للأسف الشديد حصل أسوأ سيناريو استحضرته الجريدة في نازلة اختطاف بائع البهائم بتراب إقليمسيدي بنور، وهو جريمة القتل والتخلص من الجثة في بئر، بعد أن سلبه الجناة مبلغا ماليا بقيمة 15000 درهم، كان بحوزته، عندما كان يعتزم، ليلة الاثنين–الثلاثاء الماضية، إحضار عربة فلاحية لنقل عجلتين (كرفتين)، والانتقال بمعية ابنه لبيعهما في ربحة الماشية بسوق "ثلاث سيدي بنور". وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن بعض سكان دوار "المواريد" بجماعة "بوحمام" بإقليمسيدي بنور، اكتشفوا من باب الصدفة، في حدود الساعة السادسة من مساء اليوم الخميس، جسما غريبا كان يطفو فوق سطح بئر متاخم لتجمعهم السكني، عندما كانوا بصدد التزود بالماء. وبغية قطع الشك باليقين، أنزلوا إلى قعر البئر بعمق ما بين 50 و60 متر، حبلا طويلا شدوا إلى مقدمته مرآة، عكست سطح البئر، وأظهرت جثة آدمية، تبين أنها لبائع البهائم الذي يتحدر من دوار "أولاد سليمان" بالجماعة الترابية ذاتها، والذي كان اختفى، في الساعات الأولى من صبيحة الثلاثاء الماضي، في ظروف غامضة. هذا، وانتقلت دوريات محمولة من سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، إلى البئر الكائن بدوار "المواريد"، والمستهدف بالتدخل، حيث استخرج في هذه الأثناء رجال الدرك الملكي، بعد الاستعانة بعناصر الوقاية المدنية، الجثة من قعر البئر، وأخضعوها للمعاينات، وانتدبوا سيارة لنقل الأموات، أقلتها إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، بغاية إخضاعها للتشريح الطبي، لتحديد أسباب الوفاة. هذا، وكانت الجريدة نشرت، أمس الأربعاء، مقالا صحفيا تحت عنوان: "سرية الدرك الملكي بسيدي بنور تحقق في اختفاء تاجر بهائم في ظروف غامضة"، مما جاء فيه أن: "بائع البهائم غادر، حوالي الساعة الثالثة من صبيحة الثلاثاء الماضي، تحت جنح الظلام منزل أسرته الكائن بدوار "أولاد سليمان" بتراب الجماعة القروية "بوحمام" بإقليمسيدي بنور. حيث كان يعتزم الوصول مشيا على الأقدام، عبر الطريق الثانوية (معبدة)، التي تبعد عن سكنه بحوالي كيلومترين عن الطريق الجهوية رقم: 201، التي تربط مدينة سيدي بنور بمركز جماعة "أولاد عمران". وقد كان يهم بإحضار وسيلة نقل، عبارة عن سيارة فلاحية من قبيل "بيك أب" أو شاحنة، أو ما شابه ذلك، لحمل ونقل عجلتين (كرفتين)، والتوجه بمعية ابنه الذي ظل في انتظار بالمنزل، إلى السوق القروي "ثلاث سيدي نور"، بغية بيعهما في رحبة البهائم. وكان يحمل معه مبلغا ماليا بقيمة 15000 درهم. وكان بائع البهائم، في عقده السادس، وهو أب ل5 أبناء، ضمنهم موظف لدى المصالح الشرطية بالجديدة، ويوجد في مهمة بمدينة تطوان، يتمتع بصحة جيدة وببنية جسمانية قوية، ومن غير المستبعد أن يكون تعرض لاختطاف، وأن من اختطفوه، اقتادوه إلى مكان مجهول، بعد أن يكون قد تعرف عليهم، أو أبدى مقاومة شرسة في مواجهتهم (..)". وبالفعل، فقد صدقت التخمينات والاحتمالات والسيناريوات التي استحضرتها الجريدة. حيث يكون الجناة اختطفوا بائع البهائم لحظة انتظاره عند مدخل دوار "أولاد سليمان" وسيلة نقل لحمل عجلتين بمعية ابنه إلى سوق "ثلاث سيدي بنور". وقد يكون قاوم بشراسة مختطفيه، وتعرف على أحدهم. ما جعلهم يعرجون بالعربة التي كانت تقلهم، على ممر غير معبد (مترب)، يبعد بحوالي 200 متر عن مدخل دوار "أولاد سليمان"، ويتجهون عبر الحقول والأراضي السقوية صوب دوار "المواريد" الذي يبعد بأقل من كيلومترين، حيث تخلصوا من جثة بائع البهائم، بعد أن يكونوا عمدوا إلى قتله، ثم ألقوا بها في قعر بئر بعمق ما بين 50 و60 مترا. وحسب مصدر مقرب من الأسرة، فإن الضحية يحمل في رأسه ووجهه جروحا وآثار ضرب وعنف.