في ثاني بادرة من نوعها بمدينة طنجة، نظم متطوعو الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة يوم الأحد 07 أكتوبر 2012 حملة للنظافة داخل مقبرة الشرف، بعدما همت هذه العملية مقبرة السعدية بحي الكورزيانة في وقت سابق من السنة الجارية. وقد شارك في هذا النشاط 25 مسعفا متطوعا حضروا بعدتهم بعدما لم تتمكن مقاطعة مغوغة من تزويدهم بمعدات النظافة لانشغال مسؤوليها بالانتخابات التشريعية الجزئية. وقد ساهمت شركة "تيك ميد" في هذه الحملة، حيث زودت المسعفين بالأكياس البلاستيكية والقفازات. وإيمانا من القائمين بهذا النشاط بمبدإ العمل المشترك، وإدماج الساكنة المحلية في الأنشطة التي تخص مجالها الترابي، وجهت الدعوة لجمعيتين تنشطان بالمناطق المحيطة بالمقبرة. وقد استجابت للدعوة جمعية حي بنكيران التي شاركت بخمس متطوعين ساهموا إلى جانب شباب آخرين ينتمون إلى الحي المجاور للمقبرة في دعم جهود المسعفين لاسترجاع قداسة مقابر المسلمين وإكسابها الاحترام اللازم باعتبارها المثوى الأخير للإنسان في الدنيا، وباعتبار العمل على حفظ كرامة الإنسان في الحياة كما بعد الممات. التركيز على مبدأ التشاركية المتبع في هذه الحملة يعزى إلى الهدف المرسوم لدى متطوعي الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة. هذا الهدف يتلخص في ضرورة ضمان الاستمرارية للمبادرات الشبابية عبر إشراك الساكنة المحلية في الأنشطة والبرامج المجتمعية الرامية إلى تخليق وتفعيل دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية الشاملة. فإشراك جمعيات الحي في هذا النشاط البيئي الإنساني يرجى منه إكساب هذه الجمعيات رؤى جديدة عن العمل التطوعي القائم على المبادرة والخلق والإبداع، وتحسيسهم بضرورة تضمين البرنامج السنوي للجمعية بأكثر من حملة نظافة داخل المقبرة. كما أن إشراك شباب الحي وأطفاله كان بمثابة رسائل غير مباشرة للساكنة بضرورة احترام المقبرة وكف الأذى عنها والحياة داخل بيئة خالية من الأزبال. يذكر أن مقبرة الشرف كغيرها من المقابر المحلية لم تسلم من التفكير السلبي والمحدود للساكنة. فبعد الدراسة الأولية التي أجريت عليها تبين بالصور أن أجزاء منها ليست باليسيرة امتلأت بالأزبال والأحجار ومخلفات إصلاح المنازل والأدوات والأثاث غير المستعمل، حتي اتخذت جنباتها شكل مطرح للنفايات طمست معه آثار العديد من المقابر، فيما استحالت مجالات منها إلى مكان للعب والسمر والسهر، ناهيك عن أن المقبرة أضحت مرعى مناسبا للماشية. كل هذه الأمور اجتمعت في مكان يفترض فيه أن يكون مجالا للتأمل والتدبر والتفكر في النهاية الحتمية للإنسان. ولا غرابة في ذلك، فما هذا إلا انعكاس لتخلف مجتمعنا وقلة الوعي الذي يحكمنا خلال حركاتنا وسكناتنا. فلله الأمر من قبل ومن بعد.