إصابة عنصر من القوات المساعدة بحروق خطيرة في حريق سوق بني مكادة بطنجة    المغرب يعود إلى الساعة القانونية    المغرب ينجح في توقيف فرنسي من أصل جزائري مبحوث عنه دولياً في قضايا خطيرة    التحولات الهيكلية في المغرب.. تأملات في نماذج التنمية والقضايا الاجتماعية الترابية" محور أشغال الندوة الدولية الثانية    الأسير الإسرائيلي الذي قَبّل رأس مقاتلين من "القسام" من أٌصول مغربية (فيديو)    افتتاح أخنوش رفقة ماكرون للمعرض الدولي للفلاحة بباريس يشعل غضب الجزائر    تذكير للمغاربة: العودة إلى الساعة القانونية    نهضة بركان يحسم لقب البطولة بنسبة كبيرة بعد 10 سنوات من العمل الجاد    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    مقتل شخص وإصابة عناصر شرطة في "عمل إرهابي إسلامي" في فرنسا    الجيش والرجاء يستعدان ل"الكلاسيكو"    تمارة.. حريق بسبب انفجار شاحن هاتف يودي بحياة خمسة أطفال    التعادل يحسم مباراة آسفي والفتح    اختتام رالي "باندا تروفي الصحراء" بعد مغامرة استثنائية في المغرب    منتخب أقل من 17 سنة يهزم زامبيا    انطلاق مبادرة "الحوت بثمن معقول" لتخفيض أسعار السمك في رمضان    توقيف عميد شرطة متلبس بتسلم رشوة بعد ابتزازه لأحد أطراف قضية زجرية    في أول ظهور لها بعد سنة من الغياب.. دنيا بطمة تعانق نجلتيها    الملك محمد السادس يهنئ العاهل السعودي    أخنوش يتباحث بباريس مع الوزير الأول الفرنسي    توقعات أحوال الطقس ليوم الاحد    "مهندسو طنجة" ينظمون ندوة علمية حول قوانين البناء الجديدة وأثرها على المشاريع العقارية    المغرب بين تحد التحالفات المعادية و التوازنات الاستراتيجية في إفريقيا    تجار سوق بني مكادة يواجهون خسائر كبيرة بعد حريق مدمر    السينما المغربية تتألق في مهرجان دبلن السينمائي الدولي 2025    الصويرة تحتضن النسخة الأولى من "يوم إدماج طلبة جنوب الصحراء"    البطلة المغربية نورلين الطيبي تفوز بمباراتها للكايوان بالعاصمة بروكسيل …    مسؤول أمني بلجيكي: المغرب طور خبرة فريدة ومميزة في مكافحة الإرهاب    الرئيس الفرنسي يعرب عن "بالغ سعادته وفخره" باستضافة المغرب كضيف شرف في معرض الفلاحة بباريس    عجز الميزانية قارب 7 ملايير درهم خلال يناير 2025    "البيجيدي" مستاء من قرار الباشا بمنع لقاء تواصلي للحزب بالرشيدية    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    مساءلة رئيس الحكومة أمام البرلمان حول الارتفاع الكبير للأسعار وتدهور الوضع المعيشي    "الصاكات" تقرر وقف بيع منتجات الشركة المغربية للتبغ لمدة 15 يوما    مشروع قرار أمريكي من 65 كلمة فقط في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء الحرب في أوكرانيا دون الإشارة لوحدة أراضيها    رئيسة المؤسسة البرازيلية للبحث الزراعي: تعاون المغرب والبرازيل "واعد" لتعزيز الأمن الغذائي    في حضور أخنوش والرئيس الفرنسي.. المغرب ضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بباريس    رفض استئناف ريال مدريد ضد عقوبة بيلينغهام    بين العربية والأمازيغية: سعيدة شرف تقدم 'الواد الواد' بحلة جديدة    إحباط محاولة تهريب مفرقعات وشهب نارية بميناء طنجة المتوسط    الكوكب المراكشي يبحث عن تعزيز موقعه في الصدارة عبر بوابة خريبكة ورجاء بني ملال يتربص به    متابعة الرابور "حليوة" في حالة سراح    استثمار "بوينغ" يتسع في المغرب    السحب تحبط تعامد أشعة الشمس على وجه رمسيس الثاني    تحقيق في رومانيا بعد اعتداء عنيف على طالب مغربي وصديقته    الصين تطلق أول نموذج كبير للذكاء الاصطناعي مخصص للأمراض النادرة    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    دراسة: هذه أفضل 4 أطعمة لأمعائك ودماغك    رفع الستار عن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان روح الثقافات بالصويرة    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    حوار مع "شات جيبيتي".. هل الأندلس الحقيقية موجودة في أمريكا؟    "ميزانية المواطن".. مبادرة تروم تقريب وتبسيط مالية جهة طنجة للساكنة    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الالاف من الجديديين يؤدون صلاة العيد والسلطات تفتح أبواب اعدادية عبد الكريم الخطابي لتفادي الازدحام بالمصلى (+خطبة العيد)
نشر في الجديدة 24 يوم 20 - 08 - 2012

