تحولت المقبرة الوحيدة بقرية أولاد افرج في الشهور الأخيرة إلى مطرح لرمي الأزبال والنفايات خصوصا في الجهة المحادية لضريح سيدي مسعود في مشهد كارثي يترجم مدى الإساءة التي يتعرض لها الأحياء والأموات على حد سواء، باستثناء الجهة الأخرى من المقبرة حيث الباب الرئيسي والقبور الحديثة. وقد عاينت الجديدة24 أكواما من الأزبال والمخلفات المنزلية وبقايا القنينات الكحولية والأكياس البلاستيكية المتراكمة فوق عدد كبير من قبور المسلمين، مما يعكس حجم الإهمال الذي لحقها منذ مدة من طرف الجهات الوصية على هذا المرفق إضافة إلى استهتار السكان المجاورين بحرمة القبور وما يجب أن تحظى به من توقير واحترام من خلال تجنب الجلوس والمشي عليها، أو نبشها والعبث بها، فما بالك بالتغوط والتبول عليها من طرف المارة عامة والسكارى بشكل خاص وغير المحترمين بشكل خاص جدا.
وحسب تصريح بعض السكان المجاورين للمقبرة، فإن الشركة المكلفة بنظافة القرية لم توفر لحيهم حاويات الأزبال على غرار باقي الأحياء السكنية، كما أن شاحنة النظافة لا تعير اهتماما لما يضعه السكان أمام منازلهم من أكياس، مما يضطرهم إلى رميها فيما بعد على قارعة الطريق أو بجانب حائط المقبرة، إذ تتطور الأمور بعدها إلى تجاوز الحائط وجعل قبور المسلمين مطرحا للقاذورات، فيما ذهب آخرون إلى جعل المكان مرعى خصبا لماشيتهم وبهائمهم، إلى جانب منحرفين آخرين اتخذوا القبور موائد جاهزة لقضاء لياليهم الحمراء الماجنة ومعاقرة كل أنواع الخمور والممنوعات، مستغلين في ذلك غياب الحراسة بالمقبرة سواء بالليل أو النهار، دون نسيان أعداد الكلاب الضالة التي تتوافد على المكان لنبش القبور والعبث بها.
وفي سياق آخر، فقد علمت الجريدة أن بعض شباب الحي رفقة نشطاء جمعويين بالقرية، يعتزمون تنظيم حملة نظافة وصيانة للمقبرة واستعادة جماليتها ولو بشكل متواضع وحسب إمكاناتهم البسيطة، وذلك بهدف بعث رسائل مشفرة وأخرى واضحة للمسؤولين على تدبير المقبرة من جهة، وتحسيس السكان المجاورين بضرورة الكف الفوري عن الإساءة للقبور وتشجيعهم على الاعتناء بها وحفظها وصيانتها وتقدير حرمتها، مطالبين في الوقت ذاته بتدخل السلطات من أجل توفير الحراسة بالمقبرة وترميم حائطها وإصلاح أبوابها، احتراما لمن قضوا نحبهم في هذه البلاد بحلوها ومرها وحان وقت إكرامهم وهم جثث هامدة تستنكر عبث الأحياء الذين أساؤوا إليها وتستنجد بالمسؤولين على رعايتها، فهل من مجيب لها؟