عندما تقوم بزيارة لمقبرة الشرف المتاخمة لمنازل ساكنة حي بن كيران والقريبة من حي الشرف ، تصاب بصدمة قوية حيث أصبح الباب الرئيسي للمقبرة طريق معبدة للسيارات ، يخترق قبور الموتى ويقسم المقبرة إلى شطرين. عندما تقف عند مدخل المقبرة ترى أمامك مزبلة تقتحم حرمة القبور، ولوحة مغروسة في الأرض بجانب المزبلة تثير الإنتباه مكتوب عليها – ممنوع رمي الأزبال – في الوقت الذي تتواجد فيه حاوية الأزبال بنفس المكان تقول هل من مزيد من الأزبال و القادورات ، والناس رجالا ونساء وأطفالا يأتون للمزبلة الناشئة ، ليرموا بأكياس مملوءة بالأزبال النتنة ذات الروائح الكريهة، الأمر الذي يمكن اعتباره تواطؤ مع الشركة الأجنبية، المسؤولة عن نظافة المدينة بشوارعها وأحيائها وقبور موتاها أيضا، فهذه الشركة تتحمل المسؤولية عن رمي تلك القاذورات في مقبرة الموتى بالشرف. وفي هذا الوضع يتوجب على المسؤولين أن يتدخلوا لدى الشركة المسؤولة عن النظافة لحثها على نقل تلك الحاوية من وسط المقبرة وتحويلها إلى مكان آخر . لأن لا مكان للأزبال في ثقافتنا وديننا بين قبور الموتى، كما أنه من الواجب على جمعيات- المجتمع المدني- التي تنشط في هذه الأحياء ونخص بالذكر جمعية حي بن كيران وجمعية حي الشرف للتحرك أمام هذا الانتهاك لحرمة المقبرة. وقد يعزى عدم تحرك ساكنة الحي لعدة أسباب قد يكون منها الجهل وعدم توفر الأحياء على حاويات صغيرة في أزقتهم ليرموا نفاياتهم بها، فهم تابعون لحاوية الأزبال أينما حلت وارتحلت، ونخشى أنه إن تم وضع تلك الحاوية أمام باب أحد المساجد أن نرى الناس يهرولون بأزبالهم نحو تلك الحاوية. ليبقى التساؤل هنا مطروحا حول المسؤول أساسا عن فكرة وضع هاته المزبلة بهذا المكان بالذات عوض وضعها في عدة أماكن أخرى؟، وهل أن وضع حاويات صغيرة موزعة حول الأحياء المجاورة سوف يكون بالأمر العسير؟