بالطريقة الجديدة التي ابتدعها بعض المغاربة الذين يهددون بالانتحار، لإثارة انتباه من يهم الأمر، أو الضغط عليهم لإيجاد حلول لمشاكلهم، أو على إثر إحساسهم بالظلم، أقدم، أمس الخميس، شاب في عقده الثاني بمدينة خميس الزمامرة، بالانتحار برمي نفسه من فوق عمود كهربائي، على مقربة من ملعب أحمد شكري لكرة القدم. وكان دافعه في التهديد بوضع حد لحياته بهذه الطريقة، التي تكون قد حلت مكان "الطريقة البوعزيزية"، بإضرام النار في الجسد، للضغط على الجهات المعنية من أجل توفير سكن له، على غرار والده، الذي استفاد مؤخرا من منزل بالزمامرة. وتعتبر نازلة محاولة الانتحار هذه، التي تعيد إلى الأذهان مشهد السيدة التي حاولت الانتحار مؤخرا بالطريقة ذاتها، في العاصمة الرباط، الأطول من نوعها وقتيا. حيث استمرت من الساعة ال6 من صباح أمس الخميس، وإلى غاية الساعة ال5 من صبيحة اليوم الجمعة، حوالي 23 ساعة. وقد دخلت السلطات المحلية والأمنية المستنفرة في مفاوضات عسيرة مع الشاب اليائس، الذي ألح على حضور عامل إقليمسيدي بنور، والوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة. وبعد أن أعياه التعب، والبرد والأمطار الغزيرة، نزل الشاب بالطريقة نفسها التي كان تسلق بها العمود الكهربائي، واضعا بذلك نهاية لمشهد شد أنفاس العشرات من المواطنين المتجمهرين، والسلطات التي ظلت تفاوضه، لثنيه عن الانتحار، بالارتماء من فوق العمود الكهربائي.