في إطار متابعة الجديدة24 لردود الأفعال الناتجة عن نشر مقال وشريط فيديو حول الواقع الكارثي لمقبرة أولاد افرج، فقد علمت الجريدة أن الشركة المكلفة بنظافة القرية عمدت مباشرة بعد نشر المقال إلى القيام بزيارات متتالية وبشكل غير معهود إلى المقبرة لتنظيف ما يمكن تنظيفه بدء بجنباتها بهدف احتواء الوضع على قدر المستطاع، إلا أن أحد السكان المجاورين للمقبرة صرح للجريدة أن هذه الزيارات لم تثمر عن شيء. وفي سياق آخر، فقد التأمت الجمعيات النشيطة بأولاد افرج قبل أيام في إطار تنسيق جمعوي، عقدت على إثره عدة لقاءات وجلسات تشاورية في أفق وضع برنامج عمل لتنظيف المقبرة وفق عدة مراحل، كان أولها الحملة التي تم تنظيمها زوال اليوم بمشاركة فرع أولاد افرج لجمعيات الرسالة للتربية والتخييم ومنظمة السنابل الوطنية وأبي شعيب الدكالي للأشخاص المعاقين ونادي باغي ندير الخير وعدد مهم من الفعاليات المدنية بالمنطقة إلى جانب أفراد من الأسرة التعليمية والسكان المجاورين للمقبرة وغيرهم من الغيورين على حرمة المقابر من مختلف الفئات العمرية ذكورا وإناثا، كبارا وصغارا.
وقد أحضر المشاركون في الحملة معدات ولوازم من مالهم الخاص، وقسموا المهام فيما بينهم بشكل مكنهم في ساعات محدودة من جمع كميات هائلة من الأزبال والنفايات في أكياس وإخراجها من المقبرة، في انتظار وفاء شركة التنظيف بوعدها والمتمثل في قيامها يوم غد الاثنين بحمل كل ما أخرجه المتطوعون من أزبال لنقلها إلى مطرح خارج القرية عبر شاحناتها، إلا أن تدخل السلطة المحلية بأولاد افرج دفع بممثل عن شركة التنظيف إلى الالتحاق بجموع المتطوعين، موفرا بذلك شاحنة خاصة بنقل الأزبال للمشاركة في مبادرة المجتمع المدني.
وفي سياق المرحلة الأولى من حملة التنظيف والصيانة المنظمة زوال اليوم، فقد أبدى المشاركون استعدادا كبيرا ورغبة قوية في استعادة جمالية المقبرة من جهة، وبعث رسائل مشفرة وأخرى واضحة للمسؤولين على تدبير المقبرة من جهة أخرى، مع تحسيس السكان المجاورين بضرورة الكف الفوري عن الإساءة للقبور وتشجيعهم على الاعتناء بها وحفظها وصيانتها وتقدير حرمتها، مطالبين في الوقت ذاته بتدخل السلطات من أجل توفير الحراسة بالمقبرة وترميم حائطها وإصلاح أبوابها، فرغم عظمة المهمة التي قام بها المتطوعون زوال اليوم وكارثية الوضعية إلا أن عزيمتهم كانت أكبر من الصعوبات التي واجهتهم بحكم أن المقبرة اتخذت لمدة طويلة مطرحا للأزبال والمخلفات المنزلية وبقايا القنينات الكحولية والأكياس البلاستيكية، وأصبحت مرحاضا للمارة والسكارى، ومرعى خصبا للمواشي بكل أصنافها، إذ تمكنوا في ظرف وجيز من حرق وجمع ونقل كميات هائلة من النفايات بمختلف أنواعها، حيث شارك في هذه العملية ما يفوق المئة والعشرين من الرجال والنساء وحتى الأطفال الذين دفعتهم الغيرة على قبور أجدادهم إلى بذل جهد كبير في جميع الأكياس البلاستيكية وغيرها.
وقد حدد المنظمون لهذه الحملة يوم الأحد المقبل كموعد للمرحلة الثانية من عملية التنظيف والصيانة على أمل مشاركة متطوعين آخرين من القرية وإتاحة الفرصة للجميع من أجل المساهمة في هذا العمل الخيري، حيث قطع المشاركون في الحملة على أنفسهم وعدا بالوقوف وقفة رجل واحد حتى تستعيد المقبرة جماليتها وتحظى بالاحترام والتقدير الواجبين سواء من طرف المسؤولين أو السكان المجاورين.
صالح الخزاعي الجديدة24 مقتطفات من حملة التنظيف والصيانة (بعد قليل...)