أسفرت مواجهات بين عشرات الرعاة الرحل من جنوب المغرب، وسكان بعض الدواوير بجماعة اولاد عيسى بإقليم الجديدة، الاثنين الماضي، عن إصابة عدة اشخاص بجروح بليغة، من أبناء دوار "الكويل" ودوار "عيسى" ودوار "رحو" بجماعة اولاد عيسى بتراب قيادة اولاد غانم بإقليم الجديدة. وعلمت "الجديدة 24" نقلا عن شهود عيان، أن الضحايا، كما تظهر الصور، اصيبوا بجروح في مختلف أنحاء أجسامهم حيث جرى نقلهم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي العلاج من بينهم حالة وصفت بالخطيرة بعد تعرض صاحبها للدهس بواسطة سيارة رباعية الدفع. وتعود تفاصيل الواقعة، حسب ذات المصادر، الى أزيد من اسبوع، عندما حل عشرات الرعاة الرحل المتحدرين من مناطق صحراوية بجنوب المملكة، إلى منطقة تابعة للاراضي السلالية بدوار الكويل بجماعة اولاد عيسى وبعد دخولهم في مفاوضات مع ساكنة المنطقة اتفقوا على منطقة محددة لرعي ابلهم وماشيتهم، لكن وابتداء من يوم الاثنين الماضي تكهربت الأجواء بالمنطقة بعدما اقدم الرعاة الصحراويون، على تجاوز المنطقة المتفق عليها من أجل الرعي. وبعد قيام أبناء الدوار و الدواوير المجاورة بتنبيههم ومنعهم، باغثهم العشرات من الرعاة الرحل بالهجوم عليهم بواسطة الهراوات والعصي مستعينين بسيارات رباعية الدفع من نوع "لاندروفير"، قدرها شهود عيان، في اتصال مع الجديدة 24، بازيد من 13 سيارة من نوع LandRover مما تسبب في اصابة العديد بجروح خطيرة استدعت نقلهم الى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة. هذا وأفاد مصدر من أبناء الدوار في اتصال مع الجديدة 24 أن الرعاة الرحل رفضوا الخروج من وسط الأراضي الزراعية، التابعة لممتلكات سكان المنطقة، لتنطلق عملية تبادل الضرب، والرشق بالحجارة، واستعمال مختلف الوسائل التقليدية للدفاع عن النفس، والتي أسفرت عن إلاصابات في صفوف أبناء المنطقة. وفور علمها بالحادث، هرعت مصالح الدرك الملكي، والسلطات المحلية، وعناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، واستنفرت مختلف أجهزتها للحيلولة دون سقوط ضحايا آخرين، وفتحت المصالح المختصة تحقيقا دقيقا حول حيثيات، وملابسات الواقعة. ويأتي هذا الحادث بعد تنامي ظاهرة الاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل، الذين ينحدرون من الأقاليم الجنوبية، على سكان دواوير المناطق الفلاحية، والأراضي الزراعية، بمنطقة دكالة كما وقع السنة الماضية بمنطقة الزمامرة بإقليم سيدي بنور. ويطالب الضحايا اجهزة الدرك الملكي بالجديدة والسلطات المحلية التدخل لوقف نزيف الاعتداءات المتكرة لهؤلاء الرعاة الذين استغلوا انشغال المغرب والسلطات بمحاربة جانحة فيروس كورونا لفرض قانون الغاب وخلق الرعب في صفوف الأبرياء.