بهيجة عيار، مفتشة شرطة، شابة و رياضية ، تتميز بقوة الشخصية و رباطة الجأش ،و تتمتع بثقة كبيرة في قدراتها، مما جعلها نموذجا للمرأة المغربية المثابرة التي تتحدى كافة الصعاب والصور النمطية من أجل تقديم أفضل ما لديها ، وأداء واجبها المهني على أحسن وجه ،خاصة في مجال مواكبة ومساعدة النساء ضحايا العنف بمدينة الجديدة. ففي معترك عمل الشرطة وصعوباته وإكراهاته ، تمكنت مفتشة الشرطة بهيجة، أن تجد لها مكانا، أنزلها مركزا رفيعا على مستوى ولاية أمن الإقليمي للجديدة، لأنها تتحلى بإرادة قوية وتعشق مهنتها إلى جانب ولعها برياضة الجري. شغف بهيجة و تعلقها بهذه المهنة النبيلة ، تطور مع توالي السنين فتراكمت لديها خبرة وتجربة كبيرتين، من خلال تعاملها اليومي والميداني مع النساء ضحايا العنف، سيما عقب إلتحاقها بخلية محاربة العنف ضد النساء بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية الأمن الإقليمي للجديدة. وعبرت بهيجة، التي تدرجت في مسارها المهني حتى انضمت إلى هذه الخلية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن إدراكها بجسامة التحديات التي تجابهها في مجال مرتبط بشكل وطيد بالمجتمع، الذي يعرف تطورات في اتجاه توسيع مجالي المساواة والمناصفة. وكشفت مفتشة الشرطة (الحاصلة على دبلوم الدراسة للسنة الثانية من التعليم الجامعي تخصص أدب إنجليزي من جامعة شعيب الدكالي)، عن اختيارها الطوعي لهذه المهنة وفق قناعة شخصية، فضلا عن رغبتها في تقديم العون والمساعدة خاصة للنساء. وفيما يتعلق بخصوصية العمل الذي تطلع به بهيجة، التي اجتازت بنجاح مباراة الولوج لسك الشرطة سنة 2008، والتحقت بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، ترى هذه الشابة، أن المهمة التي تضطلع بها ليس بالهينة، بسبب الإكراهات الكبيرة التي تعتريها ، مشيرة إلى أنه إذا كان المرء محبا للعمل الذي اختاره عن قناعة، فإن الصعاب تهون وتبقى مواجهة التحديات والإكراهات في المتناول. و أضافت أن الواجب المهني يفرض عليها أن تظل في اتصال دائم ويومي مع ضحايا العنف من النساء بهدف مواكبتهن على العديد من المستويات الأمنية والنفسية لإعادة الثقة والطمأنينة لهن، وجعلهن قادرات على تجواز ما تعرضن له. وأوضحت في هذا السياق ، أن خلية محاربة العنف، تسهر على استقبال ومعالجة ملفات العنف المبني على النوع، الذي تكون فيه المرأة ضحية، مضيفة ، أن الخلية المعنية تستقبل الشكايات سواء بشكل مباشرة، وإما عبر النيابة العامة، لتقوم بعد ذلك باستقبال النساء الضحايا العنف وتستمع لهن في محاضر قانونية وتحدد حاجياتها الخاصة، وتعمل على مواكبتهن نفسيا . وفيما يخص نوعية تعامل زملائها من الرجال، معها، أقرت بهيجة بعدم وجود فرق بين النساء والرجال، لتخلص إلى أن الأهم هو أن الجميع من الرؤساء والزملاء يتعاملون معها على قدم المساواة، في إطار مهني يتسم بالاحترام والمعاملة الجيدة. أما بخصوص التوفيق بين الجانب المهني كمفتشة شرطة وحياتها الشخصية، صرحت بهيجة أن كونها امرأة شرطية لا يمنعها من ممارسة حياتها الشخصية بشكل طبيعي، وسط والديها وإخوتها، مضيفة أن هناك مساعدة الأهل، الذين يتفهمون نوعية عملها. ورغم الأعباء المنزلية والعمل فإن بهيجة استطاعت أن تخصص وقتا إضافيا لمزاولة هوايتها المفضلة التي تمارسها منذ طفولتها، فبعد انتهاءها من أداء واجبها المهني والأسري تتجه مفتشة الشرطة إلى حلبة ألعاب القوى بملعب الدفاع الحسني الجديدي لممارسة رياضة ألعاب القوى . وكشفت بهيجة والابتسامة تعلو محياها، أن انخراطها في صفوف ممثلي هذه المؤسسة في المحافل الرياضية الدولية والوطنية يأتي في إطار الدعم الذي تقدمه مديرية الأمن الوطني لكافة رجال ونساء الأمن المهتمين بالمجال الرياضي من أجل تمثيل المديرية في كافة المسابقات الرياضية الوطنية والدولية. وأضافت في هذا الصدد أنه سبق لها المشاركة في عدد من التظاهرات الرياضية ، مضيفة أن آخر مشاركة لها كانت في دجنبر الماضي، بعد اجتيازها لاختبارات بنجاح تلاه معسكر تدريبي بمدينتي فاس وإيفران، في البطولة العربية الثامنة للعدو الريفي بقطر، وتمكنت من تحقيق توقيت جيد. وواصلت أنها شاركت أيضا في العديد من التظاهرات الوطنية واستطاعت تحقيق نتائج جيدة منها على الخصوص احتلالها للمرتبة الثانية في في مسابقة نصف المراطون الدولي بمراكش وسباق لالة تكركوست (19 كلم) في فبراير الماضي . كما تستعد بهيجة لخوض غمار عدد من السباقات الوطنية منها المارطون الدولي بالرباط الذي سيقام في شهر أبريل القادم، وسباق بوسكورة في مارس الجاري. وفي ذكرى 8 مارس يحق لبهيجة، المنحدرة من مدينة الجديدة، على غرار كل العاملات في سلك الأمن، الافتخار بما حققنه من نجاح باهر في بلوغ مكانة متميزة داخل سلك الشرطة، حيث أثبتن تميزهن في كافة المصالح والفرق، مما ساعدهن في الولوج بكل موضوعية إلى مختلف الرتب ومناصب المسؤولية.