أدى جموع الجديدين نهار اليوم خطبتي وصلاة العيد هذا اليوم بالساحة المجاورة للعمالة أمام الثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي في جو من الخشوع والرهبة بفضل الأعداد الكبيرة التي حجت إلى المصلى لأداء صلاة العيد.

وقد انطلقت صلاة العيد في حدود الثامنة صباحا كما كان محدد سلفا بصلاة العيد وقد أم المصلين الدكتور أحمد بن محمد العمراني رئيس المجلس العلمي لإقليم سيدي بنور و الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي وخطيب مسجد الأعظم –بلحمدونية- الذي أفتتح خطبته الأولى بعد صلاة العيد بتذكير جموع المصلين كيف مر رمضان وهم يجاهدون إلى تحصيل الخيرات ومجاهدة النفس على القيام والصيام مستحضرا تلك الصور الرحمانية التي يعرفها الشهر الفضيل حاثهم على الإستمرار و مواصلة العمل الذي بناه المؤمن طوال الشهر الكريم مستشهدا بما ورد عن الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إن في سورة النساء لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها.

*إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما

*إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما

*إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء

*ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

*ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما

قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيه


كما ذكر بفضل الإستغفار وأجره العظيم وعلامات قبول العمل الصالح كما وذكر أن رجلا دخل على امرأة أو أدخلها في منزل وأرادها على نفسها وقال لها: أغلقي الأبواب فأغلقت الأبواب كلها قال: هل بقي شيء من الأبواب؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله فارتعد واقشعر جلده وخرج وتركها، وحث المسلمين على التمسك بدعاء اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

وفي ختام الخطبة الأولى ذكر قصة أبو الدرداء رضي الله عنه حين مر على أناس يضربون رجلا ويسبونه فقال لهم: ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبا فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه قال: فلا تسبوا أخاكم، وأحمدوا الله الذي عافاكم فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟ قال: إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي.

وفي الخطبة الثانية هنأ الجديدين بالعيد وبوجوب تذكر كل مسكين ومحتاج وكل من صل معهم العام الماضي وغيبه الموت عن الصلاة في هذا العيد وسنة تغيير الطريق أثناء الرجوع إلى المنازل وخاتما بوصية رمضان.

يا من كنتم بالأمس تستقبلوني و اليوم... ودعتموني ..

يا من كنتم تخشون و تبكون في أيامي فبعد انقضائي لا تنسوني

يا من كنتم تتلون آيات ربكم ليلا نهارا فلا تهجرونه سرا و جهارا

يا من كنتم تقيمون ليلي و تصومون نهاري فهلا استمريتم وكنتم كرارا؟

أحبائي
وصيتي لكم ألا تنسوني و لا تنسوا فضلي وفضل أيامي فليس من إكرام الضيف أن ينسوا جميله أو يرفضوا هديته أو يمزقوا عطيته . فلكم تعبتم و لكم عطشتم و لكم اجتهدتم و لكم قرأتم و ختمت فهل من الفضل أن تضيعوا ذلك كله بعد انقضائي.

و أثناء مغادرة المصلين إلى منازلهم كان المشهد رهيب وجموع الناس في صفوف تحد النظر في جو إيماني رهيب تقشعر له الأبدان.

تجدر الإشارة إلى ان السلطات عمدت إلى فتح أبواب ثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي في وجه المصلين مع العلم أن مجموعة من المواطنين خافوا الزحام فانطلقوا لآداء الصلاة إما في سيدي بوزيد أو مولاي عبد الله مع تسجيل بعض حالات عدم تدارك في الوقت بين الساعة القديمة والجديدة.

