لا شك أن رفع أي علم غير العلم الوطني في قلب مظاهرات تطالب بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية يصدمنا كمغاربة هذا في الوقت الذي يدعي فيه منظمو هاته المظاهرات رفع شعارات السلمية والمكالب الاجتماعية. أليس العلم رمز وحدتنا ؟ أليس العلم هو من ضحى من أجله آباؤنا و أجدادنا ؟ كيف سنعلم الجيل الصاعد قدسية هذا الوطن و رموزه ؟ صراحة أتساءل عن مدى علاقتنا بالعلم الوطني المغربي الدي ليس فقط رمز وحدتنا و تضامننا بل يمثل هويتنا المغربية في كل تجلياتها سواء كنا أحاديي أو ثنائيي الجنسية. تفاديا من الخوض في تفسيرات فضفاضة و نقاشات عقيمة بخصوص التظاهرات التي عرفها إقليمالحسيمة (أفضل التسمية الإدارية عوض "حراك الريف" الدي يمتلك في طياته بعضا من العرقية ) و بغية التنوير ليس غير, وجب الرجوع لفهم فلسفة "الحراك السلمي" أو"الحراك بدون عنف" إلى كتاب "من الدكتاتورية إلى الديمقراطية" لمؤلفه "جين شارب" الذي يلخص من خلاله الإطار المفاهيمي لهذا النوع من الحراك و الذي غالبا ما يسفر عن تأجج في الدول التي استعمل فيها. من خلال هذا التأليف نفهم بشكل واضح ما تعنيه كلمة "سلمية" من ألغام و يجب الإقرار أن المطالبة بها ليس بصدفة أو من وحي الخيال. في الحقيقة ليست سذاجة من متزعمي المظاهرات بل هي خطة مدروسة للعب دور الضحية و استفزاز قوى التدخل لاستعمال العنف و الوقوع في المحظور، عندها سيتم تسويق الصورة الظلامية التي يودون إلصاقها للدولة و تشويه صورتها على المستوى العالمي. انطلاقا من كل هذه القناعات و إيمانا منا أن الوطن فوق الجميع، ارتأينا أن نطلق مبادرة وطنية من أجل المطالبة بالاحتفال بالعلم المغربي كما هو الحال في العديد من الدول النامية ككندا و الولاياتالمتحدةالأمريكية و تخصيص يوم وطني لذلك كرد سلمي على استفزاز مشاعر المغاربة برفع أعلام غير العلم الوطني في الاحتجاجات. يوم تلبس فيه كل أزقة و شوارع المملكة علمنا الوطني خصوصا في الأقاليم التي تعرف المظاهرات لنزع جميع أشكال التعصب العرقي و الثقافي، يوم نبرهن فيه عن وحدتنا وقوتنا ضد كل من يريد التفرقة و تشويه صورة المغرب و المغاربة، يوم نوجه فيه رسالة قوية لكل خصومنا و أعداء وحدتنا الوطنية. سنواصل جميعا الأوراش التنموية للبلاد بخطى ثابتة وبعقلانية أكثر. نعم لكل المطالب المشروعة و جميعا من أجل تحسين مستوى من يجرون وراءهم أشخاصا بحجة التعليم و الصحة و الشغل يعلمون جيدا استعمال ما نسميه باللغة الفرنسية