تستأثر عملية انتخاب رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية لجهة الدارالبيضاءسطات باهتمام كبير من طرف مختلف المتتبعين للشأن الفلاحي والسياسي على الصعيد الجهوي والوطني. فبعد بروز تحالف ثلاثي جمع أحزاب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتوافق على دعم ومؤازرة التجمعي عبد القادر قنديل لاعتلاء كرسي رئاسة أكبر غرفة فلاحية جهوية بالمغرب، فقد برزت في المقابل تزكية من حزب الأصالة والمعاصرة للرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح عمار (ولد زروال) للظفر بنفس المنصب. يبدو أن الأمر يفتقد لكثير من التوازن، فرغم تفوق التحالف الثلاثي، فإن ولد زروال أصر على منافسة غريمه الذي مازال الفيديو الشهير للندوة الصحفية لمعرض الفلاحة بسيدي بنور يوثق لحدة الخلاف بينهما حيث كال كلاهما للآخر عديد التهم ما بين الأمية وغياب الأمانة دون أن تتدخل السلطات القضائية لفتح تحقيق في فحوى هذه الاتهامات. ترشح ولد زروال من أجل العودة إلى كرسي الرئاسة يعني اختراقه للتحالف الثلاثي، وكسب ثقة بعض الناخبين الذين نجحوا باسم أحزاب الاستقلال او التجمع الوطني للأحرار أو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ومن المرجح جدا أن تتم عملية التصويت بحر الاسبوع القادم، وبشكل علني مما قد يضع المصوتون الذين يفكرون في ضرب الانضباط لقرارات احزابهم في مواقف حرجة. وفيما ستكون أحزاب التحالف الثلاثي اكثر حرصا هذه الأيام لحث الفائزين بإسمها على ضرورة الانضباط لقرار التحالف والتصويت لصالح عبد القادر قنديل رئيس جمعية منتجي الشمندر السكري منذ زمن طويل، رغم ما يعرفه القطاع من مشاكل، فإن دخول عبد الفتاح عمار المنافسة لقلب الموازين لصالحه ستجعله أكثر تحركا واتصالا بالأعضاء المصوتين لاقناعهم بالتصويت عليه. في مقابل كل ذلك، ستكون السلطات المعنية أكثر حرصا على أن تمر عملية التصويت على الرئيس في جو تسوده الشفافية، خاصة وأن جميع السلطات تعمل جاهدة لحماية الديمقراطية وهو ما يعكسه الحكم على مرشح لإحدى الغرف المهنية بجهة كلميم واد نون بثلاث سنوات حبسا نافذا بتهمة الفساد الانتخابي حيث حاول شراء ذمم المصوتين.