فيما يلي خطبة العيد كاملة لكل راغب في الاستفادة منها مع تشكراتنا للاستاذ أحمد بن محمد العمراني :

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر...الله أكبر كبيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، أحمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وهو الأحق بالحمد، منحنا شهر الصيام، وتفضل علينا فيه بجزيل الثواب والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا، فاللهم صل على النبي الكريم وآله، وارض عن صحابته، وأحي الأمة على ملته. وبعد :
أيها المؤمنون:
ها قد ودعتم اليوم ضيفا عزيزا كريما، حل بكم قبل شهر من الزمان. زاركم ليرفع درجاتكم ويزيد في حسناتكم ويعتقكم من النيران. فتمتعتم بلذة الصلوات، وأراحتكم كثرة الركعات، وارتفعتم بمزيد السجدات، وأنساكم طول وقوفكم بين يدي الله دنياكم ومشاغلكم. عشتم مشاهد ازدحام صفوف المصلين، وتلاحم الأكتاف، والتصاق الأقدام، وهيمنة الخشوع، وتنزل الرحمات.
حرصتمعلى إكمال التراويح والإمام يدعو وأنتم تؤمنون.
حولتمبيوتكم إلى جنان ورياحين يذكر فيها اسم الله، ويتلو فيها كتابه، وتطبق فيها سنة حبيبهبالاقتداء به في إفطاره وسحوره وتعبده، فحظيتم بأجر الاهتداء وشرف الاقتداء.
أمسكتمألسنتكم عن الغيبة والنميمة ولغو الكلام، وطيبتموه بالذكر والقرآن وطيب الكلام، وتعلمتم أن تقولوا لكل غافل، نحن صائمون يا إنسان.
وساعدتم المحتاج والمسكينبالصدقة وجزيل الاحسان.
وحصلتم ليلة خير من ألف شهر، فرصة خير من ثلاثين ألف فرصة.
الله أكبر...أيها المؤمنون:
لقد عشتم بناء للنفس بعد تقييد مردة الشياطين، فانتصرت الأنفس على شهواتها، وقللتم من عيوبها، وسموتم بها من نفس أمارة إلى نفس لوامة فمطمئنة. فانتبهوا لصيانة هذا البناء بعد رمضان، فقد أطلقت الشياطين من سلاسلها، وهم أشد حرصا على الرجوع بكم إلى سابق عهدها، فاحرصوا على الحفاظ على ما اكتسبتموه من مناعة إيمانية وأعمال عبادية وأجواء روحانية.
فاستقيموا على عبادة الله، فما خلقتم إلا لذاك، ولا تصلح حياتكم ولا تستقيم إلا بعبادة ربكم، قال تعالى:"قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ 0لْعَٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ 0لْمُسْلِمِينَ". الأنعام/162،163.
وتجنبوا ما أمرتم بتجنبه، وامتثلوا أوامر ربكم، وتأملوا هذا الكلام الذهبي من صحابي جليل اسمه عبد الله بن مسعود الذي يقول فيما اخرجه عنه الحاكم في مستدركه بسند صحيح:" إن في سورة النساء لخمس آياتما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها. قوله تعالى:" إن الله لا يظلم مثقال ذرةوإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"40.وقوله تعالى:" إنتجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما"31. وقوله تعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء48". وقوله تعالى:" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللهواستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما"64. وقوله تعالى:" ومن يعملسوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"110.
فاشتغلوا بالحسناتفإنكم لن تظلموا فيها ولو مثقال ذرة،
واجتنبوا الكبائرالتي حذر منها النبي العدنان، من :" الشِّرْك بِاللَّهِ، وَالسِّحْر، وَقَتْل النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْل الرِّبَا، وَأَكْل مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْف المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ".خ واجتنبوا:" عقوق الوالدين، وقول الزور".خ
واجتنبوا لعن الوالدين بسبك وشتمك لوالدي الآخر".خ
وانبذوا الشرك بالله أصغره وأكبره وخفيه فإن الله لا يغفره،
