثة شغل.