أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، أخيرا، بائع حلويات ستينيا، يتحدر من منطقة أولاد افرج، وحكمت عليه ب10 سنوات سجنا نافذا بعد متابعته في حالة اعتقال، من قبل قاضي التحقيق بجناية هتك عرض قاصر بالعنف، تبلغ من العمر ثماني سنوات. المتهم في هذه النازلة التي شدت الأنظار، وشغلت اهتمام سكان المنطقة، يعمل بائع حلويات أمام مدارس بمركز أولاد فرج، عازب. تحرك البحث في القضية بناء على شكاية تقدم بها والد الضحية لدى مصالح المركز الترابي للدرك الملكي لأولاد افرج، معززة بشهادة طبية وبأسماء شاهدين كان لهما الفضل في كشف ممارسة الستيني للجنس أمام المؤسسة التعليمية التي تدرس فيها الضحية. تفاصيل الواقعة.. تعود الواقعة إلى الأسبوع الثاني من يونيو الماضي، حينما توجهت الضحية – التلميذة إلى المدرسة بمركز الجماعة، حوالي الثانية عشرة زوالا، حيث ستنتظر توقيت الحصة المسائية التي تنطلق على الساعة الثانية بعد الزوال، ولأن التلاميذ لم يلتحقوا بعد بالمؤسسة، كان عليها أن تنتظر أمام المؤسسة التعليمية. لاحظ المتهم وجودها بمفردها ونادى عليها ملوحا لها بكيس من الحلويات "بيمو"، فتوجهت نحوه حيث كان ينصب شبه خيمة تقيه من الشمس وتظلل عربة مدفوعة يستغلها في نشاطه التجاري. في هذه الأثناء لاحظ مواطن، يشتغل لحاما في محل مقابل للمدرسة، من فجوة في الخيمة، المتهم يجلس على كرسي وأمامه شخص يبدو قاصرا يقف أمامه وهو يمسك بفخديه ويقوم بحركة مثيرة للشك. لم ينتظر اللحام طويلا ليدعو جاره يشتغل في محل آخر، وظلا يراقبان إلى أن خرجت الطفلة من الخيمة، وتوجهت نحو باب المدرسة وكان التلاميذ قد بدؤوا بالتوافد على المؤسسة التعليمية، فأرسلا تلميذا لطلبها. عند وصولها بدأ الشاهدان في استجوابها للتعرف على هوية والدها وما كانت تفعله في خيمة بائع الحلويات، ليتمكنا من جمع معلومات قادتهما إلى ربط الاتصال بوالدها وإخباره بالنازلة. حضر الأب إلى المدرسة، وأعاد ابنته إلى منزل العائلة بدوار بأطراف مركز أولاد افرج، ولما استفسرها أنكرت الواقعة، إلا أنه واصل الضغط عليها إلى أن اعترفت بهتكه عرضها وتهديدها إن أفشت السر فأخذها إلى طبيب شرعي. تصريح الضحية.. استمعت الضابطة القضائية للطفلة بحضور والدها، إذ أفادت أنها كانت تجلس أمام باب المدرسة، حينما نادى عليها المتهم وهو يلوح لها بكيس حلويات، فتوجهت نحوه، وحينما مدت يدها لأخذه أمسك بمرفقها وجذبها نحوه ثم ساعدها للوقوف فوق كرسي صغير، ونزع سروالها، ومارس عليها الجنس، فغادرت الخيمة وكيس الحلويات في يدها . وعن سبب إنكارها لما وقع حينما استفسرها والدها، قالت إنها أنكرت خوفا من التهديد الذي وجهه لها المتهم، مؤكدة أن شخصين طلباها واستفسراها عن مكان سكناها واسم والدها وما كانت تفعله في الخيمة. وبحكم أن والد الضحية استند في شكايته على ما رواه له الشاهدان الوارد اسمهما في الشكاية، وتأكيد الضحية لاستجوابهما لها وإخبارهما بما تعرضت له، استدعت الضابطة القضائية الشاهدين، كل على حدة، فأكدا كل ما جاء في أقوال المشتكي، مؤكدين أنهما من أخبراه ولا يريان مانعا الإدلاء بشهادتهما. الصدمة.. بناء على تصريحات الضحية والشاهدين، خرجت دورية دركية للقيام بتحرياتها الميدانية في مكان الواقعة علها تجد ما يدعم تورط الستيني في الواقعة واستطلاع رأي الجيران في سلوكاته. لم تجد عناصر الدرك الملكي في المكان من يفيدها في البحث، كما لم يكن المتهم قد حل بعد بباب المدرسة كعادته لبيع الحلويات للتلاميذ، لكنها تلقت معلومات بوجود ضحية ثانية ( 13 سنة) تتابع دراستها في مؤسسة أخرى، وأن جميع المعلومات والمعطيات توجد في حوزة أحد المدرسين في المدرسة فربطت الضابطة القضائية الاتصال به. واصل رجال الدرك بحثهم وتقفيهم أثر المتهم إلى أن وردتهم معلومات عن مكان وجوده أمام إحدى المؤسسات التعليمية، حيث باغتوه وأوقفوه، وبناء على تعليمات النيابة العامة المختصة، وضح تحت تدابير الحراسة النظرية من أجل البحث. استمعت الضابطة القضائية إلى المتهم في محضر رسمي، حيث أنكر، في البداية المنسوب إليه، نافيا أن يكون قد مارس الجنس على الضحيتين، كما نفى أن تكون له أي عداوة مع الشاهدين، مؤكدا أنه يعرفهما ويعرف مكان محليهما التجاريين قبالة المدرسة. إلا أن الضابطة القضائية حاصرته بوابل من الأسئلة، وقررت إجراء مواجهة بينه والضحية، فانهار واعترف بكل تفاصيل الواقعة. خبرة مضادة.. في الوقت الذي كانت الضابطة القضائية تستمع إلى الجاني كانت الضحية قد أحيلت على الخبرة الطبية، التي أكدت أن بكارتها سليمة مع وجود احمرار بين فخذيها ناتج عن تعرضها لممارسة غير طبيعية. وبعد إتمام البحث أحيلت المسطرة على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة، وبعد استنطاقه قرر إحالته على قاضي التحقيق. وخلال البحث الإعدادي، تم استنطاقه حيث تقرر إيداعه السجن المحلي ومواصلة البحث التفصيلي، بالاستماع مجددا للتلميذة الضحية، التي سردت الوقائع التي تم التصريح بها أمام عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لأولاد افرج، قبل أن يتم الاستماع للمشتبه فيه مجددا، الذي تمسك بالإنكار، ما دفع قاضي التحقيق لمواجهته بتصريحات المصرحين والضحية، قبل أن يقتنع قاضي التحقيق بتورطه في هتك عرض التلميذة القاصر ومتابعته في حالة اعتقال. .