وتمسكوا بالاستغفار الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:" أنزل الله عليَّ أمانين لأمتي:" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".الأنفال/33, فإذا مضَيْت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة". الترمذي. استغفر ربكبالندم على ما مضى، والعزم على ترك العودة إليه أبدا، وأن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله وليس عليك تبعة، وأن تعمِد إلى اللحم الذي نبت من السحت فتذيبه بالأحزان حتى تُلصِق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، وتذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله. واعلموا أنه :" ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك ثلاث ساعات، فإن استغفر من ذنبه لم يكتبه عليه ولم يعذبه به الله يوم القيامة ". الحاكم.
واعلموا رحمكم الله أن لكل شيء علامة، وعلامة قبول الحسنةأن يتبعها العبد بحسنة أخرى.لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ،وَأَتْبِعِ الْسَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،وَخَالِقِ الْنَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".ت. فيامن يفكر في العودة إلى الذنوب والمعاصي والغفلة:تمهل قليلا وتفكر:كيف تعود إلى السيئات وقد طهرك الله منها؟.كيف تعود إلى المعاصي وقد محاها الله من صحيفتك؟. أيعتقك الله من النار فتعود إليها؟. أيبيض الله صحيفتك من الأوزاروأنت تسودها مرة أخرى؟.لا تهدم ما بنيت، لا تسود ما بيضت، لا ترجع إلى الغفلة والمعصية. واحرص على إحكام سفينتك فإن البحر عميق، وخفف حملك فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وأخلص العمل فإن الناقد بصير.
فالاخلاص الاخلاصعباد الله، اصدقوا الله في عبادتكم وأعمالكم يصدقكم الله ...أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام:" ليس كل من صلى قبلتُ صلاته، ولا من عبد الله قبلتُ عبادته، يا داود، كم من ركعة لا تساوي عندي شيئاً، لأني نظرت إلى قلب صاحبها فوجدته إن برزت له امرأة متعرضة أجابها، وإن عامله إنسان في تجارة خانه. يا داود، طهر ثيابك الباطنة، لأن الظاهر لا ينفعك عندي، وأني بكل شيء محيط".الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح :1 / 24. وانتبهواإلى أن باب الله لا يغلق، وهو مطلع على كل صغيرة وكبيرة، راقبوه في السر والعلن، تكونوا من الفائزين، حكي أن رجلاً خلا مع امرأة، فقال لها: أغلقي الأبواب وأرخي الستور، ففعلت ذلك، فلما دنا منها قالت له: إنه بقي باب لم أغلقه، فقال لها: وأي باب هو؟ فقالت له: الذي بينك وبين الله تعالى".الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح :1 / 32.
وأكثروا من دعاء:اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.وتمسكوا بالعمل القليل الدائم غير المنقطع فهو أحب الأعمال إلى الله"خ. قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:" مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا، قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ". خ.وانظروا بعينالرحمة لكل مسلم عاص، ادعوه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تشتموه أو تسبوه، واقتدوا في ذلك بالصحابي الحكيم أبي الدرداء الذي مر يوما على رجل عمل ذنبا وعلم بذنبه أناس، فوجدهم يسبونه، فقال لهم: أرأيتم لو وجدتموه في قاع قليب، ألم تكونوا مخرجيه منها؟. قالوا: بلى، قال: فاحمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم، احمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم". ولاتنسواأمتكم التي تعيش مرحلة من أعقد مراحل حياتها، زمن القصعة التي حدث عنها النبي الأمين:" يوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ» ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ".سنن أبي داود.فاللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا، واجعلنا من عتقائك يا كريم. آمين. والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر...الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله والصحب أجمعين.
وبعد: أيها المؤمنون:
هنيئا لنا هذا العيد، رحمات ربي فيه متدفقة، ونفحات الكريم فيه مهيأة، فأكثروا فيه من التهليل والتكبير، وتزاوروا فإن في ذلك المحبة والألفة، ولا تنسوا الفقراء والمساكين، وإذا رجعتم من صلاتكم فارجعوا من طريق غير الذي سلكتموه في القدوم إلى المصلى، فتلك سنة نبيكم المثلى. وتذكروا من صلى معكم العام الماضي أين ذهبوا؟ سكتوا فما نطقوا، وكأنهمما كانوا، فارقوا كل مرغوب ومطلوب، وما بقيت معهم إلا الأعمال الصالحة أو الذنوب، فاستعِدوا لما ذهبوا إليه، وتذكروا قدومكم على ما قدموا إليه، واسألوا الله لهم المغفرة والرحمة . ولا تنسوا إكمال دهركم بصيام بعض الأيام الواردة في وصية نبيكم القائل:" من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر"مسلم. وكونوا كما أرادكم رب الخلق في حديث سيد الخلق:" إن لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها". واسمعوا إخوة الايمان وصية رمضان التي كتبها لكم قبل سفره إلى الملك الديان. يقول لنا فيها: يا من كنتم بالأمس تستقبلوني واليوم ودعتموني، يا من كنتم تراقبون ربكم وتبكون في أيامي، يا من كنتم تتلون آيات ربكم ليلا نهارا، يا من كنتم تقيمون ليلي وتصومون نهاري، تشبتوا بالصيام والقيام، وتذكروا الفقراء والأيتام، اشكروا نعم الله عليكم ولا تجحدوها، وإياكم أن تنسوني أو تنسوا فضلي وفضل أيامي، وتنقضوا عهدكم بالتوبة والأوبة. فما أنا إلا حروف تحمل في طياتها الكثير، وما أنا إلا أيام وليالي، ولكن يومي بدهر، وليلي فيه ليلة القدر، فودعني وداع محب مشتاق، واستقبلني استقبال ملهوف محتاج، فإني أقول لك: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك وقيامك وذكرك وصلاتك، فما قدمته في شهري أمانة في عنقك، لا تفرط فيها، فسنلتقي قريبا.فالَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، واعفُ عَنَّا مَا كَانَ فيهِ مِنَ تَقصِيرٍ وَغَفْلَةٍ. الَّلهُمَّ اجعلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، الَّلهُمَّ ارحَمْ ضَعْفَنَا وتَقْصِيرَنَا ولا تَكُلْنَا إِلى أَنفُسِنَا طَرْفَةَ عَينْ . اللهم يا كاشفَ كلَ ضرٍ وبلية، ويا عالمَ كلَ سرٍ وخفية، نسألُك فرجا قريبا للمسلمين، وصبرا جميلا للمستضعفين، الَّلهُمَّ كُنْ نَاصِرَاً لَهُمْ يَوْمَ تَخَلَّى عَنْهُمُ النَّاصِرُ، وكُنْ مُعِينَاً لَهُم يَومَ تَخَلَّى عَنْهُمُ المُعينُ، الَّلهم ارحمِ الأطفالَ اليَتَامى والنِّساءَ الثَّكَالَى، وذِي الشَّيبَةِ الكَبِير.اللهم إنك ابتدأت الخلق من غير حاجة بك إليهم، ثم جعلتهم فريقين فريقا للنعيم وفريقا للسعير، فاجعلنا للنعيم ولا تجعلنا للسعير. اللهم إنك علِمتَ ما تكسب كل نفس قبل أن تخلُقها، فلا محيص لها مما علمت، فاجعلنا ممن تستعملُه بطاعتك، اللهم إنك خلقت الخير والشر وجعلت لكل واحد منهما عاملا يعمل به، فاجعلنا من خير القسمين، اللهم إنك خلقت الجنة والنار، وجعلت لكل واحدة منهما أهلا، فاجعلنا من سكان جنتك. اللهم ارحم أموات المسلمين، وخصوصا من صلى معنا العيد الماضي وغاب عنا جسده هذا العيد، اللهم اغفر لهم وارحمهم . اللهم اهد حكام المسلمين لما فيه صلاح للأمة ونصر للدين، وعلى رأسهم أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، اللهم انصره نصرا عزيزا تعز به الدين وترفع به راية الاسلام رب العالمين، اللهم كل له وليا ونصيرا ومعينا وظهيرا، ويسر له بطانة صالحة تعينه إذا ذكر وتذكره إذا نسي، واحفظه في ولي عهده سمو الأمير المولى الحسن وأنبته اللهم النبات الحسن، وأعنه بسمو الأمير المولى الرشيد واجعله من الراشدين، وارحم فقيدي العروبة والاسلام جلالة الملك محمدا الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني واجعلهما من عبادك الصالحين..،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة.......،
رب اغفر وارحم............،
والحمد لله رب العالمين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.